الفصل الخامس

64 2 1
                                    


هل هذه إنتي حقا

" خالتي عيشة .. خالتي عيشة. "
تدخل شمس راكضة مسرعة نحو البيت وتنادي بصوت عالي متجهة نحو المطبخ بعد أن سمعت رد عائشة عليها
" راني فالكوزينة بنتي  "
تدخل شمس المطبخ وتعانق عائشة وتقبل خدها  كالعادة عند دخولها للمنزل
" واش راح تفطرينا اليوم يا  "إيشو " ( إيشو : اسم دلع أطلقته شمس على مربيتها منذ الصغر)
احتضنت عائشة يد شمس بابتسامتها المعتادة وقالت
" كل اللي يبغيه قلبك يا بنتي .. على ما تروحي تبدلي قشك وتغسلي نكون وجدت الطابلة "
قرصت شمس خد عائشة الأيسر وقالت بمرح
" من عيوني يا عيوني "
بعد دقائق تعود شمس بعد غيرت ملابسها وأعطت شعرها حريته ، جلست بجانب عائشة التي غرفت لها صحنها وبدأت بالاكل
عائشة متذكرة  " اااه ... عيط باباك من شي ساعة وسقسى عليك وعلى الخدمة ، ياك كل شي مليح  "
" الحمد لله كل شي مشا مريقل  "
رفعت عائشة راسها عن صحنها تراقب ملامح شمس الصامتة مترددة بعض الشيء هل تسأل عن ما يدور في داخلها ام لا ، بعد فترة من الحيرة التفت اليها شمس وفهمت من نظراتها ما يدور في خلدها فابتسمت وقالت
" ما تخافيش عليا خالتي ، راني بخير واذا كان يحبني صحيح راح يتفهم الشي اللي راني فيه "
ونظرت إلى الخاتم الموضوع في يدها اليسرى بحسرة . ثم أطلقت زفيرا طويلا و قالت بصوت مهزوز جذب عائشة المستمعة لها بقلب حزين التي صارت تمرر يدها على ظهر شمس برفق
"  مانيش مصدقة اني مزال نتوحش فيه بعد الكلام الجارح اللي قالوا ليا، ديما يتخلى عليا كي نحتاج ليه لا عمروا تنازل وقال هادي انسانة لازم نوقف معاها وقت ما تحتاجني ،  تخلى عليا بعد ما تمسكت بيه وتحديت بابا وقلت ماراح ندي غيروا وخليتوا يقبل ويغير رايو ، راني نستنى وكل دقيقة نقول ضورك يتصل بيا ولا يبعث ميساج يسقسي عليا فيه " -بقلم نور أحمد-
" ما تتقلقيش بنتي اللي يبغيك راح يقلب الدنيا على جالك وراح يرجع اما ادا كان العكس راح ربي يعوض فاللي خير منو  "
هزت شمس رأسها بعد أن اخذت نفس عميق تحبس به دموعها .
بعد وجبة الغداء انصرفت لغرفتها تراجع الملفات التي اخذتها من الغازي ، يجب عليها أن تحضر جيدا للمقابلة وهذه هي نقطةالبداية .

**********

في منزل والدة شمس

الزوج " لبارح هدرت مع شمس وقالت لي بللي باغيا تجي تشوفنا  "
حركت ' جميلة ' والدة شمس شفتيها بغير رضى  " مش حابة نشوفها لاهي ولا أي واحد يقرب ليها  ولا أي واحد يهدر ليا عليها ولا ينطق اسمها فالدار هادي "
وقف زوجها من على الأريكة بعد أن رمى الصحيفة على الطاولة بغضب من تصرفات زوجته الغير المحببة له
" وكل هاد لكره لواش  ، ياك هادي بنتك لحمك ودمك وانتي اللي ولدتيها ، لوقتاش تبقاي هكا تكرهي فيها وتحقدي عليها ، يكفي المعاملة الناشفة تاعك معاها ولا كلامك اللي يجرح لحجر "
جمعت الأم يديها لصدرها تهز كتيفيها ببرودة
" ما تقولش بنتي عمرها ماكانت ولا راح تكون بنتي  ... انا نعتبرها غلطة و اكبر غلطة درتها في حياتي ولو رجع بي الزمان كون هربت قبل ما نغلط ونتزوج من بوها "
  شعر نور الدين بالأسى والحزن على شمس فرغم انها ليست ابنته ولكنه يحبها مثل أبنائه لا يعلم سبب جفاء امها وحقدها عليها ولكنه يعلم جيدا بأنه له يد في ذلك وان أمها تخلت عليها بسببه لذا تنهد بألم وقال 
" خلاص  .... إذا كنتي مش حابة تشوفيها براحتك ولكن انا ولولاد حابين نشوفوها. في الويكاند راح نديهم معايا وانتي بقاي تفرجي فالحيوط " وانصرف غاضبا من أمامها
بعد لحظات دخل ابنها رائد مسرعا للمنزل  بعد رجوعه من المدرسة الثانوية وصار يصيح فرحا
" ماما.. ماما...ماما .... بالصح رجعت شمس  "
نظرت اليه أمه بغضب مما جعل الابتسامة على وجهه تختفي بسرعة بعد ان لاحظ الوجوم على وجه أمه
جميلة  " ولواش كل هاد الزقا والعياط ... مالكم كاملين فرحانين برجوعها لا يكون جات من الجنة وانا ما نعرف "
نظر رائد إلى أمه بخيبة ثم حمل تفاحة من فوق الطاولة واتجه نحو غرفته قائلا
" لانك مش شايفاها كما حنا ماما ولا حتى دايرا حساب انها بنتك  "
ثارت أمه من خلفه تقلب كفيها و تشتم و تسب في شمس وكأنها السبب في كل ما يحصل معها ومع عائلتها متناسية بأن الإنسان يحصد ما زرعت يداه . بينما "رائد " بعد أن اقفل الباب اتصل بأخته شمس فهو متعلق بها جدا ويتحدث معها عدة مرات في الأسبوع فالطالما كانت قدوته في الدراسة وحتى في الحياة فلا يزال يذكر ذلك اليوم الذي لولاها لكان غير رائد الذي يعرفه الجميع اليوم .

بين قلبي والأنتقام #باللهجة الجزائرية#حيث تعيش القصص. اكتشف الآن