الفصل الثالث

8.5K 220 3
                                    

الفصل الثالث

كادت ان تخبره سبب عملها معه وان مرضها شيء مزمن وهي بحاجة للأدوية باستمرار وان العمل الاضافي لا ضرر منه وهو لن يؤذي الى شركة الا اذا كانت تعتبر ان هذه خيانة.
" مادمت تعتبر خيانة الشركة التي كنت اعمل فيها لماذا ارسلت في طلبي"
" لقد انتظرت عدة شهور كي ارى اذا كان هناك من سيقبل بك وعندما فقدت الامل كي تجدي وظيفة وعرفت انك ستطردين قررت ان ادعك تعملين لدي ليس من اجل شيء فأنا اعرف انك غير مخلصة وخائنة للشركة التي كنت تعملين فيها ولكن بما انني كنت انا السبب في طردك منها فقررت بعد تفكير طويل ان تعملي لدي ولكن في اشياء خاصة فقط"
سألته بنفور وكره شديد وهي لا تعلم لماذا يعاملها بهذه القسوة المميتة .
" عملك سيكون ليس في عرض الازياء سوف تكونين بعيدة عن الانظار , سيكون عملك في التصميم فقط ياآنسة فرح"
لابأس قالت في سرها افضل من لا شيء ثم انتفضت وغضبت كثيراً عندما اضاف قائلاً لها بكل وضوح.
" ولن يكون راتبك بمستوى ماكنت تأخذينه في شركة دارين سوف يكون اقل باضعاف"
لا هذا كثير .. هذا مافكرت فيه فرح بينها وبين نفسها .. لا لن تستطيع ان المعاش السابق بالكاد كان يكفيها ولكن .. ستحاول ان تجد عملاً آخر احسن ولكن الآن يجب عليها ان تقبل .. ولكن لا فكرت فرح طويلاً اذا تركته وعملت في مكان آخر سيثبت كلامها بأنها خائنة فالافضل لها ان تبقى حتى ولو كان المعاش لايكفي.. فهي ستتخلى عن بعض الجلسات الضرورية لظهرها وبعض الادوية حتى تثبت له انها مصممة بارعة ويحق لها ان تنال هذا اللقب و المعاش المناسب.ريحانة
نعم ستثبت له هذا ولن تتراجع فهذا افضل من لا شيء .
عفواً لايمكن عرض الرابط إلا بعد التسجيل
" اعتقد انك موافقة فلن تجدي عملاً آخر في شركة اخرى فالجميع يعلم ماذا فعلت فالخيانة دخانها سريع الانتشار وانت عارضة مشهورة والآن سيرتك على كل لسان فلن يقبل احد ان تعملي معه فالافضل لك ان توافقي يا آنسة فرح "
" حسنا انا موافقة ولكن بشرط "
" ماهو ؟"
" ان تدعني اصمم الاشياء التي ارتاح اليها انا والتي تتناسب مع آرائي وان يكون لي حرية الاختيار في القماش وكل شيء وان لا يتدخل احد في عملي وان لا يطرح احد علي الاوامر"
" بالطبع هذا حقك ولكن طرح الاوامر هذا من اختصاصي انا فالاشياء التي لا تعجبني من الطبيعي سأرمي بها من النافذة "
صعقت فرح عندما تحدث اليها بهذه الطريقة واحست ان هذا الرجل لايقاوم ثم جلس فجأة على مكتبه , لقد كان بكل وضوح رجلاً عادئياً من الناحية الجسدية مرتدياً بحيث لا يترك للنساء ادنى شك بجاذبيته ..ان القماش الناعم لبنطلونه يظهر كل عضلة من جسده .. ويؤكد طول ساقيه .. قميصه الازرق مفتوح عند عنقه والكمان مرفوعان يكشفان عن ذراعيه , نظرا الى بعضهما لعدة ثوان طويلة ومن ثم ابتسم وقال لها ." انت على حق, انك شجاعة اكثر مما توقعت , مع ان ذلك غير متوقع بالنسبة للظروف "
ماذا يعني بهذه الملاحظة ؟ عبست فرح ونظرت اليه لكنه لم يعطها ايضاحاً واردف يقول " ماالذي يجعلك تعتقدين انني سأعطيك معاشاً مغرياً "
هزت فرح كتفيها " ليس لدي سبب لاعتقد بأنك ستفعل , سوى انني اشتبه بأنك عرفت ظروفي عندما ارسلت بطلبي"
" انت مصممة جيدة, لقد قيل لي, وقد شعرت بأنه يجب اعطائك فرصة عادلة , شرط ان تخبرينني الحقيقة عن نفسك"
" اذن ياسيد مايك انت لا تعلم كم يسعدني هذا" انه يعني بأنها لن تترك شقتها , وانها لن تتوسل الى زوجة ابيها لتأخذها عندها , لقد كان ذلك اكثر مماتجرأت ان تأمل به ولكن .. لابأس بالاقتصاد قليلاً حتى تتمكن من استعادة الثقة في عملها .
لم تكن هناك ابتسامة جوابية على وجه الرجل الداكن, ولا اي دليل على البهجة.
"لا تبتسمي بهذه السرعة ان العمل عندنا مرهق جداً "
لم يختف شعور الاستخفاف عند فرح فمهما كان فإنه سيكون افضل من البقاء عاطلة عن العمل .
" لايهمني " قالت بفخر.
عفواً لايمكن عرض الرابط إلا بعد التسجيل
انها لا تستطيع ان تصدق بأنه لا يضمر لها شيئاً , فهو يريد اخضاعها وهي لا تسطيع ان تتنبأ بما يخبئه لها القدر.
" بالنسبة لي انني اعمل معك معروفاً لا احد سيوظفك اليس ذلك صحيحاً؟"
اطرقت فرح بعبوس لكن كيف يمكن لها ان تتدبر امورها اذا لم تقبل هذه الوظيفة , لم تستطع ان تصدق بأن ماتسمعه كان صحيحاً, من كان هو سائق عبيد ؟ لا احد يعمل هكذا ساعات طويلة ومعاش قليل , ولكن كان عملاً وهي بحاجة اليه .. حتى هذا كان افضل من العيش مع زوجة ابيها .
دار حول مكتبه ومد لها يده, لكن فرح تجاهلتها , انها لا تستطيع ان تصافحه على صفقة كانت بمثابة تكفير عن الذنب.. كان مايك شريراً , انه يستفيد من وضعها , انه يحصل على مصممة جيدة دون ان يدفع الراتب المعقول .
لكن ربما ان هي اجادت في عملها , فأنه سيعطف ويزيد راتبها حسب الساعات التي تعملها ؟ انها تستطيع ان تفهم تردده بعد ان اخبرته عن السيدة سمارتو .. من المحتمل انه يعرف المرأة ويفضل ان يثق بها بدلاً منها .
" اذا سنراك في الصباح "
امالت فرح برأسها موافقة , فرحتها في العثور على عمل تلاشت.
غلبها النوم في النهاية , مع ان الاحلام ازعجتها , وقد استيقظت وهي تشعر بالدوار , لكن كوب الشاي الساخن اعادها الى طبيعتها, وعندما سارت في النهاية الى المطبخ كانت نشيطة بعض الشيء.
فكرت بوجع ظهرها وراحت تتساءل في سرها كيف ستشفى وهل سيطول الوقت وعندما احنت جسدها كي تمسك بصندلها احست بالالم ولم تشعر بنفسها الا وهي تسقط ارضاً .
" اوه "

رواية للدموع طعم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن