الفصل الثالث

41 2 0
                                    

أنفصال


بعد سنتين: أشتهرت شمس بعملها الجاد و تمكنت من التعرف على العديد من المعارف التي تخولها الوصول إلى مبتغاها . خطبت لأبن عمها 'عمر' بعد قصة حب طويلة بينهما ، تمت الخطبة بعد عودتها من الجزائر ،كان من المفترض أن تكون أبكر من ذلك ولكن نظرا للظروف تم الغاء كل الخطط و تأجيلها . الان عمر يحاول بكل الطرق أن يبعدها عن الأنتقام الذي تخطط له ولكن في كل مرة يفشل وينتهي النقاش بشجار ، علاقتهما بدأت منذ أن كانت في الثانوية ، كانت شمس أكثر جنونا وحرية ، مدللة كثيرا و لطالما كانت ملفتة بمنظرها الطفولي و بطيبة قلبها مع الجميع مما جعل ابن عمها يتعلق بها كثيرا ، ولكن في الأونة الأخيرة بدأت علاقتهما في التصدع حيث تغيرت شمس حسب رأيه ولم تعد تلك الفتاة الحالمة الجميلة و التي دوما تبدو سعيدة وحرة فقد أصبح همها الأول أن تنتقم لأختها المقتولة على حسب قولها ، واصبحت تسعى لإرضاء والدتها وتحاول التقرب منها علها تحبها ولو قليلا .
بعد أسبوع سترجع للجزائر حتى تنهي ما بدائته فطوال العامين الصارمة كانت تجمع المعلومات والأدلة عن عائلة اشرف الدين وخاصة ابنهم المدلل علي ، تدربت وتعلمت فنون الدفاع عن النفس واحترفت التنكر والتصوير حتى صارت لديها علاقة مع احد اكبر المحررين في الجزائر وكل الفضل لوالدها و لمعارفه الكثيرة داخل وخارج البلاد . لم يكن إقناع والدها بالأمر السهل ولكنه وافق بالاخير مع الكثير من الشروط بالطبع والتي لن تنفذ اي منها بسبب طبعها المتمرد ، لم يوافق والدها بسهولة لأنه يعلم خطورة ما ستفعله ولكنه لديه خططه الخاصة التي لا تعلمها ولن يخبرها الا في الوقت المناسب .
_ بينما شمس تستعد للرحيل من مكتبها رن هاتفها ، نظرت للشاشة بتململ مترددة هل ترد ام لا ، بعد صراع دام ثواني بينها وبين نفسها فتحت الخط وبصوت متعب أجابت :
" الو عموري كي داير "
" بالف خير عمري وانتي وعمي لباس"
" الحمد لله ، عمك ديما يسقسي عليك ويستنا فيك تجي لعندوا كاش نهار "
" راكي عارفة حبي مشغول بزاف بزاف ، لخدمة فوق راسي وراكي عارفة كلشي مني مش قادر نتنفس ، ولكن على جالك راح نحاول نريح معاكم "
تدير شمس عينيها بعدم تصديق محدثة نفسها ( على العام مشغول والله اعلم الخدمة تاعك هادي لوين راح نوصلوا بها ، لا يحسب ليك أنك وحدك خدام أفف تعيي )
" اممم علابالي حسن الله العوين "
ساد الصمت بينهما لثواني يفكر كل منهما في أمر مختلف عن الاخر وبعدها بادر عمر ب:
" شمس ... حاب نشوفك ... عندي هدرة حاب نقولها ليك "
شمس مع نفسها ( افف نفس الكلام والهدرة بقاي معايا ... ما تروحيش ... خلينا نزوجوا ...ونساي اللي فات مات وو.. ووو . )
"اذا كان الموضوع نفسو غير ما تتعب روحك ، كلمة وحدة راح نسافر "
" فهميني شمس ما تكونيش أنانية خممي فيا شويا يزاني صبرت معاك وفكري شوي هادا كل يتعلق بمستقبلنا وخصني ضروري نشوفك اوكي لازم نهدروا "
" اه اوكي راني خارجة من الخدمة ، نتلاقاو في بلاصتنا ؟"
" ايه نفس لبلاصة "
أقفلت الخط وهي تتأفف وتشد شعر رأسها ، ماذا افعل معه كيف اقنعه بأنني لا استطيع ان انسى قضية اختي بل هي الأساس الذي جعلني اجتهد وانجح في عملي واكون شخص ذو هدف . لماذا لا يتفهم هذا الموضوع حتى انني لم اطلب منه أي شي في حياتي سوى أن يتفهمني و أن يقف معي حتى ترجع العدالة لأختي ، لماذا يعتبرني أنانية بعد انا تنازلت عن الكثير لأجله. الا استحق بعض التنازلات أيضا؟!!.

بين قلبي والأنتقام #باللهجة الجزائرية#حيث تعيش القصص. اكتشف الآن