- يا ماما انتِ بتعيطي ليه؟ ما الحاج أنور ردك واتجوزك تاني! الموضوع ده عدا عليه أكتر من خمسة وتلاتين سنة لسة فكراه؟ خدي اشربي مايه بلي ريقك
زم حبيب شفتيه وهو متفاجئ من بكائها الغير مبرر واستمر يحدق بها تارة ولوالده تارة أخرى وبعد فترة قال أنور بصوت جاف:
- عاجبك كده يا زفتاتسعت حدقتي حبيب بدهشة وذهولًا ثم حاول صرف النظر عنهما وقال بتعجب:
- وأنا مالي هو أنا اللي قولتلها تعملك العمل؟أغمض أنور عينيه لحظات ثم فتحهما وعاد ليقول:
- وأنا بحكي لمين مش ليك انت؟ فكرتنا بحاجات ماكُناش عايزين نفتكرهاهزت رئيفة رأسها دون صوت لكنه شاهد دمعة زوجته تنحدر على وجنتها فابتلع غصة حلقه ومشاعر الألم تتعلق مع الاعجاب:
- لسه بتعيطي بعد العمر ده كله ما أنا سامحتك وعشنا في تبات ونبات وخلفنا البغل اللي مايتسمى ومتلقح جنبك اهوأعرض حبيب عن وجهه عندما سمع سباب والده وامتص من كأس الماء مغمغمًا بكلمات سريعة:
- نفسي أعرف كرهني ليه؟وأكمل تعليقاته في لمحة من السخرية:
- وبتقولي مافيش حد في العيلة طلق قبل كده غيرك .. اومال انت يا أبو الشبابوانصت لحديث والده وهو يكمل:
- ما أنا رجعت لأمك يا روح أمكوتغاضى عنه ونظر لزوجته ثم استطرد قوله:
- لو عارف إنك لسه بتزعلي كنت عديتها وأنا بحكيها .. يا رئيفة احنا كبرنا والعمر عدا واللي حصل زمان دلوقتي بقى ذكرىأخذت رئيفة تلتقط أنفاسها من بكائها المتسرع ثم قالت بصوت متلعثم:
- بس ماتقولش كبرت أنا لسه صغيرة، انت اللي كبرتسكت أنور وحدق بابنه ثم إليها وجانب وجهها وانتبه لقول حبيب:
- ده أنا اللي كبرت يامه مش أبوياأفلتت تنهيدة من بين شفتيها ثم رفعت عينيها ببطء إليه وقالت أخيرًا:
- أنا بتكلم مع جوزي انت مالك، سكته يا أنورلم ينتظر حبيب ما سيفعله والده فقام بوضع راحة يده على فمه قبل أن يسترسل:
- اهـوأسبلت جفنيها قليلًا وقامت بتجفيف دمعتين عالقتين بأهدابها وتابعت بأكبر قدر من الرفق كأنها تسير على خطر رفيع:
- احنا متجوزين بقالنا أربعين سنة، اتخانقنا واتصالحنا وهجرنا بعض ورجعنا تاني حصلت مشاكل بينا زي أي اتنين متجوزين ونسيتها لكن الغلطة دي لأ مانستهاش لسة فاكرة اليوم كأنه امبارح ... انت سامحتني ونسيت اللي حصل، لكن أنا لأ هفضل فاكرة الغلطة اني اتفقت مع امي على اذيتك وآآعاودت لبكائها مجددًا ولم تستطع إكمال حديثها وهو لم يضغط عليها، بل قال بهدوء:
- حبي ليكي غفرلك كل حاجةبادل حبيب لوالديه نظرات معجبة عن ذلك الحب طويل الأمد منذ مرحلة المراهقة في الثامنة عشر إلى مرحلة الكبر في الستين من العمر، جمحت مخيلته بسخرية فهو يختلف عن والده بسنة ضوئية فاشل في الوقوع بالحب لم تفضل معه فتاة واحدة لآخر الطريق
![](https://img.wattpad.com/cover/273058260-288-k89057.jpg)
أنت تقرأ
زمهرير لهب الصحراء
Romanceسنبرم مبارزة على حلبة الهوى ومن يربح الهيجاء يحق له أن يظفر بقلب الآخر. بقلم/ فاطمة الزهراء عرفات