الضحية مفقودة
يطرق الباب بشدة
شمس " ماما ماما ... افتحي الباب ماما ما "
تفتح الأم الباب بلهفة وهي تحاول عقد مئزرها حول جسدها
" واش صرا ... لايكون منى صرا ليها شي ... قولي ... اهدري ... منى بخير... وين راهي بنتي "
اختنق صوت شمس بالبكاء تحاول الكلام مجاهدة
" اء ا ... كنت راقدة وكي وعيت نشرب ما لقتش منى حدايا حوصت عليها فالدوش والدار كل مالقيتهاش وكي رجعت الشومبرة لقيت ورقة كاتبة ليا فيها باش راحت تنتقم من علي ... إنا خايفة يا ماما .... خبري عمي نروحوا للبوليس ولا نروحوا نحوسوا عليها قبل لا يسرى ليها شي حاجة "
"وواش ا ؟! ... وين كنتي كي ناضت من حداك وخرجت وين راحت بنتي ..." ثم صفعتها واخذت تهز جسدها بينما شمس كانت دموعها تنهمر بغزارة
" وين راحت بنتي .... اه يا قلبي بنتي راحت بسبتك " . وانهالت عليها بالضرب وهي مستسلمة صامتة لا تحرك ساكنا
جلست الام تبكي بعد ان تعبت من الضرب وصارت تلطم وتقول
" اااه يابنتي وين رحتي ....واش راح يصرالك يا بنتي " ثم التفت لشمس الباكية وصرخت في وجهها بكل غضب وحقد تحمله لها .
" كله بسبتك انتي .... انتي السبب في اللي راه يصرا معانا ... اذا صرا شي لبنتي راح تتحملي انتي اللي صرا ليها راني نحذرك ولادي خط احمر "
مسحت شمس دموعها ووقفت متحاملة على الاوجاع التي تفتك بجسدها
"نقسم لك بانها كانت راقدة حدايا ولما فقت ما لقيتها ماعرفت وقتاش ناضت "
" ااااه بنتي ضاعت " ثم التفت تدخل غرفتها حتى توقظ زوجها لتخبره وصارت تنادي عليه بصوت باكي
" نور الدين نوض يا نور الدين بنتك خرجت من الدار .... بنتي ضاعت يا نور الدين بنتي ضاعت "
استقيظ نور الدين بلهفة وخوف كبير
" اهداي يا امرأة وفهميني بالعقل "
مسحت شمس دموعها واقتربت من زوج أمها وقالت " منى خلاتني راقدة وخرجت وراهي معولة تنتقم من هداك اللي ما يتسمى علي "
نور الدين " اشنو راحت تنتقم ...ياربي واش هاد المصايب اللي نازلين علينا ياربي ... ياربي الطف بيا ياربي ... "
ضمت شمس ذراع نورالدين بين يديها تحاول بث بعض الطمأنينة في قلبه
" دقيقة نبدل حوايجي و نروح معاك عند لابوليس"دخلت شمس الغرفة واردت فستان رمادي اللون وعقصت شعرها على شكل كعكة ثم حملت مفاتيح سيارتها وخرجت مع زوج أمها مسرعة ، محاولة تجاهل نظرات الكره التي ترمقها أمها بها ، بعد البلاغ بحثت الشرطة في كل مكان و قصدو منزل علي ولكنه أنكر رؤيتها وقال بأنه كان مع أصدقائه .
مرت ثلاث ايام والجميع يبحث من قريب وبعيد حتى بدأ يظهر اليأس على الجميع ، بكت الأم والابن واخوتها حتى يأسوا من أن تكون على قيد الحياة ، سألت شمس اصدقائها ولكن لم يسمع عنها أحد . فكرت قليلا ولم يتبقى لها سوى أن تذهب إليه فبتأكيد هو يعلم مكانها .أنه يكذب . ذهبت لمكتبه بخطوات واثقة وجريئة ، سمح لها بالدخول بعد ساعتين من الانتظار وما أن دخلت حتى انقضت عليه كفرسة جريحة :
" وين منى ، واش درت ليها ياو ولد لحر** ، قتلتها ولا وين راك حابسها قول وين راهي اخ.."
وقطعت كلمتها الأخيرة لا تريده أن يعلم بأنها اختها ..وكيف له أن يعلم فلا أحد يعلم بأنهم إخوة حتى الجيران لا يعلمون بنوع العلاقة بينهم، فأمها طوال الوقت تقول بأنها ابنة قريبتهم من بعيد لا غير .
" واش علاقتي بها ... ما كفاكمش اللي جنيتوه من عار في المحكمة ووسط الناس ... ونظن خبرت لابوليس باني ما شفتها وهدا اخر كلام عندي "
" علابالي باش راك تكدب ، وعارفة أنها راحت لعندك وانت عارف مليح وين راهي ... من الأحسن ليك أنها تكون بخير ولا راح ندفعك ثمن غالي على فعايلك "
" هاد الكلام كل ما يهمني .. لا هي ولا غيرها كل ما يهمني ضورك هو "
واقترب منها ببطء واخذ يمسك احدى خصلات شعرها يقربها من أنفه
" هو أني ... نكون معاك انتي .. "
تراجعت شمس بضع خطوات للخلف تشعر بمزيج من الخوف و الغثيان ، بينما علي يقترب منها ونظرات الانتصار تظهر على وجهه
" علابالك بأنك زين منها ، واش راكي تكوني مرتي ونوعدك انك راح تعيشي معايا كي الأميرة "
دفعته بعيدا عنها وضربته بقدمها على ساقه وقالت "رد بالك تقرب مني مرة ثانية ومنى راح نلقاها وكي ترجع راح نندمك على كلامك "
ثم غادرت بسرعة البرق بعد أن التقطت اذنها جملته الأخيرة
" هدا اذا لقيتيها "
أنت تقرأ
بين قلبي والأنتقام #باللهجة الجزائرية#
Romanceحين يسلب اعز ما لدى الإنسان يقاتل بضراوة ويحاول أن يسترجع ما فقده حتى وإن لم يكن بالعدالة سيكون بالانتقام سلبت اختها من حياتها على يد مغتصب و بسبب النفوذ لم يعاقب سيتعين عليها أن تحارب من جديد وحدها فهل ستنجح ؟! من يتصدى لها ؟ ومن سيكون هل الحب ي...