الظلمة السابعة عشر«هل سأستطيع الصمود أكثر»

441 23 137
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى اله وأصحابه اجمعين
بسم الله نبدأ
********************************

«بين ظلمات الليل يبزغ القمر لينير السماء»
«الظلمة السابعة عشر بعنوان ...هل أستطيع الصمود أكثر؟ »

عندما وصلوا للطابق الأول دخلوا للصالة مباشرة حيث كان يجلس الجميع الذين وقفوا حين رؤيتهم لميس التي تجمدت مكانها وقد ايقنت أنها فقدت صحتها العقلية الآن ... فكيف لها ان ترى ما تراه الآن؟

كيف لها أن ترى من فارقت الحياة أمام عيناها؟ من انفطر قلبها حزنا لفراقها ... من اعتصرت ألما لذكراها ... من نزلت دمعتها لأجلها ... كيف يمكنها رؤيتها الآن وهي بكامل صحتها لا يظهر عليها اي أثر للتعب أو للحزن ... بل هي تبتسم لها بحنان كعادتها وتجلس على الكنبة التي لطالما كانت تجلس عليها دوما ... كيف لها أن ترى والدتها التي اختفت رغبتها بالحياة مع اختفائها؟ ...

هي لن تستطيع رؤيتها الا بحالة واحدة ... حين تفقد عقلها ... في ذلك الوقت فقد تستطيع رؤية من تمنت رؤيتها كل يوم بعد فراقها ... وها هي تراها الآن... أهذا يعني انها فقدت عقلها بسبب ما رأته؟

حين ادركت هذه الحقيقة الصادمة تركت يد لجين وسارت بخطواتها البطيئة وجلست على الكنبة بين الفتيات ... ونظرها موجه للأرض وترفع عيناها من حين لآخر لتلك الكنبة التي تجلس عليها والدتها لتتأكد من وجودها ... لا تعلم هل تحزن لأنها فقدت اتزانها العقلي ؟ أم تفرح لأنها ترى والدتها أمامها الان وتبتسم لها تلك الابتسامة الصافية التي تريح القلوب .... ودت لو بإمكانها الركض لها والارتماء بحضنها الدافئ الذي تحتاجه كثيرا فهي خائفة جدا ... ودت لو بإمكانها تقبيل يدها ورأسها وقدمها ايضا ولكنها لا تستطيع فعل ذلك ... ودت لو بإمكانها وضع رأسها على صدرها الحنون وتخبرها بكل ما تشعر به وبكل ما حدث لها ولكنها لا تستطيع فعل ذلك أيضا ...

لانها وبكل بساطة تعلم انه بمجرد لمسها ستختفي لأنها مجرد وهم ...

رفعت رأسها بارتباك لوالدها الذي سألها باستغراب من حالها: حبيبتي اشفيك؟

نظرت حولها لتجد أن الجميع ينظر لها باستغراب وهم يرون حالتها الغريبة لتجيب بتوتر شديد والعرق يتصبب من رأسها : ولا شي ...

من الواضح امامهم انها تكذب لكنهم فضلوا عدم الضغط عليها ثم وقف الجميع وميس معهم وساروا نحو غرفة الطعام جميعهم حتى ميس التي قام سامي بإمساكها لتسير معه واجلسها بجانبه لتكون بالمنتصف بينه وبين عبد الرحمن وبدأ الجميع بتناول الطعام بهدوء ثقيل ولا يوجد صوت سوى صوت الملاعق التي تضرب بالصحون ....

كان الجميع يأكل بهدوء وهم لا يشعرون بطعم الطعام لأنهم ليس لديهم شهية ابدا هم فقط يأكلون كي يقووا انفسهم لا أكثر ... وينظرون لميس من حين لآخر ليلاحظوا انها لم تحرك يدها من حضنها حتى ليقول حينها العم صالح بحنان: حبيبتي ميس ليه ما تاكلي؟

رواية بين ظلمات الليل يبزغ القمر لينير السماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن