الفصل السابع

5.9K 256 15
                                    

الفصل السابع"_بئر الخطايا_"

زفر طويلًا وهو ينظر لأشعة الشمس التي على وشك الغروب ولا يعلم كم مضى على جلوسه بصمت منفصلًا عن العالم من حوله، تعجب من نفسه للحظات وهو يتذكر كلمات جده الراحل"أنا بشد عليك ياحمزة عشان تبقي راجل، كتر الدلع يعلم الخيابه..زي ابوك كدا.! "

يعلم أن والده كان مدلل للغاية وهذا ما جعله غير متحمل لمسؤلية زواجه أو طفله وترك والدته بمنزل جده وذهب لأحضان امرأة آخري تاركًا كافة أموره لجده الذي تولى تربية حمزة كليًا.

واجه نفسه بجميع الأخطاء التي إرتكبها، بداية من تفضيل ياسمين على اشقائها بنسبة كبيرة وكان يرى أن هذا هو المناسب لتربية الفتيات، لم يلحظ شوكة الأنانية والإستهتار التي بدأت بالنمو بداخلها، مادام أبي موجود لا يهم.!

لم يضع حدًا لجلوسها وحدها دون رقابة، ولم يأخذ موقف حازم يشأن حديثها الفج مع شذي وكأنها ليست والدتها او لها الحق بمحاسبتها.

شذي الذي كان حديثها صحيحًا عندما انفجرت بوجهة ذات يوم صارخة:
"حرام عليك تفرق بين عيالك، بنتي لو ضاعت هيبقي بسبب دلعك الأوڤر ليها.!"

وضع يده بين رأسه بيأس وضعف، لم يكن يتوقع منها ذلك، لم يكن متوقعًا تحطيم ثقته بها بذلك الحد البشع، تذكر مرارة شعوره عندما سخر حاتم منه:
"بنتك جاتلي برجليها ومحدش ضربها على إيدها، مره لما غفلتكوا وجاتلي البيت والتانيه كانت النهارده."

مشاعر متضاربة تفوق عليها الغضب عندما لاح بعقله الصورة المركبة التي شاهدها لإبنته على هاتف حاتم.

يشعر بأن علقه مُقيد ولا يجد مخرجًا للهروب من أفكاره، لو كان مقصرًا بحنانه ودلاله لها لكان حاول جعل ذلك عذرًا لأفعالها لكنه..لكنه كان يفضل رغبتها على حديث شذي أحيانًا.!

نهض عندما أستمع صوت طرق الباب معلنًا عن مجئ البواب بالأغراض التي طُلبت منه، أخرج الأموال من جيب بنطاله وفتح الباب ليتفجأ بوجود عليّ أمامه يبتسم، هم بإغلاق الباب كأنه لم يراه لكن دفع عليّ الباب واحتضنه بأصرار متمتمًا:
_حقك عليا يابوب، وحياة الغالية عندك ماتزعل منى، مكنش قصدي أخبي عليك بس حاولت أحل الموضوع بهداوه الأول.

أبعده حمزة عنه ولم يتفوه بحرف وعاود الدلوف للشرفة من جديد، أغلق عليّ الباب ودلف يتفحص المنزل المرتب بتصاميمه والوانه المتناسقه والمبهجة وهو يتحدث بصوت مرتفع:
_بس المدام ذوقها جامد برضوا، لما اجي أجوز هخليها هى اللى تختار معايا ألوان البيت.

لم تأتيه إجابة لكنه لم ييأس ولحق بحمزة يحاوط عنقة بأبتسامة وقبله مره آخرى على وجنته متابعًا:
_شوف بتعاملني معاملة الكلاب، مع إنك بتعامل كلابك أحسن منى بس بحبك والله ومقدرش على زعلك منى، فكها بقي يرضيك مراتك الغلبانه اللى تعبت أكتر.؟

بئر الخطايا للكاتبة/شهد السيد"مُكتمله"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن