إنتقام

89 41 23
                                    

يبدو الثأر في البداية حلو المذاق، ولكن أثره مردود فيما بعد

.
.
.

إن أذاك أحدهم فلا تفكر  بالانتقام فالثأر نار تأكل صاحبها،
لا تتمني لهم الموت فهم أسوء من أن يحصلوا على هدية كالموت تريحهم من مشاغل الحياة
هم يستحقون أن يعيشوا و يعيشوا و يتمنوا الموت فلا يلقوه .

دعهم للقدر فالقدر يبدعُ في تصفية حساباته
وتدور الحياة ليشربوا من ذات الكأس التي جعلوك تتجرع منها .

الإنتقام شئ سئ، سئ جداً
إنه يتحكم بالشخص ويجعله مغيباً عن
أوضح الحقائق أمامه .

شعور لا يمكن وصفه بأي شئ
وما إن ينتهي حتى ستشعر بذلك السد الذي كان يحتجز انهياراتك قد تهشم،
وغرقت روحك في فيضان الإنهيارات

حتى ما عدتَ قادراً
على التنفس .

وإن حاولت المقارنة بينك وبين جثة
هامدة لن تستطيع التفريق حتما، بل قد
تظنن أنك الجثة الحقيقية.

ستشعر أنك  لم تعد تود البقاء في هكذا عالم
لم تعد قادراً فيه على الرؤية و لستَ بكفيف،
ما عدتَ قادرًا على السمع و لستَ بأصم،
ما عدتَ قادراً على التحدث و اؤكد لك
أنك لستَ بأبكم.

ستشعر أنك لست إنسان وإنما مجرد شخصية خيالية خرجت من إحدى  القصص.

مهما سعيت للانتقام فلن تنال الرضى.

قد يرى البعض أن التسامح انكسار،
أن الصمت هزيمة،
لكنهم لا يعرفون أن التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام،
وأن الصمت أقوى من أي كلام.

الظلم، الانتقام سلسلة من الشر متصلة مفرغة لا فكاك منها
لأنك سترتكب  نفس الخطيئة التي تنتقم لأجلها.

عليك ألا تكون مثل مَن جار عليك.

لا تفكرُ في الصفح،
ولا في الانتقام،
فالنسيان هو الصفح الوحيد،
وهو الانتقام الأوحد .

الوقت ينسي الألم،
ويطفئ الانتقام،
ويخنق الكراهية،
فيصبح الماضي كأن لم يكن.

تذكر أن التسامح هو أكبر مراتب القوة،
وحب الانتقام هو أول مظاهر الضعف.

لذة العفو أعذب من لذة التشفي،
وأقبح أفعال المقتدر الانتقام.

الانتقام عدالة قاسية

عندما يأخذ الرجل بثأره فهو يتساوى مع عدوه،
ولكن إذا تجاوز الرغبة بالثأر فإنه يثبت سموه.

أتعلم أن قمة الأخلاق، أن تعفو،
وأنت قادر على الانتقام؟!

{لذة الانتقام لا تدوم إلا لحظة ، أما الرضى الذي يوفره العفو فيدوم إلى الأبد}

همسات حياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن