الفصل الثامنعصراً علي طريق مصر إسكندرية الصحرواي
يقود زياد سيارته بطريق العودة للقاهرة فبعد ما حدث لم يستطيع المكوث هناك هو مستاء لما وصل إليه الوضع بالقضية
حتي الآن ﻻ يصدق ما حدث بجلسة سماع الشهود ببساطة القضية تتسرب من بين يده بعد أن كان متأكد من الفوز بها و تحقيق نجاح ساحق ببراءه المتهم ينقلب الوضع لهذا السوء
يجب أن يركز في الجلسة القادمة و يجد حجة غياب قوية للمتهم و هذه المرة سيتأكد من أن الشاهد لن يغير أقواله كما حدث اليوم
الشاهد الوحيد بالقضية المطلوب من هيئة الدفاع ضميره أستيقظ باخر لحظة و رمي بوجهه مساعدة شيك بمليون جنية رافض شهادة الزور
ضحك بسخرية و هو يتذكر هذا الرجل عندما جاء له بنفسه عارض خدماته بقول الشهادة التي تبرئ موكله في مقابل مكافأة مالية نظير خدماته
ضرب المقود بعنف ليهتف قائلا : غبي .... رجل غبي كي يريح ضميره يتسبب لي بهذه الفوضي
لو يعلم أن الرجل سينفي شهادته كان وجد حل آخر أسهل و أسرع و ينسف القضية من الأساس فما أسهل التلاعب بورق القضية بلون السيارة أو أرقامها بالورق الموجود بالنيابة و لكنه اعتمد علي وجود هذا الشاهد اللعين
ﻻ ينسي الرجل و شكله المثقل بالهموم و هو يصرخ و يقول أن ابنته بين الحياة و الموت لأن سائق آخر دهسها بسيارته كما شاهد المتهم يدهس القتيل و لم يستطع وقتها إسعافه
بعدها انهار الرجل و ظل بعدها يردد نفس جملة لوسين التي ﻻزالت تتكرر باذنه منذ تركها بالمشفي (كما تدين تدان )
هل هي رساله من الله كي يعود لزياد القديم الذي تربي علي الأخلاق و القيم
إبتسم بسخرية حقاً يا زياد و أين كانت الأخلاق و القيم عندما مات زيد أين كان العدل و الحق أين كان القانون وقتها
هدء من سرعة السيارة ووقف علي جانب الطريق و أغمض عينه و أعاد رأسه للخلف
مسد جبينه بإرهاق و هو يتذكر صديقة الصدوق زيد صديقة منذ كان بالمدرسة ﻻ يوجد موقف من طفولته و مراهقته و شبابه إلا وكان زيد معه بهذا الموقف و لكن كل شئ تغير بعد أن قبض علي زيد بتهمه تمس أمن الدولة و هو الذي ﻻ يكن يعلم إسم وزير الداخليه أو حتي رئيس الوزراء
لم يره يوم يتكلم بالسياسة أو عن قوانين البلد كان مثال للشاب الملتزم دينياً و أخلاقياً بشوش الوجهه بلحية خفيفة و إبتسامة ﻻ تفارقه و لكن بوقت من الأوقات إنتشرت العمليات الإرهابية و أصبحت اللحية تهمه و ليست سنه ليتم القبض عليه بتهمه انضمامه لأحد الخلايا الإرهابية و إشتراكه بالتخطيط لاغتيال أحد الوزراء لم يصمد بالمعتقل لأكثر من شهر و توفي من كثرة التعذيب توفي بعد أن اهينت كرامته و اغتالت إنسانيته
حاول التدخل بصفته وكيل نيابة له معارف في جهاز أمن الدولة و لكن وقتها كان أقل شأناً من أن تكون له كلمة مسموعه
كانت كل مشكلة زيد وجوده في المكان الخطأ بالوقت الخطأ و هكذا مات بغمضة عين كشخص مدان و معاقب ﻻ كمظلوم و معذب و هذا أكثر ما يؤلمه و يوجع قلبه كلما تذكر الظلم الذي تعرض إليه بدون أي سبب
كلما أغلق عينه يتذكر يوم ذهب لإستلام جثته فوالده لم يتحمل خبر وفاته و وقع طريح الفراش و والدته دخلت بغيبوبة نتيجة جلطة دماغية ثاني يوم القبض عليه
لذلك هو من تولي كل الإجراءات القانونية من إستلام الجثة و التصريح الدفن و ما إلى ذلك
لن ينسي الضغوط التي تعرض لها كي يتسلم الجثة مشوهه فاقدة الملامح بدون أي حق لعمل بلاغ أو شكوي عن التعذيب الذي تعرض له زيد
و قيل له من مديره المباشر إما أن تتسلمها كما هي و تقر علي إنه لم يتعرض لأي نوع من التعذيب أو ﻻ تتسلمها أبداً و للأسف أختار أن تدفن الجثة بمدافن عائلته و رضخ لتهديدهم فيجب أن يكرم زيد ميتاً إن لم يقدر له أن يكرم و هو حي يرزق
موت زيد و تبعاته أثر فيه تأثير سلبي للغاية لأنه تعلم بالطريقة الأصعب أهمية أن يكون لك نفوذ تحميك من بطش من هم أعلي منك و لذلك قرر إلقاء كل المبادئ البالية وراء ظهره و أصبح همه الوحيد أن يكون واحد من اصحاب النفوذ و المال و السلطة أن يجتمع لديه الأركان الثلاثة ليحيي بشكل أدمي ببلاد الأولوية فيها حماية ذوي السلطة و النفوذ ليجد نفسه تحول للصورة التي أصبح عليها
و في سبيل الوصول لما هو عليه الآن ظلم بطريقة العديد من أمثال زيد
إنه مرهق مثقل بالهموم يريد أن يرتاح أن يخرج من هذه الدائرة الموضوع بها ﻻ يريد زوجته الباردة و ﻻ يريد نفوذه أو أمواله فقط يريد الراحة و حضن يشعر داخله بالراحة و الحب الحقيقي
هل كلام مالك حرك شئ بداخله آثار غيرته وهو يري حبه لزوجته برغم فقرها آثار شوقه لرؤية العشق الخالص كما رآه بكل نظرات لوسين لأخيه
حقا ﻻ يعلم هو ليس بهذا السوء لكنها ال ظروف التي جعلت منه هذا الشخص الكريهه
يشعر بالتخبط و الحيرة ما بين رغبته بالحصول علي حب نقي كحب مالك و لوسين و بين رغبته بالحفاظ علي ما وصل له
فقط يصل منزله حتي ينام جيداً و يرتاح من تأثير القيادة ذهابا و إيابا إلي الإسكندرية و بالصباح يتجهه إلي بيت جده بالقرية كي يعيد تفكيره و تقييم كل جوانب حياته ووقتها يحاول أن يصل إلي قرار سليم
أعاد تشغيل السيارة و اتجه رأسا لفيلته لم يتبقي سوي دقائق معدوده و يصل إنه في شدة الإرهاق لاستيقاظه مبكراً و يحلم الآن أن يغمض عينه و ينام حتي الصباح ببال مرتاح ﻻ يريد أكثر من ذلك و بدون إرادة منه أغمض عينه لثواني مجرد ثواني و فتحها فجأة كأنما أدرك متأخرا إنه يقود سيارته فوجد سيارة تقترب منه في الإتجاه المخالف له فأدار المقود سريعاً و خرج عن الطريق ليصطدم بشجرة عملاقة باغصان ضخمة اخترقت أحد هذه الأغصان الزجاج الأمامي للسيارة و بحركة تلقائية وضع زراعه أمام عينه و لكن الزجاج تطاير بكل مكان و طال يده و جبهته و أجزاء من رقبته
حاول فتح السيارة بيده الأخري و خرج منها و بفكر مشوش حاول إيقاف أول سيارة أجرة لتنقله لأقرب مستشفي لمعالجه و تنظيف جروحه من الزجاج المهشم خاصاً ذراعه النازف
أنت تقرأ
زهور بين أحضان الصخور(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة Rontii حقوق الملكية محفوظة للمتألقة Rontii