الفصل السادس

13 2 0
                                    

جلست شمس في طاولة منعزله في ركن من أركان المقهى التابع للشركة تحاول أن ترخي اعصابها بعد هذا اليوم الطويل والمتعب.
" سلام .. نقدر نريح ؟"
رفعت شمس رأسها واذا به مروان صديق إلياس والمشرف عليها حاليا لذا هبت واقفة متأهبة
" تفضل ميسو "
ابتسم مروان ثم اشار اليها بالجلوس قائلا " ما تتقلقيش رانا زملا هنا وكامل كيف كيف "
هزت راسها موافقة ثم جلست وهي تراقب نظرات الآخرين إليهما
" كيف لقيتي الخدمة عندنا مس شمس "
اخذت شمس رشفة من فنجان قهوتها وردت بابتسامة مصطنعة الى حد ما
" الحمد لله فالاول كان صعيب صراحة وضورك تعودت عليه وصار كلشي مفهوم بفضلك وفضل الزملا "
" مليح... سمعت من الزملا انك كنتي تخدمي في بريطانيا واش رجعك لهنا رغم انو برا احسن من هنا مية مرة وحتى المعيشة احسن  "
" امممم اضطريت انو نرجع لاسباب شخصية وثانيا بلادنا ثاني مليحة ونحب نخدم فيها والشي اللي تعلمتو برا قررت ننفع به بلادي وننفع شركة وطنية كما نتوما هكا تتطور البلاد ونحسنوا الدخل "
" قرار مليح وبما انو انتي شخص مجتهد وعلى حسب واش شفت راح ان شاء تبداي تخدمي معانا هنا كموظفة ومش كمتدربة "
" منك بالصح " صفقت شمس يديها بطفولية بالغة سعيدة بالخبر الجديد
ضحك مروان بعد رؤتيه لطفوليتها ولكن بعد ان التفتَ زالت ابتسامته بعد ان راى زوج من العيون تكاد تحرقه ، راى الياس يراقبهما ومن نظراته يبدوا انه واقفا هناك منذ مدة
اقترب الياس منهما بخطوات سريعة و قال موجها نظره لمن تمسك كوب قهوتها بين كفيها الصغيرين
" انسة شمس... دقيقةمن فضلك .. نحتاجك في موضوع " ثم اشار لمروان بحركة بيده يقصد بها ان حسابه معه لم ينته
ابتسم مروان بعد ان وقف وتقدم نحو صديقه وقال بصوت خافت وصل لمسمع مديريه فقط " مش راح ناخدها منك... غير ارتاح " ثم انصرف
  وقفت شمس بعد ان سمعت صوت الياس العذب لاتدري ما الذي يروادها عند رؤتيه ، وما سبب نظراته اليها التي تحس بانه يخصها بها هي فقط  والكل يخبرها بذلك
" اوكي مسيو "
" تفضلي معايا للمكتب  "
دخلت شمس خلفه واقفلت الباب بعد ان تاكدت بانه مغلق، وقفت امام مكتبه تنتظر الاوامر
" تفضلي... جلسي "
جلست شمس براحة ورفعت راسها اليه تنتظر اوامره، وبعد ان طال صمته حاولت ان تتكلم اولا
" راني نمسع فيك مسيو "
ابتسم الياس بعد ان استجمع افكاره وقال بصوت رخيم وهادئ محمل بالمشاعر وخافت الى حدا ما
" حاب نطلبك للزاوج... حابك تكوني مرتي وحلالي "
" هاااا " هذا كل ما استطاعت قوله بعد لجمت الصدمة لسانها وعقلها وقلبها ايضا، ما كل هذا، هل طلب يدها للزواج ام انه يمزح، لابد انه يمزح او انه يختبرها او انه جدي، فنظراته الان جادة تراه ينتظر جوابا منها يبدو عليه التوتر، يالهي كيف تستطيع قراءة ملامح بهذه السهولة؟
" راك تهدر بالصح؟ "
" اكيد راني نهدر بالصح علابالي انتي ماتعرفي عليا والو ولكن بعد ما نتزوجوا راح توافقي عليا ولعلمك هدرت مع بابك وديت الموافقة من عندوا وحبيت ناخذ رايك "
" يعني انت هدرت مع بابا و راك تقول بانو بابا قابل اني نتزوجك!! "
" ايه " اجابها ببساطة
تغيرت ملاح شمس من الصدمة للغضب في ثواني معدودة وكادت ان تصيح لولا انها تعلم بانها اذا رفعت صوتها سوف يسمعها كل من بالشركة لذا تكلمت بهدوء وصوت محمل بالغضب
" باي حق تروح تطلبني من بابا بلا ما تسقسيني انا فالاول و منين تعرف بابا اصلا "
وقف الياس من مكانه ووقف امامها يتأمل ملامح فرَسَته الجميلة التي يحفظها جيدا " صدقني اذا قلت ليك اني نعرف عليك كلشي من الالف للياء وكل كبيرة وصغيرة تتعلق بيك راهي هنا " واشار لراسه ثم اكمل قوله ب " وزواجك مني راح يحميك وراح نعاونك انك تحققي اللي في بالك ولكن بشروط وانا راح نحط الشروط هادي  "
" هااا " ساد الوجوم والخوف على وجهها دقيقة كاملة... هل كشفت بهذه السرعة وكيف؟؟... هل قال بانه سيساعدها؟... كيف ذلك؟ هي تريد حبسهم جميعا وهو يريدها زوجته ليحميها!!.... اي هراء هذا
اخذت خطوات للخلف تحاول الهرب ، فأذا كشفت خطتها الان عليها ان تغيرها بواحدة اخرى ولكنها لن تقبل الزواج منه ابدا،  لذا ستخرج من هنا راكضة لا محالة. استدارت نحو الباب محاولة الهروب لكن لم تستطع بسبب اليد التى تمسكها حاولت ان تفلت يدها ولكن لم تستطيع وفجأة  اصبح جسدها في حضنه ويداه تحاوطها من كل جانب وراسه فوق كتفها
اللعنة... ماذا يفعل ايعانقها!
   تململت بين يديه تحاول عدم البكاء او الصراخ في وجهه
" اهداي،... صدقيني مش راح ندير ليك والو... زواجنا راح يكون علني وراح نعاونك باه تاخدي حق ختك بشرط تكوني معايا وقدام عينيا، ماراحش نقدر نتخلى عليك لاني وعدت باباك اني نعاونك "
رفعت راسها بعد إن التفت تنظر اليه بحيرة لاتعلم لماذا تشعر باطمئنان مريب في حضنه. حتى دقات قلبه تغيرت
" و و وعلاه حاب تعاوني واش راح تستفاد "
" كل ما يهمني ضوركا انك توافقي ومن بعد راح تفهمي "
هزت شمس راسها موافقة لا تعلم لماذا ولكن كل ما تشعر به الان هو دقات قلبها اللعين او قلبه لم تعد تفرق قلب من هذا و لكن الاهم من ذلك هناك صوت ضعيف داخلها بخبرها بان تواقف ، حاولت استجماع افكارها قليلا ولكن قاطعت يداه التي تضم خديها الان تفكيرها لم تشعر بشيء سوا بشفتيه تضم شفتيها، سلب انفاسها بقبلة رقيقة لم تكن قبلة طويلة ولكنها سلبت قلبها وتفكيرها
" راح نعطيك مهلة يوم تفكري مليح وغدوا ترجعي ليا قرارك النهائي... تقدري تروحي "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 01, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بين قلبي والأنتقام #باللهجة الجزائرية#حيث تعيش القصص. اكتشف الآن