٢٠- متداركٌ كاملُ

20 4 5
                                    


'توقف قليلاً عن التّمسك بهم، فأنتَ أيضاً تستحِقّ عناءَ المُحاولات'

___________

الغرفة الخاصة بجونغكوك في المستشفى باتت مليئة بالحياة والألوان باستثناءه، لو كان صحواً لغيّر رأيه بكونها أسوء ما قد يجلس به لثوانٍ قليلة.

هو كان بمكانٍ بعيد حيث لا يوجد المزيد من الأوجاع النفسية وخيبات الأمل، لا يوجد أي من دناءة البشر.

جونغكوك كان صحواً في مكان ما بعقله الباطن، كان يرتب أمور حياته ويفرز ما سيفعله عندما يصحو، هو بالفعل عاود النهوض نفسياً إلا أن اثارها الجسدية تؤثر به.

ربّما حين يحدث ويصحو من غيبوبته القصيرة ويرى الفروقات الحياتية قد يغير رأيه؟

وهذا بالفعل ما يحدث، مؤشراته الحيوية نشطت بقوة لهذا اليوم، ممرضته لازمت غرفته لزوال اليوم انتظاراً لاستيقاظه، منعت أي من أصدقاءه الدخول حتى لا يسببوا له صدمة نفسية أو خللاً عقلياً.

وللحظة صغيرة رغبت بالتمشّي خارجاً ولسوء الحظّ أنه استيقظ، ولم يجد أحداً حوله، جونغكوك بقي ممدداً في سريره اعصابه مشلولة بعض الشيء ويحدق بالسقف، هو قد ظنّ لوهلة وخاب ظنّه ،هو عاش وحيداً وسيموت وحيداً.

هو قرر بنفسه وبقراراته أنه سيتوقف عن صد الواقع وسيرضخ لما يحدث لوحده، لن يناضل ولن ييأس، ولكنّ شعور الفراغ آذاه للحد الذي لم يعد يفكر بشكل سليم، لو تنتهي حياته لن يهتم.

هو لم يصحو من غفلته إلا لصوت لهفتها عليه، هي لحماسها لم تتصرف بشكل سليم وعاودت الخروج تنادي أحد الأطباء ليجري له الفحوصات.

هو لم ينبس ببنت شفة فقط بقي بصمته وهدوءه في حين أنهم انتهوا من فحصه وفحص أعصابه والأمور الروتينية لشخص غاب عن الوعي لأسبوعين وبعض، نطقه سليم إلا أن رغبته ميتة، لا يرغب بالحديث ولا بالتفاعل مع أحد.

أجلسته الممرضة تحدّثه وتثرثر حوله كون الطبيب أخبرها بفعل هذا بحذر لإعادة صحته العقلية الخاملة ببطئ وتدريجياً.

هي لم تحدّثه عن الغرباء الستة كونها تخاف ردود فعله، لا تثق بهم بقدر ثقتها به، جونغكوك مريضها الوديع والمهذّب ،تحتاج للاستماع له ولأقواله قبل السماح لهم بالتصرف وحدهم، هي تعطيه الحق الكامل لإختيار علاقاته وستصبر عليه لحين يقدر على الكلام.

ربّما هذا في عقلها وتخيلاتها الوردية ولكن ليس في رأس نتايهيونغ الفارغ والذي ضرب برغباتها والباب عرض الحائط بهمجية ودخل بفوضوية بيده كيس حلوى والاخرى يد طفل؟

'يا رفيق سلامتك كدنا نموت حرقةً لرؤيتك بخير'
تايهيونغ كاد يهاجم الأصغر بيديه لولا صد الممرضةله ونظراتها القاتلة.

'أأحمقٌ أنت؟'
همست له ترسل له نظرات تحذيرية بعينيها ليتجاهلها هو.

'أحضرت لأجلك تشانيول يكاد يموت شوقاً لأجلك ورؤيتك'
تايهيونغ استمر بالثرثرة، هذا ليس تايهيونغ اللئيم المعتاد.

والاصغر تجاهله بالكامل لا يرغب بالتفكير أو سؤاله أو إتعاب رأسه وهو فقط استيقظ منذ ساعات قليلة.

هو فقط رمى ابتسامة ضئيلة للطفل يجاهد لرفع يده الملئية بالأنابيب ويشير له بالقدوم، حلقه جاف وجسده غير مستقر بعد، وعقله غير مدرك لشيء إلا بأنه لا يريد رؤية أحد إلا الصغار الطاهرينمن دنس البشر.

وتشانيول الصغير لم يقصر وارتمى على رفيقه الكبير يحيط عنقه بقوة ويتمتم ببعض الكلام غير المفهوم في حين أن الأكبر لم يتحرك إنشاً ولا يعطي تايهيونغ نظرة يتيمة.

تايهيونغ يعرف بأن جونغكوك يحب هذا الطفل كثيراً ويميّزه عن البقية هو تحمس وأراد تصحيح أخطاءه سريعاً متناسياً الأوامر الطبية والاجراءات المدروسة للحالات المشابهة له، هو فقد تفكيره السليم وتحرك تبعًا لرغبته الداخلية، تايهيونغ ومشاعره شيء لا يتفق ومن غير الممكن أن يخرجها سليمة ونقية.

نامجون الأعقل تدخّل سريعاً يشعر بالخزي من تصرفات الآخر ويعطي الممرضة نظرات متأسفة يسحبه سريعاً ويهامسه ببعض الكلام المعاتب.

جونغكوك اكمل يومه الأول برفقة تشانيول عقله لا يستوعب كلامه كاملاً وتركيزه بغير مكانه إلا أن الجلوس مع طاهر الروح وبريء التدنيس، هو انتصر على جسده وطبطب على رأس الصغير مرتين بعدها رماها على ظهره غير قادر على الاستمرار بالتمادي على جسده.

تايهيونغ كان مفيداً حتى ولو طريقته خاطئة، جونغكوك حصل على حافز بدون وعيه من الصغير ليصحو جسدياُ ونفسياً وعقلياً.

يتبع...

اتوقع الفصل الأطول من بين جميع الفصول.

القصة بدأت تصبح أكثر متعة، وشخصياً استمتعت بهذا الفصل وكتابته اتمنى أن تشعروا به كما شعرت أنا 🤍

في أمان الله 🌻🤍

منتوس؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن