الفصل الأول.

9.3K 296 35
                                    

الفصل الأول"_بئر الخطايا_"

صدرت منها صرخة سعيدة كـطفلة حصلت على حلوي لذيذة للتو وهي تلتفت لهم بحماس:
_الفريق بتاعي أنا اللى كسب صح.؟

ضم أحمد شفتية محاولًا عدم الضحك وهو يؤمي بالإيجاب مؤكدًا:
_آه ياماما.

نظرت له شذي بتشكيك ونظرت لياسين الذي وضع يده فوق فمة محاولًا إخفاء ضحكة:
_أي مكسبتش.؟

أبعد يدة من فوق فمة ونهض يجلس جوارها ممسكًا بذراع التحكم الخاص بها يجيبها:
_لأ ياحبيبتي كسبتي احنا اللى زهقنا من اللعبة الغبية دي فـهنغيرها، تلعبي كورة.؟

صرخ أحمد معترضًا:
_لأ كورة معاها لأ أخر مره لعبت معانا جابت الجون فى الفريق بتاعنا مش الفريق اللى ضددنا.

لم يستطيع ياسين السيطرة على ذاته وضحك مرغمًا لتتزمر شذي بضيق ملوحة بيدها:
_كانت أول مره ألعب.

غمزها ياسين مشاكسًا:
_أول مره، عيني فى عينك كدا.؟؟

حاولت تصنع الثبات والنظر بأعينة إلا أنها ضحكت وهي تتحدث بقلة حيلة:
_اعمل أي طيب طريقة لعبها صعبة.

أبتسم ياسين وربت على كتفها واعتدل بجلسته جوارها ممسكًا بذراع التحكم يجيبها:
_ركزي معايا وهتتعلمي.

تمدد أحمد على الجزء المتبقي من مساحة الأريكه واضعًا قدميه فوق ذراع الأريكه ورأسه فوق قدم والدته يمسك بذراع التحكم الخاص به يجيبه بتسلية:
_من ناحية هتتعلم فى هي هتتعلم بس بعد خمستلاف سنة ضوئية.

ضحكت شذي وارخت ظهرها على ظهر الاريكه وهي تمرر أصابعها بخصلات شعر صغيرها تتابعهم بأبتسامة دافئة، نظر لها ياسين متسائلًا:
_مش هتلعبي.؟

رتبت على ظهره بحنو ورفق مجيبة:
_لأ ياحبيبى ألعبوا انتوا أنا هتفرج عليكم واحاول أتعلم.

أنشغل الأثنين باللعب بينما تعلقت أعينها على الدرج، طلبت من أبنتها النزول قرابة الخمس مرات لكنها لم تستجيب لطلبها مُفضلة الجلوس وحدها بصحبة أصدقائها، بكل ليلة تتمني أن تشاركهم لعبهم أو حديثهم الطويل وكل من أحمد وياسين يقصوا عليها ماحدث بيومهم كاملًا بينما هي تكتفي بالعزلة وهاتفها.

زفرت طويلًا والتفتت عندما أستمعت لصوتًا هادئًا لطيفًا تعلمه جيدًا:
_أحضر العشا ياطنط شذي.؟

أبتسمت شذي بهدوء وهي تجيبها بالنفي:
_لأ يا تيا ياحبيبتي نامي أنتِ وأنا لما حمزة يجي بالسلامه هحضره.

أكتفت تيا بإيمائة بسيطة ونظرت نحو ياسين الذي تحدث:
_انتِ مجيتيش تقعدي معانا ليه مش قولتي هتيجي.؟

تحججت بهدوء وهي تجيبة:
_كنت بذاكر، عن أذنكوا هدخل أنام، تصبحوا على خير.

أجابوها ثلاثتهم وفور إن أختفت قطم أحمد شفته السفلية وهو يتحدث بعبث وحده من يتميز به بهذا المنزل:
_ليه يارب مخلتنيش أنا اللى أكبر منها مش كان زماني دلوقتى فى مقام خطيبها.!!

بئر الخطايا للكاتبة/شهد السيد"مُكتمله"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن