صوت جرس الباب أخرجها من تخبطاتها ،وجعلها تنهض لترتدي خفاش منزلي وتذهب لفتح الباب ، ليقابلها مرة أخرى وجه ذاك الفتى من الأمس محملاً بيده طرد آخر ..
" أنستي هذا الطرد لكِ " مده نحوها لكنها لم تمسكه لثباغته بسؤال مباشر " هل يكنك إخباري من صاحبه ! "
نفى برأسه ليجيب باحترام " لا اعلم سيدتي ، يقول أنك ستعرفينه قريباً "
رفعت حاجبها ثم أومئت له " أنا أسفة لن أقبله ،عندما يقوم باعطاءك شيء لتوصله هذه المرة أخبره أنني لن أخذه مادمت لم أعرفه "أومئ لها بكل بساطة ثم نظر للأسفل قليلاً قبل أن يعود للنظر لها " هل يمكنك الإمساك هكذا من فضلك ! فقط لأقوم بربط حذائي "
أمسكت بذاك الطرد دون أن تلاحظ إن كان فعلاً يسقوم بذلك ام لا ،وبينما هي مشغولة بالنظر لتلك العلبة ،هو وجدها فرصة واتجه بسرعة ناحية دراجته ثم غادر دون أن يلتفت لها حتى ..
ظلت تنظر له فقط وهو يبتعد
لاتعلم هل تضحك على الموقف أم تستغرب من ردة فعله ..عادت أدراجها بذاك الطرد في يدها لتعود حيث زيلدا التي كانت تبتسم مع الهاتف ببلاهة .. وعندما لاحظت وجودها اعتدلت في جلستها لتضع الهاتف بجانبها وهي تنظر لذاك الطرد الذي وصلها مدركة صاحبه ..
عكس ألايزا التي لاتعلم" طرد أخر .. من معجب سري !! ماللعنة التي تحدث ! تباً " تمتمت بتذمر لتتلقى قهقهة الأخرى في النقابل على ملامحها المتذمرة بينما تشير لها
" فالتفتحيه لنرى مابداخله "
طالعتها بغضب طفيف قبا أن تهم صارخة بها بحدة
" أنا أحاول أن اعرف ماللعنة وانتي كل همك مابداخله ! "قلبت الأخرى عيناها بملل غير مكثرثة لصراخها لتجيبها بسخط " بربك ألايزا، أي فتاة تتمنى ان تكون مكانك .. هيا الآن "
كشرت ملامحها بترجي ،ولم تجد الأخرى نفسها إلا وقد انصاعت لها وهي تجلس امامها ممسكة بالعلبة ..
فهي أيضاً تمتلك فضول
قامت بفتحها وإذا بها تنصدم أكثر من الأمس
ويتبخر غضبها بسبب مارأته ..علبة بيضاء دائرية تشبه القمر، توسطها تاجاً رقيقاً مزخرف بحروف إسمها بشكل يخطف الأنظار
ومزين بأحجار من اللؤلؤ ..كلاهما فرغوا فاههم باعجاب وصدمة ذات الوقت، وألايزا الوحيدة التي تساءلت عن هذا الشخص الذي يرسل لها هدايا ثمينة لهذه الدرجة ،
بينما زيلدا كانت تعلم بكل شيء ..وجدت أيضاً ورقتين في أسفل الصندوق كما الذي قبله
لتأخدهم بين يديها لقراءتهم،
كانت الأولى تحتوى على اللون الأبيض ..~أغار عليك من القمر حينما يسترق النظر إليك خلف غيومه وأنتي ترقصين تحت ضوءه ..~
وعندما انتهت بقرائتها قلبتها لتجد صورة لها وهي ترقص فوق سطح المنزل مدركة أن شعورها لم يكن خاطئ ،
وأن ماشعرت به صحيح
هناك شخص كان يسترق النظر لها ..ثوانٍ من النظر لتهم بعدها بقراءة الورقة الثانية ..
~ مهما كان ماأغضبك فهو شيء لا يستحق .. أنا أسف ، مهما كان ماحدث أنا آسف ..فقط لا تحزني لأن ذلك يحزنني أيضاً ~
لم تعى على نفسها، إلا عندما شعرت بشيء دافئ على خدها ،
ربما تأثرت وشعرت بالسعادة في نفس الوقت ،
فهي لم تعتد على هكذا أمور ..
أن يعتذر منها أحد لم يفعل شيء ،فقط لكي لايراها حزينة ،
" أنا فقط أريد أن أعرف من هو " تمتمت تمسح دموعها لتنظر ناحية صديقتها بقهقهةبادلتها زيلدا بابتسامة سعيدة وهي تتعمق بملامحها الفرحة ، تتمنى لو كان موجوداً هنا ورآها هكذا ..
لحظة..
ولما لا..!!؟
أخذت هاتفها من جانبها وقامت بالتقاط عدة صور لها دون أن تلاحظ الأخرى ذلك ،ثم أرسلتهم لفالين لتكتب تحتهم
' إنها تريد أن تعرفه '
///////
أنت تقرأ
لنرقص تحت ضوء القمر
Short Storyبينما أنتِ شاردة الذهن وتظنين أنك تنظرين إلى الفراغ .. أكون أنا جالساً أمامك .. أنظر لك وأتأمل ملامحك تفاصيلك التي سلبتني منذ أول يوم رأيتك .. تحديداً تحت ضوء القمر ، دائماً ما أكون معك وبجانبك دون علمك .. لا أعلم كيف ستكون ردة فعلك .. لكنني أصبح...