غربة روح

البارت الثالث

لا يوجد لقاءات عبثية في الحياة ،  كل أنسان تصادفه هو إما اختبار ، عقوبة ، أو هدية من السماء . . .🖤🦋.!

.......................
يمشي وحده يضع يديه داخل جيب سترته الرمادية الملائمة لهذا الجو الشتوي الكئيب يراقب المارة بهدوء ينظر لملامحهم ليرى مشاعر تجمع بين السعادة والحزن والامبالاة  لكن لايهتم فقط  يراقب حتى يشغل نفسه باي شيء بعيداً عن الضيق الذي يعتريه

توقف أمام محل صغير خاص بعمل القهوة والنسكافيه والذي منه تشتهر قهوة هذا المحل بطعم لايقاوم لذيذ جداً غير أن رائحتها الذكية  تفوح بالشارع رغم صغره ألا أن  الكثير من الناس يقصده  

دخل إلى الداخل ليشتنشق رائحة القهوة  نظر حوله ليجد رجل يبدو في الخمسين من عمره يجلس على كرسي يرتدي نظارة طبية  وبيده كتاب يقرأه باندماج وأمامه فنجان كبير من القهوة

هتف ميار بهدوء باللغة الفرنسية : مرحباً سيدي

الرجل بابتسامة : اهلاً سيد ميار كيف الحال

ميار بهدوء : بخير شكراً لك

الرجل  بتخمين : طلبك قهوة كالعادة أليس كذلك

ميار بابتسامة شاحبة : اووه سيد جون يبدو انك حفظتني

الرجل بابتسامة وقار : أنت من زبائني الدائمين سيد ميار من الطبيعي أن أعرفك وأعرف طلبك لكن مالم استطع أن اعرفه ماسبب الضيق الذي  داخلك

ميار بدهشة : ايه الراجل دا مخاوي 

جون بتساؤل : ماذا لم أفهم ماذا تقول

ميار بهدوء واحراج داخلي  :  لاشيء سيدي

جون بابتسامة  :  لايوجد داعي للاحراج  سيد ميار 

ميار بدهشة داخله :  لاجد مخاوي دا ثم تابع بدهشة : كيف عرفت أنني انحرجت

جون بهدوء ورزانة : أنها خبرة السنين ياسيدي بالإضافة إلى مطالعتي وقرائتي المستمرة جعلتني اكتسب قدرة حتى اتعرف على الشخص أمامي 

ابتسم ميار له ثم هتف : هل أعطيتني طلبي سيد جون

جون بهدوء : طبعاً

وضع الكتاب مفتوحاً على الطاولة ثم ذهب لاعداد القهوة الخاصة بميار

بينما ميار ألقى نظرة على الكتاب الذي يقرأه جون ليتنهد بضيق ويزيح عينيه دون الاهتمام بمعرفة العنوان او محتوى الكتب رغم حبه لقراءة الكتب الذي يقرأها هذا الرجل ألا انه الآن يشعر بضيق كبير

تنبه على جون يمد له الفنجان مد يده يأخذه سريعاً و دفع سعره شاكراً جون ثم خرج هارباً يريد الجلوس وحده  كعادته

خرج من المحل وبيده فنجان القهوة رمق كل شيء بضيق ثم جلس على رصيف رغم برودة الجو

قرب الفنجان من فمه يتذوقه باعجاب لتمر على ذاكرته كلمات من شخص كان العالم بالنسبة له