الفصل الأول

5.4K 115 2
                                    

الفصل الأول

في إحدي المدن السكنية الجديدة تحديداً مدينة الشيخ زايد بشقة يغلب عليها البساطة والرقي
تجلس لوسين علي حافة حوض الإستحمام الخاص بحجرة نومها بألوانه الهادئة ما بين الأبيض و الروز و تمسك بيدها إختبار الحمل و تغمض عينها و تحرك قدمها بتوتر خوفا أن تصدم مثل كل شهر
فهي علي مدار ستة أشهر تجلس شهرياً نفس الجلسة إذا تاخرت عادتها الشهرية عده ساعات اعتقاداً منها إنها حامل
هي ترغب في هذا الطفل و بشدة ليس حبا في عاطفة الأمومة فقط بل خوفاً من أن يتركها مالك لتأخر الحمل أو لعدم وجود رابط حقيقي بينهم سوي المشاعر
ﻻ تسطيع الإعتماد الكلي علي مشاعره ناحيتها تخاف أن يأتي يوم يندم علي ارتباطه بها فهو رجل وسيم غني مراعي حنون و حلم لأي فتاة و هي ؟؟؟؟؟
ﻻ تعلم هي عادية جداً ليست خارقة الجمال ملامحها جميلة و لكنها ﻻ تتمتع بجاذبية شديدة وجهه ممتلئ بشرة نقية تميل إلي البياض شعر نحاسي كثيف يصل لأسفل كتفها بقليل أنف معتدل الحجم و فم ملتوي بإغراء و عيون بنية واسعة أما عن مشكلة حياتها فهو وزنها و هو السبب الرئيسي في عدم ثقتها بنفسها فهي تزن فوق ال 80 كيلو و طولها ﻻ يتعدي ال 165 سم حاولت كثيرا إتباع بعض الحميات الغذائية و لكنها تفشل فشل ذريع بكل مرة
تعشق الطعام و ﻻ تسطيع المواظبة علي أي تمرينات رياضية مهما حاولت و بكل مرة يغضب منها مالك و يقول أنه يحبها كما هي ممتلئة القوام و يقول جملته الشهيرة لها (النحيفات أكثر من الهم علي القلب و لكني اخترتك كما أنتي) أبتسمت عندما تذكرت كلماته المدغدغه لمشاعرها كلمات من المفترض أن تزيد من ثقتها بنفسها و لكن يظل رفض أسرته لزواجهم يهدد إستقرار حياتهم علي المدي طويل.
أما مشكلتها الثانية هي التعليم فقد تزوجت قبل أن تكمل عامها الأخير بكلية الحقوق نظراً لظروفها المادية
فبعد وفاة والدها وزوجته باحدي حوداث القطارات و هي بالعشرين من عمرها والذي كان يعمل موظف حكومي براتب زهيد و معاش ﻻ يذكر وبعد أن انتهي التعويض الذي منحته لها الحكومه اضطرت للعمل و الدراسة معا مما أدي لتأخرها دراسياً و أصبحت في الرابعه و العشرون و لم تكمل تعليمها
حقا هي ﻻ تعلم حتي الآن لما اختارها هي و تزوجها هل حقا أحبها ؟؟ أو مجرد شفقة منه علي وضعها ؟؟؟
فاللقاء الأول كان يستدعي شفقة أي رجل عنده اخلاق بعد أن عنفها صاحب المطعم التي تعمل بيه لخطأ غير مقصود منها و كانت مثار لسخرية كل من بالمطعم بعد ان تهكم علي وزنها و انها ﻻ تجيد إلا الطعام فقط و ﻻ تصلح للعمل و بعدها قام بطردها
وقتها تدخل مالك و عنفه بشدة هو و أصدقائه ثم وعدها بإيجاد وظيفة مناسبة لها
و كان هذا الوعد السبب في عدة لقاءات أخري ثم زواجها منه بعد أقل من 5 أشهر علي لقاءهم
هي خائفة أن يتركها أو يحب أخري أو يتزوج عليها و دائما ما ترن بأذنها كلمات أصدقاءه عن أنه كان عدو الزواج و الإلتزام دائماً و أبدا.ً
بدأت تعي أن أفكارها أخذت أكتر من خمس دقائق هل تفتح عينها أم تنتظر عده دقائق أخري؟؟؟؟
بدأت بفتح عينها اليمين قليلا و نظرت إلي إختبار الحمل ااااه واضح أن كثرة إغماض عينها أثر علي الرؤية فهي معتادة علي خط واحد فقط و لكنها تري الآن خطين واضحين جدا باللون الوردي الغامق
للوهله الأولي لم تدرك معني هذا و لكن مهلا مسكت بأيدي مرتعشة الورقة المرفقة بالإختبار هي تحفظها عن ظهر قلب و لكنها ببساطة ﻻ تصدق إنها تحمل بداخلها إبن مالك حبيب قلبها
تكاد تصرخ من الفرحة و تقفز عاليا إحتفالا بهذه المفاجأة و لكن مهلا اعقلي يا فتاه ﻻ نريد أي حماقة تسبب خطر للحمل
خرجت من الحمام سريعا و هي تردد الحمدلله الحمدلله جلست سريعا علي السرير خوفا من السقوط لأنها ترتعش كليا من السعادة و الدموع لا تتوقف عن الجريان علي خدودها الآن فقط فهمت معني دموع الفرح فهي لأول مرة تجرب هذا الشعور
اهدئي لوسين اهدئي و نظمي أفكارك كيف تنقل له هذا الخبر هل تتصل به بالعمل و تخبره ؟
أم ترتدي ثيابها و تذهب إليه بالمكتب !!!!
الأحسن أن تنتظره نعم تحضر الأجواء لعشاء رومانسي حالم و تبلغه أثناء العشاء كما تقرأ في الروايات
مسحت وجهها سريعا لتذهب إلي العمة فاطمة أمها الروحية و عمة زوجها كي ترتب معاها أمر العشاء
العمة فاطمة كانت الوحيدة بعائلة مالك التي رحبت بهذا الزواج بل و بعد مشادات عديدة بينها و بين أم مالك تركت لهم المنزل و أنتقلت للعيش مع مالك
العمة فاطمة بعد قصة حب قوية بينها و بين أحد أبناء بلدتها رفض أهله الزيجة لأن والده كان قاضي أما والدها مجرد عامل بسيط بأحد مصانع الغزل والنسيج بعدها رفضت الزواج تماماً و نزحت للقاهرة بعد وفاه والديها و أقامت مع أخوها و كان أولاده بمثابة أولادها
و لأن الزمن أعاد نفسه فقد وجدت نفسها تدافع عن لوسين بإستماته لأنها تذكرت نفسها و حاولت إقناع أخوها و زوجته و تذكيرهم بالماضي و لكن زياد كان في الجبهه المقابلة و كان اعند و أشرس منها بكثير فأستطاع التأثير عليهم و رفضت الأم لوسين شكلاً و موضوعاً بينما والده التزم الصمت ﻻ معارض و ﻻ مؤيد أما مها أختهم الصغري فبعد زواجها و سفرها للخارج أقتصرت علاقتها ببعد الرسائل و المكالمات الهاتفيه و لم تبدي أي إعتراض او تأييد
تنهدت لوسين و انتصبت واقفه أولا تختار ملابسها بعناية فائقة هي تريد ملابس أنيقة و مثيرة بنفس الوقت لن تلبس أحد قمصان نومها ستختار أحد فساتينها التي يشتريها لها مالك دائما فهي تعشق ذوقه بإختيار الملابس
نظرت لقوامها برغم أنها ممتلئة لكن قوامها ﻻ يخلو من المنحنيات المثيرة و لكنها تحرص علي إرتداء الملابس الواسعه بالخارج أما بالمنزل فترتدي كل ما يبرز منحنياتها التي يعشقها مالك
هي ليست قصيرة بالمعني الحرفي و لكنها بجواره قصيرة للغايه فهي أقل من 165 سم و هو 185 سم غير أنها تكرهه إرتداء الكعب العالي لما يسببة من ألام بقدمها و ظهرها برغم أن كل من يراهم يسخر من فرق الطول و لكن كل ما يهمها نظرة حبيبها لها و هذا يكفيها و يزيد
نظرت للمرآه هل تذهب للكوافير أم تكتفي بتركه حرا ....... هو يحبه هكذا و دائماً ما يقول أن أكثر ما يميزها لون شعرها النحاسي
نظرت لوجهها ... لاحقاً سوف تضع قناع لتنقيه البشرة بعد انتهائها من إعداد الطعام
انتبهت للساعة أمامها ليس لديها وقت الساعة الآن الرابعة و هو يعود من عمله في السابعة يجب أن تذهب لتري مع العمة فاطمة أمر العشاء
فتحت الباب و بدأت في منادتها : عمتي فاطمة عمتي أين انتي يا عممممتي
ردت فاطمة من المطبخ بصوت حنون ضاحك : انا هنا يا نادرة زمانك و أوانك لماذا تصرخين هكذا
ضحكت لوسين و هي تنزل عدة درجات تفصل بين غرف النوم و بين المطبخ و باقي ملحقات الشقة و تحدثت بصوت عالي : ﻻ أصدق نفسي منذ عرفتي معني إسمي و انتي ﻻ تناديني إلا نادرة هل عندك مشكلة بنطق كلمة لوسين إنها سهله جداً
بأخر كلماتها كانت وصلت لباب المطبخ حيث تقف العمة فاطمة و بيدها كوب الينسون الخاص بها
ردت عليها فاطمة و هي تلعب حواجبها بشقاوة : ﻻ و لكن معني الأسم ينطبق عليكي تمام الانطباق فأنتي زهرة نادرة حبيبتي أزهرت بين أحضان زوجك الحبيب مالك فأنتي نادرة في أخلاقك و حبك له و قدرتك علي جعله يلقي بقرار العزوبية خلف ظهره و يتزوجك بمجرد أن شعر بحبه لكي ... ﻻ حرمني الله منك و منه و أري أولادكم و اربيهم كما ربيت والدهم إن شاء الله .
اقتربت منها لوسين و ارتمت باحضانها و هي تبكي و تقول : أحبك جدا يا عمتي ﻻ أعتقد اني كنت سأحب أمي لو رايتها مثلما احببتك
ربتت فاطمة علي راسها بحنان : رحمها الله يا بنتي ﻻ يوجد مثل حب الأم مهما احببتني أكيد انك تحبيها أكثر حتي و إن ماتت بعد ولادتك بأيام إنها الفطرة يا ابنتي
مسحت لوسين الدموع من عيونها و قالت بمرح لكسر هاله الحزن المحيطة بهم : عمتي فاطمة أريد أن أصنع اليوم عشاء مميز جداً لمالك ما رأيك ماذا نعد له ؟؟
قرصتها فاطمة من خدودها بحب و قالت : أيتها الشقية تريده أن يتعلق بكي أكثر و أكثر فأقصر طريق لقلب الرجل معدته
انطلقت ضحكات لوسين الصاخبة : انتي تعلمي جيدا انه دائما ما يؤنبي لأنه يبذل جهد مضاعف في تمريناته الرياضية خوفا من السمنه و لكن ماذا أفعل أنا أعشق الطبخ ..
منذ عدة سنوات كن أتمني أن يكون لي مطعم باسمي و أخترع فيه اشهي الوصفات و لم أهتم بالدراسة سوي للحصول علي شهادة ليس إﻻ فمجتعنا يهتم بالشهادات أكثر من الموهبة
قامت فاطمة لتفتح الفريزر و تتفقد ما به : و لماذا لا تقولي لمالك عن رغبتك بفتح مطعم لكي
شهقت لوسين ووضعت يدها علي صدرها : ﻻﻻﻻ يكفي أنه تزوج من نادله بمطعم فما بالك بكلام أهله و أصدقائه لو أصبحت زوجته طباخه !!!!
غير اني ﻻ أستطيع طلب أي أموال منه يكفي ما يهديني إياه من ملابس و ذهب كلما سمحت حالته المادية أنا لم أتزوجه طمعاً بماله بل لأني أحببته و ﻻ أطمح بأي فائدة من وراء زواجي منه
قاطعتها فاطمة بدهشة ممتزجه بنظرة عتاب : معاذ الله يا ابنتي و لكني أريدك أن يكون لكي حياة و عمل .... إنك لم تتقدمي خطوة بدراستك من وقت زواجك فان كنتي غير محبة للدراسة فتفوقي في شئ آخر يجب أن تعتمدي علي نفسك و يكون لكي وظيفة و مرتب خاص بكي حتي و إن كان مالك ﻻ يؤخر عنك شئ
سكتت لحظات لتقول بحكمة : الرجل مهما كان يحب ويحترم الزوجة التي لها كيان و حياة أخري حتي يظل متمسك بها
ولكن إن وجدها معتمده عليه بكل شئ تأكد إنها لن تجرؤ علي تركه مهما حدث بينهم فيقل إهتمامه وشغفه بها تدريجياً
صمتت لوسين و هي تفكر لتقول : ﻻ أعلم يا عمتي أخاف أن افاتحه بهذا الموضوع خوفاً أن يعتقد أني طامعه به أو مللت من حياتي معه
أشارت فاطمة بيدها : هراء طبعا مالك يفهمك جيدا و يحبك و سيتفهم رغبتك بالحصول علي عمل تشغلي به وقتك علي العموم أتركي الأمر الآن حتي يحين وقته
و بجدية تامه قالت لها : ما رأيك أن نصنع له محشي ورق العنب فهو يعشقة و معه فراخ مشوية و الحلو أم علي
صفقت لوسين بيدها قائله بحماس : عظيم أعطني الفراخ اتبلها و انتي جهزي خلطة المحشي لاحشيه له بنفسي و ﻻ تنسي ﻻ تضعي الكزبرة فهو ﻻ يحب طعمها
ابتسمت فاطمة و ردت عليها : و هل أنسي هذا فهو تربيه يدي و أعلم جيداً ما يحبة و ما يكرهه








زهور بين أحضان الصخور(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن