تلمست بأناملها ببطئ تلك القلادة الرقيقة التي تتوسط العلبة الحمراء تحت دهشتها وإعجابها بها ..
فمهما كان من أرسلها لديه ذوق رائع بالفعل ..
كانت قلادة واحدة لكنها مكونة من سلسلتين رقيقتين واحدة فوق الأخرى ،
مزينة بنجوم وأحجار من الألماس ..وفي وسطها يقع قلب أحمر به كتابة باللون الأسود، لكن لم تستطع قرائتها بسبب صغر حجمها ..
بالإضافة لبعض اللمعان يملع داخله .." وااو إنها أجمل ماأرى بحياتي "
هربت الكلمات من زيلدا التي مازالت تفرغ فاهها بدهشة وهي تنظر لها باعجاب مفرط ،
لتكمل بعدها
" حقاً لديه ذوق رائع "وهذه الجملة هي من جذبت اهتمام الأخرى التي تبدل إعجابها إلى سؤال ..
من الذي أرسلها .!؟.نظرت لها بشك ثم أردفت بفضول
" ولما أنتي متأكدة أنه شاب !؟ "قلبت زيلدا عيناها بملل ثم صفعتها على مؤخرة رأسها الغبي لتتمتم بسخرية
" ومن غيره سيرسل لك هدية كهذه ،
هل تظنين أنها فتاة معجبة بك !؟ "أنهت كلامها تهزز رأسها بقلة حيلة لتعود سؤالها ماإن تذكرت " صحيح، ألم تجدي شيئاً آخر .. رسالة أو ماشبه ! لابد أن يكون هناك تلميحاً "
أومئت لها كأنها تذكرت للتو لتهم بعدها بالبحث أكثر داخل الصندوق ،
فرؤيتها للقلادة وسؤالها أنسوها كل شيء ..نظرت للأسفل لتجد ورقة صغيرة باللون الأحمر مكتوبة باللون الأسود ملصقة في أسفل الصندوق..
أخذتها بين يديها لتضعها بينها وبين زيلدا لكي تستطيع هي الأخرى رؤية ماكتب بها
ليتضح لهم ..~ أحلك الليالي .. تصنع ألمع النجوم ~
" وااااو " هذا كل ماصدر من زيلدا التي زاد اعجابها أضعافاً وهي تمرر بصرها بين القلادة والرسالة ،
بينما الأخرى أخذت تحلل في دماغها ماكتب في الورقة ،.وكل ماتوصلت إليه .. أن الأمر يزداد تعقيداً ،
" بل إنه يجيد كتابة الكلمات " نفذ صبرها من تصرفات صديقتها الغبية لترفع رأسها نحوها بتوبيخ
" واللعنة زيلدا هل هذا وقت الكلام .. أحاول أن أعرف مالذي يحصل ،أنا لم أعتد على مثل هذه الأشياء "كشرت زيلدا ملامحها بعدم رضى من صراخها المفاجئ والغير مبرر وكانت على وشك اجابتها ،
لولا أن دخلت السيدة لورا عيلهم فجأة والاستغراب يغطي وجهها
" مالذي يحدث لماذا تصرخين ؟! "وبحركة منها أرجعت تلك العلبة لتخبئها وراءها عندما سمعت صوت والدتها داخل الغرفة ،
فهي ليست مستعدة لشرح لها
أو بالأحرى لاتعرف ماستقول ..لاحظت زيلدا ذلك لتقترب أكثر ناحيتها تحاول مساعدتها بتغطية العلبة وعدم إظهار توترهم لتجيب هي بدلاً عنها :
" لاشيء خالتي لورا ،فقط قلت لها... أن نخرج قليلاً بعد العمل ..لكنها رفضت.. هه "ابتسمت بتوتر في الأخير وهي تدير عيناها غير مرتكزة في مكان واحد لتسمع بعد ثوانٍ صوت السيدة لورا موجهة كلامها لابنتها
" لماذا حبيبتي ،أنتي لم تخرجي منذ مدة .. زيلدا على حق ، فلتخرجوا قليلاً كي تغيروا جوكم "تلفظت بحب أمومي وهي تتقدم ناحيتهم بغرض عناق ابنتها ، لكنها توقفت بمكانها ماإن صاحت ألايزا بصراخ في أرجاء الغرفة ،
" ااه حسناً توقفي .. سوف نخرج أمي فلتذهبي الآن "رفعت زيلدا يدها وضربت جبينها بحسرة على غباء صديقتها وتوترها الواضح ،بينما والدتها طالعتها باستغراب أكثر لردة فعلها ولم تتقدم منها..
قهقهة بخفة ثم أكملت
" هههه أقصد .. فلتذهبي أمي وسنلحق بك .. سنساعدك في عمل المنزل أولاً وبعدها سوف نذهب لكي لايبقى بالي منشغلاً عليك "هززت الأخرى رأسها مؤيدة فكرة صديقتها التي لاتعرف كيف خرجت الكلمات من فمها ..
وهم يتمنون أن ينجحوا بعدم جذب شكها ،تركتهم لتستدير عائدة أدراجها بعد أن أومئت لهم ومازالت تقطب حاجبيها بشك من ردة فعلهم التي لا تبشر بالخير ..
وماإن خرجت والدتها حتى رمت تلك العلبة من يدها بعيداً ،لتنزل رأسها على يدها تزفر الهواء بصوت عالٍ
ولم يكن يكفيها هذا لتسمع بعدها صوت زيلدا التي وقفت أمامها " سوف نخرج بالفعل ،وسوف ترتدين هذه القلادة لأنها ستبدو جميلة عليك "
تلفظت بنبرة آمرة تضم يدها إلى صدرها لترفع الأخرى حاجبها بتحدي وقهقهة ساخرة
" مستحيل " هذا ماقالته وهي تنهض من مكانها ..تزامناً مع ابتعاد زيلدا ووقوفها أمام باب الغرفة لتقول قبل غلقها " إن لم ترتديها سوف أخبر خالتي لورا بالأمر ،أنتي تعرفينني "
ابتسمت بلطف في الأخير ثم أغلقت الباب بقوة لكي لا تترك لها مجال للرفض وتركتها معلقة بصرها على الباب بفاه مفتوح ..
فهي حثماً ستفعلها ..
///////
أنت تقرأ
لنرقص تحت ضوء القمر
Short Storyبينما أنتِ شاردة الذهن وتظنين أنك تنظرين إلى الفراغ .. أكون أنا جالساً أمامك .. أنظر لك وأتأمل ملامحك تفاصيلك التي سلبتني منذ أول يوم رأيتك .. تحديداً تحت ضوء القمر ، دائماً ما أكون معك وبجانبك دون علمك .. لا أعلم كيف ستكون ردة فعلك .. لكنني أصبح...