بين قلبي والأنتقام #باللهجة الجزائرية#

الفصل الرابع

بداية جديدة

بعد يوم عمل طويل أستلقى وأخيراً إلياس على فراشه ، اسبوع كامل من العمل المضني لم ينل منه سوى ساعات قليلة من النوم ، الكل تعب وسهر معه وخاصة محمد ومروان صديقيه الوحيدين وزوجا اختيه التوأم لم يتركاه أبدا فلقد نال نصيبا من التعب . الآن وبعد كل هذا التعب جل ما يريده هو بعض النوم ، وضع يده على أعلى رأسه و أغمض عيونه يغوص في ملامح حوريته الساحرة التي لطالما حلم بها، بعد عدة دقائق من النوم رن الهاتف للمرة الأولى كان الصوت أشبه بالحلم ثم المرة الثانية ثم الثالثة ، حمل الهاتف الذي بجانبه واجاب بصوت ناعس
" الو عزيزتي كي راكي "
" واش بيك ولدي.. لاتكون مريض.. مال صوتك متغير...ياك مراكش مريض ومخبي عليا "
" ما بيا والو عزيزتي راني بخير غير ما تتقلقي ، كنت راقد على بيها جاك صوتي مبدل ، شويا تعب تاع الخدمة ، خبارك انتي عزيزتي وخبار ماما وبابا وناس كل "
( عزيزة جدة إلياس من طرف الاب اسمها عزيزة والكل يناديها عزيزتي بدلا من جدتي ، انسانة وقورة وطيبة كما أنها مرحة. تحب الياس كثيرا وتعتبر مخزن أسراره العاطفية )

"مارناش ملاح ولازم ترجع باش نشوفك "
غير إلياس وضعية جلوسه بعد أن كان ممدد صار جالسا وبدأ يظهر القلق على وجهه
" واش بيك عزيزتي صحتك بخير .. ولاماما ولايكون با .."
قالت عزيزة مقاطعة له بعد أن احست بقلق المتزايد عليهم " رانا الكل بخير الحمد لله رانا متوحشينك ولدي بغينا نشوفوك . وقتاش ترجع، عام كامل ما شفت وجهك، ارجع ولدي ارجع ودير دارك كيما قرانك ، تزوج وعيش بين ناسك ، رانا حابين نشوفوا ولادك ؟! "
ابتسم إلياس وقال بصوت لعوب بعد ان علم سبب اتصالها " واش من ولاد عزيزتي يكفيك غيرا انا بزاف عليك "
عزيزة بصوت شبه حازم " خطينا من لعبك يا إلياس راني معاك بالصح . ماماك كل يوم مطرشتني ببكاها بغيت ولدي بغيت ولدي ، وزيد انت راك تكبر عام على عام، لازم نشوفوا عريس قبل ماياخذ ربي أمانته ، الصحة ما بقى فيها واش يزيد ياولدي ولازم نفرح بيك قبل لا نموت"
أطلق إلياس زفيرا طويلا ممرا يده في شعره الاسود الفاحم المشعث أثر النوم وقال
" راكي عارفة اللي فيها و .."
قاطعته جدته بصوتها الحازم ولكن بنبرة خافتة خوفا من أن يسمعها أحد
" علابالي وعارفة قلبك معلق بيها ولكن هدا كل بسبت قلة الفهم تاعك والخوف والجبن تاعك "
" عزيزتي ! راكي تقولي عليا انا خواف وجبان "
" انعم .. ايه غبي وحمار ثاني ، لو كان جدك مزال حي وجا في بلاصتك كان راح داها غصب على اللي ما يسوى الوعد وعد علاش ينقضوا وعدهم ، انت تشبه لجدك بالشكل والعصبية اللي ما منها فايدة "
" مش حاب نديها غصب عزيزتي بغيتها تحبني وتتزوج بيا على قناعة مش تكرهني طول حياتها "
" ايوا خليك كيما هاك طول ما تفكر بهاد الطريقة راح تضيع منك "
" ماهي ضاعت وخلاص 😓"
احست عزيزة بصوت إلياس المتالم واليائس ولكن لابد من فعل ذلك لابد أن يحارب من أجل ما يريد ، ستساعده ولكن من بعيد فقط ودون درايته .
" شوف الماضي يبقى ماضي واللي راح راح ضورك بغيتك ترجع .. عندك يومين نلقاك عندي وخلي الخدمة للعصابة تاعك"
" ههههه العصابة تاعي😅 ... ما تتقلقيش كامل سمانة ونرجع انا و العصابة على قولتك ... "
" لا لا رجع وحدك ، بغيتك في موضوع خاص ولازم ما يكون حتى حد هنا خاصة خواتك ، لازم تفري الموضوع قبل لا يتعقد فهمت "
فهم إلياس ما تلمح إليه جدته ، وعلم فورا بأن الأمر متعلق بابنة خاله يبدوا بأن الأمر خطير على غير العادة
" أن شاء الله عزيزتي يومين ندبر روحي فيهم ونجي لعندك "