الظلمة السادسة عشر«هذه نهايتكم ... ولكنها نهاية صمودي أيضا»

462 32 297
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وأصحابه اجمعين
بسم الله نبدأ
*********************************
«بين ظلمات الليل يبزغ القمر لينير السماء»
«الظلمة السادسة عشر بعنوان...هذه نهايتكم ... ولكنها نهاية صمودي أيضا»

انتهى من صلاته وجلس على سجادة الصلاة يدعي ربه بأن يصبرهم ما اصابهم وأن يصبر ميس ويريح قلبها ...

بقي يدعي ويدعي حتى شعر بأشعة طفيفة تضيء تنير غرفته ... فنهض من مكانه واتجه لغرفة اخواته ليطمئن عليهم ...

وجد لينا وسما نائمتان بسلام ولكنه وجد فراش ميس فارغ مما أثار قلقه ... فأخذ يبحث عنها بأرجاء المكان ولكنه لم يجدها ومع كل لحظة تمر يزداد قلقه أكثر...

خرج للخارج ليبحث عنها وما ان فتح الباب حتى وقعت عيناه عليها تجلس امام البحر تحتضن اكتافها وموج البحر يلامس أقدامها وهي شاردة الذهن ... تنهد براحة كبيرة وهو يراها أمامه فقد خاف كثيرا عندما لم يراها في سريرها ...

فتقدم نحوها وهو يرى شرودها .... ولكنه لاحظ ارتجافها من نسمة الهواء التي هبت لتلاعب شعرها المتناثر ... فنظر لملابسها الخفيفة

ليعود للداخل ليحضر لها وشاح يدفيها ...

اما هي فلم تستطع النوم من الأساس وهي تشعر بضيق شديد منعها من التنفس... شعرت بالاختناق في المنزل الذي يقع أمام البحر تماما فخرجت من سريرها لتقودها أقدامها حيث تتمنى ان تجد الراحة...

قادتها أقدامها إلى المكان الذي يلجأ له الجميع ليرمي به حمولهم ... جلست أمام البحر العميق الذي يحتضن بداخله ملايين الأسرار والحكايات ...

جلست أمامه بشرود ليداعب موجه قدميها ... ولكن البحر خان. توقعاتها ... فهو لم يخفف حملها ابدا بل على العكس فلقد زاد ألمها وهي ترى ما حدث أمامها على سطح البحر وكأنها تشاهد فيلما ليس ذكرى ما حدث ...

وقبل ان تتعمق بإحاسيسها وتستسلم لحزنها شعرت بيدين تحيطها بوشاح يدفيها ولم تكن سوى يدي عبد الرحمن الذي قام بوضع الوشاح على أكتافها ولفها به وهو يحتضنها ...

لم تتحرك ابدا وبقيت صامتة هادئة لدقائق وهي تشعر ببعض الدفء والأمان... ولكن ذلك الدفء لم يلامس دواخلها ولم يقم بتدفئة قلبها ...

وما هي الا دقائق فقط حتى وقفت ميس بهدوء مبتعدة عن عبد الرحمن الذي نظر لها باستغراب بينما هي سارت عائدة للمنزل بذات الهدوء وهي تعرج بسبب قدمها المصابة ...

مرت عدة أيام بعدها وفي كل يوم كانت ميس تجلس أمام البحر تشاهد شروق الشمس ويأتي عبد الرحمن للجلوس بجانبها على أمل ان تتكلم ولكن في كل مرة يصاب بخيبة وهو يراها صامتة هادئة لا تنطق بحرف ... ويبقيا على هذه الحال حتى تفرد الشمس اشعتها وتنير المكان بنورها ... حينها تنهض ميس من مكانها وتعود للمنزل بهدوء وتقضي بقية يومها جالسة هادئة لا تتحدث مع أحد ...

رواية بين ظلمات الليل يبزغ القمر لينير السماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن