منتوس؟

١٧- محدِثٌ طويلُ

"أن تظُنّ بأنّك جزء من اللّوحة بينما أنت خارج الإطار."

_____

'كيف لي بالتأكّد بمعرفتكم هو؟'

'وكيف لكِ بعدمه؟'

حوار طال بين ستّةِ شبانٍ مع الممرضة حول دخولهم لغرفة مريضها.

'بعض المعلومات فقط أعدك!'
سوكجين أخرج ما بجعبته بعد فترة لا بأس بها من الصمت

'لا يحق لك، هذه خصوصيّات المريض'

'نحن، أصـدقـاءه'
تلكأ نامجون متوتراً من نعت نفسه بهذا مخزياً منها

' استمعوا، لو تخبرونني بما حصل له ليعود منطفئاً بهذا الشكل البشع قد أفكر بإخباركم'
هي خرجت عن قوانين عملها لشدة فضولها، مترددة بهذا إلا أنها أقنعت نفسها بكونه جزءًا من علاج مريضها بجانبه النفسي.

حوار طال لساعة بمكتبها، حين سرد كلّ منهم جهته من القصّة، الأمر إقتصر بأنانية كلّ منهم وإقتناعهم بـ' يوجد غيري من سيعطيه الاهتمام' مراكمين بداخله كمّيّة لا بأس بها من التعاسة والشعور بعدم الرغبة، أزمة ثقة بنفسه وبحب الناس إليه وبإستحقاقه للحب.

'أسمَّيتكم بالأصدقاء؟'
سخرت من سوكجين تكتّف يديها ناظرةً لهم بإنزعاج.

'جونغكوك إنهار نفسياً مما تسبب بإغماء غير معلوم الوقت، إذا صحى سأخبر تايهيونغ وهو سيخبركم ،أتمنى ألا أراكم حوله ثانيةً، أعطوه الفرصة لتخطيكم'
هي تدرك بأنه قوي لتجازوه مرضه وكافّة تعسّراته وحيداً، هي تبصم بأن لا أحد زاره منذ وطئ لهذا المشفى.

هم فقط غادروا فاقدين الأمل برؤيته هو موجود بجزء ضئيل بحياتهم، ضئيل جداً، إلا أن غيابه جعل منهم يراجعون هذا الجزء، قد يُصان الودّ بالبُعد أحيانًا.

________

عدّة أيام مرّت يواصل جميعهم زيارة غرفة الفتى، يحاولون حواره أو ردّ لطفه، يغطّون فجوة جلد الذات بداخلهم، إلا أنه بلا استجابة.

شكله بداخل الغرفة تحيطه الأجهزة جعل الإدراك يصفعهم بإطفائهم للنور الضئيل الخارج منه، كلماتهم الصغيرة وحتى تجاهلهم غير المقصود، كان يتراكم بداخله ويشعره بمشاعر بشعة.

'أخبرتني يوماً برغبتك للحصول على سمكة ذهبية، صحيح بأنّني لم أعطيك الاهتمام اللّازم للأمر حينذاك إلّا أنّني استمعت لك وشكواك.'
يونغي برفق وضع حوض الاسماك صغير الحجم بداخله سمكة بهلوانية برتقالية اللّون، يمسح على رأس الشّاب بألفة.

'البارحة زرت والدي، تصالحت معه كما أخبرتني، كان صعباً قليلاً إلّا أنّني تخطيته، أشكرك لدعمك لي، منتوس'
هو استصعب بعض الشيء اسم جونغكوك لكونه مرتبط برأسه بالمنتوس، كان يحب منتوسه بلا شك.

طرقُ الباب اسكت حديثه مع الفتى من طرف واحد يناظر باب الغرفة، هو عرف بأنّ القادم هو نلمجون بلا شك لكونه الوحيد الذي يملك فراغاً بمثل هذا الوقت.

تهامسا بحال الفتى يلقيان بالكثير بالتنهيدات لكون مؤشراته لا تعطي أي تغيير.

'دراستك جميلة تعرف، كنت حتماً لأفشل بها'
قهقه يونغي يتخيل نفسه يدرس ملامح الأشخاص، الشيء الأصعب لشخصيته.

'حتماً دراستك مناسبة لك'

'لا أحب الدراسات الحياتية'

'يتضح من ملامحك'

'قهوة؟'

'منتوس!'

نامجون ويونغي حتماً كلاهما النقيض للآخر، كليهما متشوق للآخر ليعرف عن شخصه أكثر.

جونغكوك نجح بإخراج يونغي من قوقعة وهاجس الكلام خاصته مع نامجون الذي يستوعبه وثرثرته حتى لو كانت غير مفهومة أو وقحة.

جونغكوك حتماً كان ليشعر بالسعادة لو رأى شخصان يحب مجالستهما يتوافقان بهذا الشكل.

يتبع..

لا بس عندي ٥ اسايمنت و٣ فاينل بنفس اليوم فجيت أضيع وقت مع اني مو راضية لا على السرد ولا على اي شيء بس معليش 💛