البارت الأول

90 4 0
                                    

في أحد القصور الفخمة والمهيبة تعيش عائلة الاسيوطي المشهورة كونها واحدة من أغنى العائلات في مصر ، قصر مبني بشكل خرافي وله حدائق شاسعة مزينة بشتى الورود الجميلة والنادرة والاشجار الشامخة والمظلة
في الداخل نجد العاملين يعملون بنشاط وهمة والارضية لامعة تعكس صورة الواقف عليها والتحف الفنية في كل ركن وزاوية تبرق من النظافة والثريات العملاقة تعكس الاضواء على الارضية
يقابل المدخل سلم صخم وينقسم لجهتين مقابلتين
وبجانب السلم نجد غرفة معيشة أنيقة باللون الرمادي والابيض وبعض الذهبي ورواق يأخذ إلى المطبخ وغرف الخدم وفي الجهة الاخرى غرفة طعام كبيرة تتوسطها طاولة ضخمة وعليها حوالي عشرون كرسي ونجد على الطاولة امرأة يبدو عليها الوقار والهيبة وهذه تكون السيدة مريم وهي امراة كبيرة في السن كانت هي عماد هذه العائلة بعد وفاة زوجها فقد سيرت أعمال العائلة لسنوات بيد من حديد كما يفعل حفيدها الان، كانت تجلس على الطاولة وهي شاردة في أحوال أحفادها الغير مطمئنة ترتشف من كأس قهوتها ظهرت أمامها سيدة في منتصف العمر وهي مدبرة المنزل والمربية لاحفاد الاسيوطي لها مكانتها في هذا القصر قالت بأدب " تؤمري نحط الفطار دلوقتي يا ست مريم" فاقت الاخرى من شرودها قائلة " هو أسد فاق ولا لسه يا نعمة" ردت المدعوة نعمة "أنا فيقته من دقايق وهو نازل بعد شوية" هزت مريم رأسها بالايجاب "ومدحت وميس عايزاهم على الفطار ضروري" ردت نعمة بطاعة " حاضر يا ست هانم" بعد قليل نزل مدحت مرتديا بذلة رمادية ابرزت عيناه الفيروزية يمشي بوقار يليق بعائلة الاسيوطي جلس على الطاولة بعد ان قبل جبهة والدته والقى عليها تحية الصباح "ازيك يا ماما، عاملة ايه النهارده" ردت " الحمد لله يا ابني بخير" قاطعهم دخول الثنائي مع الفتاتين اللتين جرت نحوه احداهما بفرحٍ كبير "جدو، جدو وحستني حالص" رد مدحت "وانت اكتر يا حبيبة جدو" واجلسها بحضنه، نطق ريان "ازيك يا بابا، سفرتك كانت عاملة ازاي" رد مدحت بابتسامة "كويسة، مضينا العقود وعجبهم شغلنا جامد" نطقت ميس " الحمد لله، كان صعب انهم يقتنعوا بس احنا كمان مش قليلين في السوق" ابتسم مدحت بغموض "أكيد طبعا يا حبيبتي، وتوتة قلب جدها لسه سنانها بيوجعوها" ابتسمت ميس "اه، امبارح طول الليل وانا سهرانه جنبها بس الحمد لله الحمى خفت شويه" ردت مريم " الحمد لله، تقي طالعه لعمتها، مش بتسكت لو وجعتها حاجة، وبتبكي على طول" تغيرت ملامح الجميع بعد ذكر رنا شقيقة ريان وابنة مدحت الصغرى
نطق ريان مغيرا مجرى الحديث "اومال أسد فين، مش متعود يتأخر كده على الفطار" قالت ميس وهي تطعم ابنتها الصغيرة تقي "تعب اوي امبارح، وكمان في سفرية لباريس لازم يستعد كويس لو عاوز ياخذ الصفقة الجاية" سأل مدحت "قصدك الصفقة مع مستر فرنسوا؟" أجابت ميس بفخر ظاهر في صوتها "ايوة وكلنا عارفين مين فرنسوا ده وايه مركزه في السوق العالمي والبورصة، وأسد قدر بفضل ذكاؤه وقوته يتحداه ويشاركو كمان" وضع ريان يده على كتف زوجته "وانت كمان يا روحي كنت جزء مهم في الشغل ده انتو وحوش السوق" ابتسمت له بحب "لولا أسد وتعبه وجهده مكانش هيحصل كل ده" قاطعهم نزول الكينغ أسد مرتديا
قميصا أسود يظهر عضلاته المفتولة وكذلك وشومه وساعة سوداء فاخرة، سىروال جينز أسود و كوتشي أبيض ويحمل بين ذراعيه بليزر جملي اللون ورائحة عطره الفواحة والمثيرة تنسج الاحلام من حوله وسماعات بلوتوث ملتصقة بأذنيه.

MY CRUEL LOVERحيث تعيش القصص. اكتشف الآن