<ليفاي>"الآن أنا و أنت فقط.."
همستُ واضعا مرفقي على النافذة، وبينما أشاهد ذلك العصفور، هَبت نسمة داعبت خصلات شعري الفحمي ، فشعرت بكل عضلة في جسدي تسترخي بكل أريحية.
أغلقتُ عيناي للحظة، ثم فتحتهما عند إستوعابي انني كنت اتحدثُ مع عصفور قبل قليل وأنّي شعر ببعض من المشاعر تظهر أخيرا، "هل آلت بي الأمور لهذه الدرجة؟"، ذلك واضح، لأن كبْث هذه المشاعر في داخلي طوال الوقت جعلني احمل عبئا ثقيلا على ظهري، و كم كان محزن الاعتراف بذلك..
مسكتُ رأسي للحظات، لأتذكر انني قد كلفتُ الطاقم بمهمة التنظيف. و أن صوت عصا المكنسة و هي تسقط و الأواني و هي توضع في الرفوف و كل الضجيج الذي كانو يحدثونه أثناء التنظيف توقف، إذا لا إحتمال سوى أنهم أكملوا عملهم .
تركتُ العصفور و بعدها توجهت للطابق السفلي، لأجد أن توقعاتي كانت صحيحة، فأنا لم ارى هذا المكان يلمع هكذا من قبل.
لتخرج " ليس سيئا" من فمي و أكمل المشي في الأروقة، فتمزقت هذه الأجواء الهادئة بأحد يناديني.
"أيها القائد!.. يا قائد!"
إستدار جسدي فور ادراكي ان هذا صوت ساشا، لأجيبها ب "ماذا هناك؟ " بنبرتي الخالية من الأحاسيس، فسألتني عن مكان هانجي، أجبتها أنها ذهبت منذ قليل.
ليفاي:لما تبحثين عنها؟
بدا على وجهها بعض الاستغراب ثم أجابت:
ساشا: لقد كنا ننظف الغرف حتى وجدنا أغراض "إسمك"، لذا تسائلت اين علي أن احفظ أغراضها حتى عودتها إلينا ؟شعرتُ ببعض الدهشة، لأتذكر أن أغراض إسمك لم تكن طعاما و لو انها كذلك لما تركت ساشا شيئا منها، و هذا ما جعلني اتسائل عن ما نوع هذه الأغراض.
اجبتها و أنا أفكر في الأمر..
ليفاي: أغراض؟ مثل ماذا؟ردت علي و هي تحك شعرها قائلة ببعض من التوتر:
ساشا: في الواقع، لا احب أن احشر أنفي في أمور الآخرين، لكن بما انك سألتني فقد وجدنا صندوقا صغيرا كان وسط الفراغ الذي بين سريرها و الحائط..رفعت حاجباي قليلا ثم عادت كما هي، لتنهمر الأسئلة على رأسي، " أنا لم أراها تحمله قط، فلما تخبئ صندوقا صغيرا هناك؟ "، " و مالذي يمكن أن يكون في الصندوق كي تخبئه عنا؟ " ، كل هذا دار في رأسي بينما تعابير وجهي لم تظهر أي من هذا، قاطع تفكيري إجابتها التي كنت انتظرها.
اردفت قائلة:
ساشا: لكن كان مغلقا بقفل، لذا لا نعلم ما بداخله..صمتت قليلا ثم اجبتها ب " هل هذا كل ما في الأمر؟ " لأني أعلم لو كان الأمر متعلقا بصندوق فقط لما اتت محدثة هذه الجلبة ، و بينما أنتظر الإجابة سمعت صوت أحد ينزل من سلالم الطابق الثاني إلا أني تجاهلت ذلك عندما أجابت ساشا.
VOUS LISEZ
الجزء (2): "ذكرى دامعة"
Sonstigesمن كان يعلم ان ذكراياتها تناثرت كما تناثر دم رفاقها في الارجاء! لمدة طويلة عاشت في رعب و بئس خائفة من ما وراء الاسوار! أكانت تعرف موطنها؟ من يعلم...و هي كانت تغطي همها بإبتسامة و مكرسة قلبها لمستقبل البشرية! و بطريقة ما، ستجد نفسها وسط حرب لا نهاية...