كانت العمه ليندا سيدة كبيرة ، بيضاء الشعر ، في السبعين من العمر ، كانت هناك نظرة عطف و أُلفة في عينيها، كل ما كانت ترتديه كان غالياً ، وهذا طبيعي. بالتأكيد ، وكان لها وجه هادئ رصين لشخص خُلق في الثراء وعاش حياة حرة خالية من الهموم والمشاكل التي تصيب معظم الناس، إنها لم تتزوج لذا كانت تهتم ب جين كإبن لها وليس كإبن أخ.
نظراتها السريعه التي تحكُم علي إليزابيث لم تُخطئ شيئاً حولها وهي تخطو إلي الأمام مُمدتاً ليدها.
" أهلا بك ، يا آنسـة راي ، آمل أن تكون رحلتـك مريحة"
مدت إليزابيث - التي أمضت الليلة في غرفه من الدرجة الأولى- يديها بالمثل و اعترفت بأنها كانت مريحة جداً.
تعجبت إليزابيث عن مدى أثر الثراء الظاهر على العمه ليندا ، هذه السيد العجوز لم تحارب من أجـل شيء ، بينما هي - إليزابيث - قد اضطرت لخوض معارك صعبه ضد دهـاء الرجـال لتصل إلي ما وصلت إليه الآن.
" سنتغدى باكرا اليوم " ، قالت ليندا، " في حوالي ساعة ،لإني سأخرج بعد الظهر ، ..يـا جين ، هل ذهبت إلى دار الضيافة ؟"
"نعم ، يا عمتي، لقد أخبـرت جيمين أن يحضر تلك المعدات الكهربائيه للتدفئه ويضعها علي الفور"
" حسنا،.جيد ، لإنني بكل تأكيد لا أريد الجلوس في القاعة الكبيرة ليلة غد بدون تدفئة مركزية"
،أكملت "هل إلتقيتِ بالرائد جيمين، یا إليزابيث؟, أود أن أدعوك - إليزابيث ـ أرجو أن لا تمانعي ؟"
"لا ، بالطبع لا أمانع، أيضاً نعم لقد التقيت بالـرائـد وابنته".
"إذن لقد التقيت نونا ؟ إنها طفلة ساحرة، متعلقة جدا بوالدها وصديقهُ الرقيب ، وتحب جين بجنون ، شيء مؤثر ، لتصمت قليلاً حتي أكملت ..."على ما أعتقد"
"إنها ستُرسل إلى مدرسة داخلية عندما تبلغ الثامنة" ، ألمح جين لها.
" هذا وقت طويل، من المؤسف أن الرجل لم يتزوج ثانية "
" لكن ، يا عمتي ، لقد مرت ثلاث سنوات فقط على وفاة...."
قاطعته بحده : " أعلم، إنني لم أقصد ذلك حقاً ، إنني أفكر بالطفلة، لا يمكن لأب أعزب تربيه ابنه وحيدة ، هذا غير طبيعي"
" وما هو - الطبيعي - في رأيك؟ " تسائلت إليزابيث بحذر.
" تجلس الزوجه ترعي الأبناء في المنزل بينما يخرج الزوج للعمل خارجاً "
شعرت إليزابيث بغصه في حلقها ولم تجد جدوي للتدخل في نقاش لا طائل منه لذا إنتظرت بضع دقائق حتي تذهب إلي غرفتها ، تاركة جين وحيداً مع عمته.
على الفور إنتهز جين تلك الفرصه ليسألها :
" حسناً ، يا عمتى ، اذاً ما رأيك بها ؟ "
نظرت عمته بريبة " إنها شخصية ساحرة ، لكنني أعتقد أنها تقاتل بشدة لتبقى في عالم ليس لها، عالم للرجال فقط".
" لكنها ذكيه جداً، ودائماً تبدو أنيقه للغايه " قال جين في إندفاع مُدافعاً عنها.
" أنيقه، نعم" وافقته عمته، " لكنها يجب أن تكون أكثر أنوثه، لا يجب علي المرأه ان تجبر نفسها علي العمل في مجال يخص الرجال، يمكنها ان تكون اكثر جاذبيه بو أنها فقط فقدت بعض من تلك الجديه والخشونه في التعامل "
" لكن بكل تأكيد ليس من الصعب تغييرها " قال جين مُعلقاً علي كلامها.
" كل ذلك خطأ " أصرت عمته " الفتاة الشابه مثلها يجب أن تدير بيتاً، وأن تستغل ذكاءها وفطنتها في خدمه زوجها وأولادها وليس الغوص في أعمال الرجال والتداخل بينهم، أخبرني إلي أي مدي وصلت بمعرفتك بها؟"
" إلي أي مدي.....؟؟ " إلتفت إليها بصرامه " ما الذي تبغين للوصول إليه؟ إنني أعرفها جيداً ، إني أراها في المكتب في كل وقت أذهب إليه ، أراها في إجتماعات مجلس الإداره، أعتقد أنني أراها أكثر من أي إمرأه أُخري، ما عداك ربما"
" هراء في هراء " صرخت عمته " هذه لا تُعتبر معرفه بها، هل دخلت بيتها؟ هل مكثت معها؟ "
" لا بالتأكيد لا!! " حدق جين بصدمه " بربك لماذا يتوجب علي ذلك؟ "
" لا يمكنك معرفه إمرأه إلي ان تنام معها، فإذا سمحت لك بذلك فهي لا تصلح كزوجه "
لم يستطع جين ان ينطق بكلمه أخري من دهشته، تلك أول مره يري عمته تتحدث معه بتلك الطريقه وعن موضوعٍ كهذا.
" لكن علي الرغم من ذلك، أنا أشعر بالفضول حول شخصيتها الحقيقيه، تلك التي تحت ذلك المظهر العملي الصارم، هل قلت أن زوجها كان شاعراً او شيئاً ما يشبهه؟ "
" شاعر " أومئ جين " لكنه كان مريضاً جداً وفقيراً، شبه معدوم "
" إذا يجب أنها كانت تكن له عاطفه قويه " تكلمت ليندا بإقتناع.
" حسناً بالفعل يا عمتي، من المفترض انها كانت تكن له عاطفه وإلا لما كانت قد تزوجته" تكلم بسخريه.
نظرت عمته إليه نظرات شفقه " أحياناً أنسي كم انت برئ، يبدو ان عملك لم يعلمك أي شئ عن الناس، يا ولدي، الناس لا يتزوجون دائماً من أجل العاطفه، لكن حين يتعلق الأمر بالفقراء المعدومين خاصتاً الشعراء منهم فهم بالتأكيد يتزوجون من أجلها، وهذا أمر مثير للشفقه للغايه ".
" إنني سأتركك لأفكارك المعقده " قال جين وقد نهض فجأه وعلي وجهه علامات من عدم الرضا " لقد حان الوقت لأغتسل قبل الغداء ".
" حسناً " قالت عمته بيأس بالغ.
Ps : جيت افكركم ان الاحداث في الخمسينات الي تعتبر اسوء فتره للمرأه ف ماتستغربوش من طريقه التفكير والكلام :') .
أنت تقرأ
Velvet || مِخملى
Romanceالعاطفه أم المصلحه؟ أتتخلي عن الحب من أجل مستقبل أفضل؟ أم سينتصر الحب في النهايه؟.. روايه تدور أحداثها في خمسينات القرن العشرين.