﴿إن المال هُوَ السَعَادَة البشْرِيّة بِصُورَة مُجَرَدة عَنْ الشُّعُور، فِإن مَن لَمْ يَستطع الاستمتاع بِالحَياة وحدها، يُكَرس نَفسهُ للبحث عَنْ المَال، لِيجلب لهُ السَعَادَة﴾
ألِيْسَ كَذَلِك؟!
ألِيْسَ هذا ما تفعله؟!
ولَكِنْ لِمَاذا؟!بِبَساطة لأنهم أخبروك أن حياة الأغْنِيَاء رائِعة، فهي عِبارة عَنْ: ارتدِ أجمل ما تملك،
عِش بين القصور والحدائق،
ضَع ابتسامة وامشِ بينهم بثقة، تأكل ما
لذ وطاب وتنعم بِنومٍ مُريح عَلَى سريرٍ
مِنْ حرير ووسائد مِنْ ريش النعام!تَحصُل عَلَى أفضل تعليم،
تدخل أرقى الأماكن، تُعامل بِاحترام مِنْ قِبَل الجميع
أيًّا كان سنك، كُلّ ما تريدهُ يكون
أسفل قدمكَ فِي أقل مِنْ ثوان!بِاختصار
' تعيش وفِي فمكَ ملعقة مِنْ ذهب...'
هذا ما اعتقدناه عَنْ حياتهم،
هذا ما رسمتهُ عقولنا فور أن يُشار لشخص ما بـِغني، تِلْكَ الكلمة الّتِي لا تعنِي لنا سِوَى أنهُ يعيش فِي سعادة دائمة ورفاهية مطلقة!
و لَكِنْ هَلْ هذا كُلّ شَيء؟!أعنِي....
ماذا عَنْ تفاصيل حياتهم؟! إننا نحسب الغنَى بالمال وحده، و ما المال وحده؟ ألا تقدرون ثمن الصحة؟! أما للصحة ثمن؟!
هَلْ امتلاكهم المال والسلطة يمنعهم مثلًا مِنْ التعرض لخيبات الأمل؟! هَلْ المال قَدْ يمنع الموت مِنْ أخذ شخص عزيز عليهم؟!
بالطبع لا!
فمهما إمتلك المرء مِنْ الذكاء، المال والسلطة لابُدَ مِنْ أنْ يَتَوقف عِنْدَه الزمن ليُذِقُه مِنْ لَوَاذِع الشراب.بِاختصار: نَحْنُ لا ندرِي ماذا يحدث داخل أسوار قصرهم، لا ندرِي ما يعانون مِنْهُ فِي المساء
وما يُقَصونَهم مِنْ أحزان.فهم يُفنون حياتهم فِي الشكليات والتصرف برسمية، يعيشون بين قِيلَ وقال، فهم قَدْ صاروا مِحور حديث الناس وكأن الدنيا
خلت إلا منهم! يُقيدون أنفسهم بأغلالٍ لا يملكون مفاتيحها،
يقضون حياتهم فِي خوف مِنْ الإفلاس كي لا يسقطوا مِنْ سابع سماء إِلَّى سابع أرض، فتُكسر رِقابُهم ويعيشوا الذل والهوان بعد العزةِ والكبرياء.يطبقون قاعدتين
الأولَى: لا تخسر المال.
والثانية: لا تنسِى القَاعِدة الأولَى.﴿الفُقَراء يعتقدون أن السعادة فِي المال،
فِي حِينْ أن الأغنياء يٌنفقون المال بحثًا عَنْ السعادة!﴾
أنت تقرأ
همسات حياة
Não Ficção🥇حاصلة على المركز الأول في مسابقة كأس الإبداع فئة الخواطر لعام 2023. هنا قد تجد معنى السعادة، ومعنى المعاناة قد تُبصر بصيس الأمل، وتعرف مغزى الحياة، قد تجد الحقيقيه وتذكير لِمَ كان في النسيان، هنا خواطر داهمتني وأرتُ مشاركتكم فيها، هنا إقتباسات و...