الفصل الخامس

7.5K 225 3
                                    

الفصل الخامس

ثم نظرت الى وجهه للمرة الاخيرة وهي لا تعلم لماذا يكرهها الى هذه الدرجة ولماذا يشعرها بالذل بشكل قوي فهي لم تره سوى مرة واحدة وقد عملا معاً وكانت نتيجة عملها كمصممة وعارضة جيدة. تساءلت هل ياترى لا يرى ما تتمتع به من جمال كعارضة ام ان هناك سر مايدفعه ليتصرف معها على هذا النحو.منتديات ليلاس
" الا يعلم انني جميلة واصلح كي اكون عارضة ازياء ماهرة الا يعلم ما احمله من امتيازات من عدة مؤسسات الا يعني له هذا شيئا ام تراه لا يريد ان يعلم !!؟؟"
تساءلت فرح وهي تخرج من مكتبه تمنت لو تشعر بالثقة , لقد عرض عليها العمل, لكنه لم يظهر بأنه سعيد بذلك , لكنها ابعدت تلك الافكار الى ماوراء ذهنها.
بقية اليوم مرت بسرعة وبحزن وقلق انها تعمل الآن ولكن بشكل مؤقت ولكنها ستبحث عن عمل مستقر ولن تعود بحاجة لهذا السيد اللئيم .
خلال اسبوع اتصلت بها شركة بريزيدانس تعلمها ان هناك موعد لعرض حفلة ازياء في فندق الهوليداي بيتش ويجب ان تكون حاضرة قبل الموعد بأر بعة ساعات.
كان هناك ثمانية فتيات من اروع مارأت فرح .. ولكنهن ليس بجمالها وكانوا جميعهم محبوبين ويحبون عملهم واحبوا فرح كثيراً واعتبروها صديقة لهم .. وكان عملها شاقاً مرهقاً فهي تساعد هذه وتنتهي من هذه ثم تدور بين الواحدة والاخرى وتساعدهن كي يظهرن بأجمل حلة لان الملابس التي يعروضونها كانت بحاجة للمساعدة في الارتداء.ريحانة
سار مايك الى الولايات المتحدة دون ان يراها ثانية, وكان كل شيء يسير على مايرام ماعدا مايتعلق في مستوى معاشها القليل وكان مالك البيت كالرجل المسعور يلاحقها بمتأخرات الايجار في كل مرة يراها فيها , لقد اعتقد انه بحصولها على عمل يمكنها ان تدفع , رافضاً قبول فكرة انها تحصل على القليل.
عفواً لايمكن عرض الرابط إلا بعد التسجيل
لم يكن امامها من حل سوى العثور على مكان ارخص , لقد نشأت في بيت جميل بمستوى معيشة رفيعة وتذكرت كيف كانت تعيش مع والدها والسعادة التي كانت تغمرهما قبل مجيء زوجته اللئيمة التي طردتها ولم تعد تستطيع ان تشعر بالامان قرب والدها وحرمتها من عطفه وحبه وجنانه فهي لن تغفر لها ابداً.
عندما عاد مايك جايسون ارسل بطلبها, نظر اليها بدهاء وقال :
" انك لا تستمتعين بالعمل " سألها.
" العمل جميل" قالت بهدوء .. وهي تنظر الى عضلات صدره , وعندما اعادت نظرها الى وجهه وجدت بأنه كان يراقبها.منتديات ليلاس
احمرت خداها وتمنت ان لا يعتقد بأنها مهتمة به , ان فيه شيئاً مايجذبها اليه سواء شاءت ام ابت.
" انك لاتبدين بحالة جيدة , لقد فقدت من وزنك " انه دوره ليستكشفها , وقد اخذ وقته في ذلك, دون ان يفقد بوصة واحدة من تشريحه لجسدها .. ساقاها طويلان ووركاها نحيلان , خصرها دقيق وصدرها متكور جميل.
لقد اغضبها ان تكون موضع فحص دقيق كهذا فعبست , وهي ترمي برأسها , وشعرها الجميل يتأرجح , وعيناها الزرقاوان تومضان .
" انني متأكدة بان صحتي ليست من اختصاصك ياسيد مايك "
" ان ذلك قد يؤثر على عملك "
كانت هناك لمحمة فولاذية في عينيه الداكنتين , وشعرت برغبة في الخروج لكي تتنفس هواء نقي.
" انني سعيدة بعملي والسيدة هنت يبدو انها راضية عني.. ان حياتي الخاصة هي شأني الخاص وليست عندي الرغبة في مناقشتها معك"
شتدت شفتاه لطريقتها السريعة " نعم اعلم هذا لقد سألتها عن جودة عملك " وافقها ببرودة.
" هل المعاش يسد حاجاتك؟"
" قلت لك لا شأن لك بخصوصياتي " قطب العبوس حاجبيها , وانعكست الدهشة على عينيها الجميلتين .
" هل استطيع ان اعلم لماذا طلبت رؤيتي؟"
" لا لامر مهم فقط اردت معرفة ما اذا كنت سعيدة في عملك؟"
هزت فرح كتفيها , وكأن الامر لا يهمها سواء كانت سعيدة ام غير ذلك لكنها كانت تشعر ببرود وراء عيني مايك, شيء ما لم تستطع سبر اغواره , شيء ما اخافها.ريحانة
" حسنا يمكنك ان تذهبي الآن وسوف نتصل بك"
خرجت فرح وهي تحمل رزمة من النقود وهي عبارة عن اجر اتعابها في تلك الحفلات القليلة التي انقضت بسلام دون ان تتعرض لاي عارض مرضي جديد ولكنها كانت تشعر ببعض الارهاق في الايام الاخيرة مماسبب لها بعض النحول , وكان مايك قد لاحظ هذا ولكنه لم يكن يفكر بالسبب.
بعد عدة اسابيع من الانتظار المرير لم تتلق فرح اي اتصال من شركة بريزيدانس واعتقدت انهم استغنوا عن خدماتها , وفكرت انه عليها البحث عن عمل جديد.
عفواً لايمكن عرض الرابط إلا بعد التسجيل
بعد عودتها من البحث الطويل احست فرح بالتعب الشديد جلست على طرف الكنبة في الصالون وراحت تنزع صندلها بصعوبة والم .
" ياالهي لقد تعبت"
ثم انحنت من جديد بهدوء وبطء كي تحمل حذاءها الى خزانة خاصة وبينما كانت تفعل هذا شعرت بتقوص مؤلم في اسفل ظهرها ولكنه لم يجبرها على الوقوع ارضا ثم اجلست وقفتها وهي تحاول ان تدخل الى غرفتها.
وماكادت تفعل حتى سمعت جرس الباب توجهت لتفتح بخطاها الثقيلة , وقفت فرح مذهولة " انت كيف يمكن ان يكون ذلك؟"
" ولم لا؟ " كانت ابتسامته مليئة بالحقد , كان يرتدي طقماً داكناً وقد بدا متوعداً.
" لكن لماذا جئت الى هنا ؟!!" بدأ قلبها يرفرف كطائر وقع في الشرك .
" هل يمكنني الدخول؟"
بدت بانه لا خيار امامها , تماماً عندما لم يكن لديها الخيار في عملها عندما عرض عليها تلك الوظيفة التي لا تليق بها , لقد دهشت فما الذي يدور في ذهنه في هذه الليلة ولماذا جاء مايك بنفسه الى منزلها.
دخل الغرفة , وسارت فرح الى الجانب الآخر منها , وقد شعرت بأنه يضيق عليها الخناق عندما اغلق الباب , لم يكن هناك شيء سوى الحيرة التي جعلتها تشعر بالقلق , وقد كانت كذلك .
نظرت اليه بشجاعة , وقالت :
" انا مازلت اتساءل عن سبب قدومك الى هنا سيد مايك؟"
شعرت بالدفء عندما جلس على الاريكة الكبيرة التي كانت تحب دائماً ان تتمدد عليها وكانت تتمنى في ساعات يقظتها الحالمة ان تكون برفقة رجل تحبه وهي قرب المدفأة وهما غارقان في بحر من الحنان وها ان مايك يجلس على تلك الاريكة التي كانت سفينة فرح الىاحلام مراهقة جميلة وكأنه كان يعلم انها كانت تتمنى ان يجلس الى جانبها وكأن السفينة كان ينقصها البحار وهاهو الآن يجلس بكل ثقة وهو ينظر اليها بامعان وكأنه يريدها ان تشاركه السفينة للابحار في عالم الحلم والحب.

رواية للدموع طعم آخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن