همسات حياة

زنبق||قُوَّة

﴿القُوَّة لَيْسَت كمَا عَرِفنَا أنْ، يَكُونَ الشَخْصُ صُلْبًا، غير
مُبَالِيًا، مُتَجَاهِلًا لِلمَشَاعِر ولا يَكتَرِثُ حَتَّىٰ بِخَسَائِرهِ، وَقَلْبُه أَشْبَه بِالصَّخْرَة.. القُوَّة الحَقيقيّة تَكْمُنْ فِي رِّقَّةِ القَلْب،
دِمُوع الرَّحْمَة، عَطَاءْ بِلا مُقَابِل، أن تَهب الأمَل لِمَن حَولِك رَغْمَ
حُطَامِكَ أَنْتَ.. هَذِه هِيَّ القُوَّة٠﴾

القُوَّة لَمْ تَكُنْ يَومًا فِي الجَسدْ وَلَمْ تَكُنْ تُعَبِر عَنْ القُوَّه الجَسدِيَّة، إنْمَا هِيَّ شَيء آخر تمامًا، مُصطلح أُطْلِقَ عَلَىٰ عِدَّة كَلِمَات
كَثِيرَة: الشَجَاعْة، الإِصْرَّار، المُحَاوَلَة، الثِقَة فِي النَّفْسِ وَفِي الآخَرِين، القَنَاعة، المُسَاعَدة، التَعَاوُّن، الصِدْق، الأمَانَة، الصَرَاحة، الذكاء، الحَذر وَالحِكْمَة وَغيرها..
تِلْكَ الصِفَاتُ عِنْدَمَا تَجْتَمِع مَعَ المبَادِئ النَّبِيلَة تُشَكِل القُوَّة الحَقيقيّة.

القُوَّة إِصْرَّار بِلا حُدُود،
دِفَاع عَنْ الحَقَّ،
مَبْدَأ ثَابِتْ.

لِذَلِك فالمُجرِمُون لَمْ يَكُونُو يَومًا أقوياء فَهُم لا يَمْتَلِكُون تِلْكَ الصِفَات، وإن إمتلكوها فَهُم يَفتَقِرُون إِلَّىٰ المَبْدَأ السَمِيّ.
هم حَولوا مُصْطَلَح القُوَّة إِلَّىٰ مُصْطَلح أخر، هم يَظُنُون أنْهَا تَكْمُن فِي العَضْلات، فِي القَسْوَة، الاعتِراض وفعل كُلِّ شَيء مَمنُوع مُخَالِف لِلقَانُون، فِي أن تَكُون فِي قِمَة صُمُودِك
عِنْدَمَا يَعْتَقِد الكثيرين أنْكَ سَقطت.

يُكَرِرُون أنْهُم فِي حَاجَه إِلَّىٰ القُوَّة، بِغَيرِ القُوَّة
لا يَصِل المَرء إِلَّىٰ شَيء، وَالقُوَّة لا تُنَالُ إلا بِالقُوَّة!

يَظُنُون أن الصَمْت ضَعف أوَلَا يَعلَمُون أن الصَمَت لَيْسَ ضَعفًا وَإنْمَا هُوَ القُوَّة الحَقيقيّة فِي مُواجَهة النَّفْس فَما يَقُوله الآخَرِين لا يَضُرك إلا إذَا شِئت؟!

لِذَلك هُم لَمْ وَلَنْ يكُونُوا يَومًا أقْوِيَاء، هُم فَقَطْ يَتَظَاهَرُون بِالقُوَّة وَالتَمَاسُك رَغْمَ أَنْهُم تَحطَمُوا إِلَّىٰ شَظَايَا صَغِيرَة مُنْذُ زَمَن!
مُنْذُ أن تَخَلوا عَنْ مَبَادِئِهم السَمِيَّة
وَاِستَبدَلُوها بِتِلْكَ الأهْدَاف الدَانِيّة

﴿القُوَّة هِيَّ أن تَعْفُو عَنْ الآخَرِين مَع أنْهُم لا يَستَحِقُونَ العَفُو،
القُوَّة هِيَّ أن تَحتَفِّظ بِهُدُوئِك فِي لَحَظَات اليِأْس﴾