الفَصل الأول-

53 3 8
                                    

الفـصل الأول
بعنوانِ: رَبيِّعٌ مُشِمس..
[ظِلي البـعيد]
للكاتبة: Miss_Ash96
------------------------
في يومِ ربيع هادِئ.. حيثُ النَسمة تُلاعِب أغصان الأشجارِ والشمس تنشر خيوطها الذهبية في ارجاء برّلين!
العاصمة لدولة المانيا الاستقلالية والنظامية الصارمة للبعض بسبب قوانين ملكها..
تحديداً بين سياج قَصر عالٍ تحتضن جدرانهُ عنانَ السَماءِ بشموخ ووقور
جدران قصر لم يكن ولن يتكرر!!
ندخل جدرانه رويداً رويداً
في غُرفةِ المَعيشة.. تلك التي فيها آرائِك قرمزية تنقشها بفخامة نقوش ذهب أصيل الصُنع مُبعثرة الكُتب في ڪل مكان على الأرضِ..
منها الفَن ومنها المُوسيقىٰ ومنها خيالُ الأبداعِ والشعرِ والنثرِ والفقهِ وأدب التَمثيلٍ والكتابة..
لنحزر.. قسمُ الفن..اي الجامعة.. يا تُرى لمن تعود كل هذه الكُتب؟
تعود لتلكَ الشابةِ الشَقراء ذاتِ العينين الذهبيتين.. التي تنافخُ ضجراً من دِراستها المُستمرة.. والمُشددة لما قبلِ تَخرُجها بعامٍين.أنها وبالتأكِيد:
"سور وليامز آيرغاردم.. ملكة المانيا البالغة من العمر 21 عاماً المُلقبة بالسيدة آش أصغر وأجمل ملكة في عصرها"
تمتمت بطفولية وغضب!
-سحقاً!! لما عَليَّ أن أحفُظَ كُل هذا الهُراء بينما قسمي هو المُوسيقىٰ والكتابة فقط؟!!..
تنهدت بضيق و بݪݪت شَفتِيــۿـا بحلقت حيث النافذة الكبيرة للقَصر.. المُطلة على الجناح الأيسرِ منه.. نهضت تنفض غبار المعلوماتِ عنها تنظر من النافذة حيث الجهه اليُسرى من حديقة القصر!
حيث يصرخ ذلك الطِفلُ ويضحك
ذو شعرٍ كُستنائياً يطير معه حيث يلعب وعينان زُمردتان واسعتان.. بشرته البَيضاء وصوته الذي يحملُ سيمفونية الحُب
"هياا أرمواا بالكُرِة ألي"
أنهُ ولبتأكيدِ
"آرثر.. طفلها الأكبر البالغِ من العُمرِ 5 سنواتٍ.. ذكي رغم صغر سنه مؤدب وذو لسانِ فصيح ولطيف"
نظرت أليهِ وأبتسمت متكئةً ؏ خدها تبحلقهم بحب..
ليجيبه طفل آخر بالكادِ يمشي!
يتَمتِمُ بغضب بلغته الطفولية تلك..
شعرٌ أشقرٌ ڪثيف طويل حد ڪتفيه الصغيرين.. عينان ذهبيتان ورموش ڪثيفة خدان يشتعلان أثر غضبه آنذاك وبشرة ناصعة بل يمكنني أن أجزم أنه نسخة والدته بالشكلِ والطبع!!
"ماثيو طفلها الثاني وشبيهها الاكبر البالغ من العمر 3 سنين.. عنيد ومشاغب لطيف"
"آرسر أعتني الكرة!"
ضحك آرثر من عدم لفظ أخيه لأسمهِ بصوره صحيحه وذاك يضرب بقدمه الارض بغضب
حتى بلغتهما زحفاً ملاكٌ بريء.. لم يخبر والِدَهُ أن أخوته يتشاجران!
شعر طويل أسود وعينان زرقاوتان..
شفاه صغيره وبشره حليبيه
"آرليت.. طفلتها الاخيرة والخجولة!
البالغة من العمر سنة! لطيفة وتحب أخوتها"
جلست من زحفها ؏ الارض والشمس تلاعب عينيها لتغلقهما بأنزعاج
تمتم وتنظر الى السماء التي عكست لون عيونها
حتى جاءَ من خلفها طويل القامه وسيم الوجهه مميز الخُلقِ صاحب شعر أسودٌ وأطرافه تشتعل أرجوانيًّ عينان باردتان أرجوانيتان وحاجبين حادتان كالسهم
بارد.. هادئ.. لايبتسم ألا نادراً
بل كما تسميه ملكتنا
"أرجوانيَّ العينين"
حمل طفلته المنزعجة من اشعة الشمس بـࢪفِقٌ معها.. تضع رأسها الصغير بكتف والدها بينما يخلل انامله بـࢪفِقٌ في خصلاتها
ينظر لها بحب وشيء من البرود.
قبل خدها وهي تضحك اليه..
"آش.. البالغ من العمر 25 عاما ملك المانيا وملك ملكتهِ ووالدُ هؤلاء الامراءِ الصغار هادئ حاد غريب
ولا ننكر انه عاشق ولهان لملكته"
دخل بها قصرهُ الواسع.. حيثُ غرفتها التي حرفياً كأنها عالم اميرات ديزني مصغر..
يعتبر كل هذه الرسومات محظ سخافة
لكن ابنته المدلله تحبهن
هو لن يرفض طلبها طبعاً!!
غير لها ثيابها ووسع محيطها.. حرر شعرها الناعم من تسريحه والدتها لها
وضعها ؏ هزازها وهي تبحلقه بتأمل
ابتسم لها.. وجلسَ بجانبها بصمت
اخذت تنهض من مكانها تزحف لحضنه وترمي بجسدها الصغير عليه
أبتسم لها ومسح ؏ شعرها برفق
معتقداً أنها وملكته زجاجات من السهولة كسرهنَّ!!
أردفَ بصوتهِ الجادِ والرجولي معاً قد ترفقه صفاً ضئيلة حسب المَوقفِ؛
يتخصل صوته شيء من الحنان.
-أميرتي؟! هل تحبينَ أن أبتسِمَ لكِ؟
ابتسمت له تهز براسها وتضحك بطفوليتها التي تآسر القلب
اخذها من حضنه.. واعادها لسريرها.. غطاها بدفئ وارضعها قارورتها..
اطفئ الانوارَ عندها تاركاً ضوءًا لامعاً وردياً لا يخفيها من الظَلامِ
همس..
-احلامٌ سعيدة أميرتي..
واغلق البابَ خلفه برفق لتخلد هي بنوم مليء بالسعادة كما تمنى لها والدها
عادَ لِغُرفَةِ عَملهِ يوقع اوراقاً ويعمل بحاسوبهِ مشتاقاً اليه..
دخلَ الأميران ناحيه والدتهما..
يتصارعان من سيحتضنها أولاً
ضحكت من تصرفاتهما وانحنت محتضنةً اياهم في آن واحد! أردفت..
-ما بِهُما أمِيࢪآي؟
آࢪثِـࢪ.. ماما.. مَآثِيو໑ يزعجني
تحدث بأنزعاج من أخيه ليقابله بغضب
مَآثِيو໑.. كادب كادب أنتَ تزعج ممش!
أبتسمت اليهما.. ونظرت لهم والقابهُم التي صنعتها لهم!
(آرثر يعني النبيل والشجاع
لقبه آبل وتعني التفاح
ماثيو ويعني هبة الاله
ممش تعني اللطافة
آرليت وتعني الرقة
آيل ويعني الملاك المراع)
مسحت ؏ كتف آرثر تغمز لهُ
-لما تزعج ممش يا آبل؟
أردف آرثر بملل وتمثيل
آسف لن اكررها!
أبتسم ماثيو بأنتصار حيث ضحك آرثر
اخذتهم تغير لهم ملابسهم وترتب شعرهم الذي بات فوضويا من معركتهم
اعادت كتبها المبعثرة الى حقيبتها ليس بأكثرِ من ساعة حتى يحل موعد الغَداء..
اجتمعوا حولَ مائدة الطعام التي لا تخلو من الخضار والطعام الصحي!
بأمر من الملك مؤكد.
سور اعتادت على هذا العذاب بالنسبة لها
آرثر يحاول أن لا يعصي أمر أبيه ويأكل
رغم صغره.. الا أن آش يركز عليهما بتعلميهم كل شيء من الآن ليعتمدوا ؏ انفسهم!
سور تعارض هذه الفكرة ولا تؤديه اطلاقاً
هي ترغب ان يعيش امرائها مدللين وترفين
ربما سمحت لآرثر بالأكل وحده
لكنها لن تسمح لماثيو
أجلستهُ بجانبها تؤكله ما يحب ولا تجبره ؏ ما يكره من المائدة
في هذه الأثناء.. أردفَ بصوتهِ الجاد والبارد بصوت خافت..
-أتركيه!!
استدرات لهُ.. ترمش ببراءة
وهو ينظر ببرود..
رفعت ڪتفيها بعناد واعادت تطعمه وكأنه لم يطرق أمره على مسامعها مسبقاً
تصرفها جعله يستشاط غضباً.. ولكن يخفيه وبجدراة.. ليس عليها طبعا
بل على أميرها الذي يجيد الاكل لوحده ويرفض!
نهض من المائدة.. يعدل سترته..
ثبت نظره ؏ ماثيو لدقائق وذهب
علمت هي ان فعلها لم يرضيه
ولكن عزة نفسها واولادها نقطة ينتهي عندها الف صديق وحبيب.
اكملت منهم.. حيث نامَ كلٍ منهم بغرفته
طرقت الباب بلطف ليقابلها رده
-تفضلِ!
وكأنهُ ڪانَ ينتظرها..
فتحتها برفق ودخلت مغلقة البابَ خلفها!
وقفت امامه تضع ذراعيها خلف ظهرها وتمد بجذعها بضجر..
بحلق طفوليتها وابتسم....
.. مابها مولاتي؟
.. آش! أولادي!!!
.. وما بِهُم أُمراءُ ملكتي؟
تنهدت بضيق تبحلقه بجدية..
توقف عن ضمير الغائب هذا يزعجني
أولسنا انا وملكتك كما تدعي واحد!؟
نظر لها مضيقاً عينيه من سخافة سؤالها
-لا.. هي أجمل!!
بحلقت فيه بغضب تضرب قدمها بالارض
.. مَـℳـاا آشش!!!
ضحك بصوتٍ عالٍ وهدئ عن ذلك مبتسماً..
اتكأ ؏ مرفقه مسندا خده ؏ يده
همس.. لو لم تكن أنتِ ما كُنتِ هنا!!
كتفت ذراعيها وادارت وجهها بخصام.
تبسم اليها هادئا مكانه..
.. انا آسف لأزعاجِ مولاتي..
هدئت من انزعاجها وعلت وجهها ثغرة ابتسامة صغيرة
أقترب منها برجولية واحتضنها بصمت
هي دافئة!
همس لها ببرود.. لمَ تتعبين ملكتي؟
سكتت.. ولم تجبه
يبحلقها بجدية وهي ترمش نحوه
لفت براسها تضعه ؏ صَدِࢪهُ
.. أقطةً أنتِ؟
ضحكت من قلبها ليتأمل ضحكتها بهدوء
وشيء من الحدة
أردفَ بصوتٍ خافت..
.. ماذا أن رأى غيري هذه الضحكة وغُرمَ بها؟
بالفعل! ماذا أن غُرمَ بها أحد غيره؟
سيكون جواب ذلك في الفصل الثاني
اللى اللقاء نلتقي هناكَ بكثير من الأحداثِ!

 [ظِلي البَعيدْ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن