شعرت بالهدوء في لحظات الخوف عندما تخيلت أسوأ ما يمكن أن يحدث لها، ثم ملأت في قلبها الجرأة واستعانت بالله سُبحانه وتعالى، لقد تحركت سيارة بسرعة فائقة ولحسن حظها أمسك بها الشاب، ابتلعت ريقها بصعوبة وقد جف وانصتت لنبرة سائق سيارة الأجرة المغتاظة:
- انتِ لسه قاعدة هنا! ده أنا كنت هرمي شنطتك في الزبالةألقاها بعدم اكتراث وقبل أن يستقلها زجره حبيب بقوة:
- مالك يا سطا داخل حامي عليها ليه؟تابع هو القول بضيق:
- ما هو يا زميلي لما تبقى شغال من ستة الصبح لبعد نص الليل واللي ينوبك منهم غير كام قرش وقلة أدب يبقى لازم تتعصب .. هو البنزين ببلاش!وتحرك هو يقود السيارة، التفت حبيب إليها وقال:
- عنوان أهلك ولا بيتك فين؟عبست وضجرت، فأردفت:
- أنا ماعنديش أهلسألها بتعجب:
- اومال كنتي عايشة فين قبل ما تيجي هنا؟- ممكن تتكرم وتقولي أروح ازاي شارع الأهرام مصر الجديدة اللي في الكوربه عند سينما نورماندي
اتسعت حدقتي حبيب وثبت أنظاره عليها حيث مرس في خصلات شعره وقال بنبرة متفاجأة:
- ده عنوان بيتنارفع عينيه إليها وهو يتأملها لأول مرة عن كثب، لم يلاحظ ملامحها تمامًا من قبل ربما كانت نظرات عابرة سرعان ما تختفي بمجرد خفض رأسها للأسفل، فأخفض عينيه وقال ببرود ساخر:
- هتعرفي تروحي لوحدك؟!كتفت ذراعيها لصدرها ورفعت رأسها قائلة بحنق:
- أيوة هعرف قول انت بس الطريق خليني أمشي يا إما هسأل حد تاتي- هتركبي مترو وتغيري فى العتبة تطلعي ناحية العباسية وتنزلي آخر محطة فى المترو الجديد اسمها الأهرام وأول ما تنزلي امشي شوية ناحية سوبر ماركت مترو هتلاقي نفسك قدام سينما نورماندى
وسار إلى عيادته حيث رفيقه يعمل مكانه وعندما لمحه ميخائيل صاح:
- يا برودك ياخيللحق لم يبدي حبيب غضبه أو أي ردة فعل سوى السند على الحائط بظهره وهو يقول:
- بنت كانت تايهة وقفتني وسألتني على حاجة ... أسيبها؟سخر منه ميخائيل:
- لا طبعًا ازاي تسيبها دي بنت لكن سيبني أنا وافحتني في عيادتكثم رفع حبيب بصره إليه ونظر مطولًا بأعين رفيقه قبل أن يجيبه:
- شوية هنتجمع كلنا في المزرعةضيق ميخائيل عينيه هامسًا برفق:
- ماله حسن؟وضع حبيب قبضتيه في جيب بنطاله مرددًا بلا اهتمام:
- قاعد لوحده بين أربع حيطان على كرسي بعَجل ومخنوق ومنكد على عيلة التميمي كلهاتوقف ميخائيل ثانية واحدة وتابع الحديث لنفسه:
- لا كله إلا زعل عيلة التميمي موافق نبقى نروح كلنا
أنت تقرأ
زمهرير لهب الصحراء
Romanceسنبرم مبارزة على حلبة الهوى ومن يربح الهيجاء يحق له أن يظفر بقلب الآخر. بقلم/ فاطمة الزهراء عرفات