مجرد صدفة ،لكنها نجحت!

3 2 0
                                    

                          الفصل :1﴿تتمة²﴾

...استجمعت قوتها وطلبت من السيدة أن تستبدل رهف بها.كان من السهل على الموظفة أن تقوم بذلك،فهي تود التخلص من الوالدِ العصبي بأي طريقة.
  - أجل،حالا سأقوم بالاجراءات اللازمة....
  أجابتها نردين بنبرة فرح وابتسامة أزاحت الهم من قلبها:
  - أشكركي جزيل الشكر يا سيدتي!
  - عفوا يا آنسة...حمدا لله أنني أتممت هذه المهمة وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة.
  - ماذا قلتي ،لم أسمعكي يا سيدة.
  - لا...لا،لم أقل شيئا .حسنا يمكنكي المجيء الأسبوع القادم لتلتحقي بصَفّكِ.
  - حسنا،سآتي طبعا!
 
في طريق عودتها ،توقفت أمام بائع الخردة،الحاج مسعود .كان مُتَمَلمِلا يَستندُ على الجدار بجسده البالي أكثر من ثيابه،ثيابه التي لم يعد يذكر متى آخر مرة ابتاع بها بعضا من تلك الثياب المستعملة كي يستر جسده.اقتربت قليلا وسألته بنبرة أسى عن منزله وحياته.لكنه اكتفى بالإبتسام وأجابها قائلا:
  - أينما رُزِق الإنسان فذلك موطنه.....
 
عادت نردين إلى البيت وارتدت ثوبها المُرَفّل القِرْمِزي الجميل،جلست على الطاولة تفكِر في كلام الرجل العجوز،في إنتظار غَلَيانِ ماء القهوة....ربما لا يعلم ما يقوله ،لقد أتعبهُ الدّهر!
  في اليوم التالي أتت صفاء صديقة نردين من أيام الطفولة و جلست تروي لصديقتها عن دراستها و تبادلتا الحديث معا حتى غروب الشمس.كان منظرا جميلا،استمتعتا بالتأمل في ألوان السماء المُتَدرجة بإبداع و إتقان.فَضّلت نردين أن تُجلسَ صديقتها في شرفة المطبخ كي لا تُفَوت النسيم الباردَ في ذلك الوقت...أمضت نردين نهاية الأسبوع عند جدتها ،إنها امرأة عجوز تمضي أيامها رفقة قطها هاري ونبتتها الباسقة جميلة الألوان.
  - هل أسقي النبتة يا جدتي؟اممم...تبدو في حال جيدة حقا!
  - اوه ! أجل يا عزيزتي.لقد انشغلت بتحضير العشاء ونسيتها.
  ابتسمت نردين لجدتها و ساعدتها في تجهيز المائدة... السكاكين و الشوكات مُهِمانِ لوجبة شواء،تناولتا الطعام بشهية كبيرة و شربنا شرابا عند المدفأة.كان الطقس متغيرا هذه الأيام،أم أنّ أحاسيسها التي تغيرتْ.إستلقت فوق السرير المُجَهز ،كان بسيطا لكنه مريح.كانت مُرهقة و متعبة، فقد جعلتها فرحتها تلك تنام كطفل صغير لا يعرف إلاّ السعادة.
إستيقظت نردين باكرا و جهزت نفسها،كانت حائرة.هل ترتدي السروال الضيق الأزرق أم القميص اليوسُفِي.لقد قررت أخيرا ماذا تريد.سترتدي الفستان الرَملي المُنَقط بالأسود. عند وصولها للجامعة،لاحظت تجمع مجموعة من الطلبة قرب الجدار،فراحت تسأل عن سبب اكتظاظهم هنالك. قيل لها أنه تم تغيير برنامج الدراسة هنا بالنسبة لطلبة معينين.

﴾3﴿

not nowحيث تعيش القصص. اكتشف الآن