الفصل السادسبعد أسبوعين أمام بحر الإسكندرية وقت الشروق
يجلس مالك بيده الهاتف يقلب في صورها صورة بعد أخري و يتذكر كل موقف و متي صورها يبتسم بحزن و يتذكر الفترة الماضية
بعد مواجهته النارية مع زياد لم يستطع العودة لمنزله لن يستطيع دخول غرفة نومه و هي ليست بها
يري آثار ليلة أرادت لها أن تكون مميزة فتحولت إلي الليلة الأسوء في حياتهم
هو يعرف إنه لو أراد معرفة مكانها من عمته أو أي معلومة عنها سيتمكن من الضغط عليها
لكنه ببساطة يشعر بالخزي و الخجل من نفسه ﻻ يعلم كيف سيرفع عينه بها بعد ما سببه لها من ألم و جرحتذكر هذا اليوم لم يعلم أين يذهب بعد قراره بعدم عودته للمنزل فوجد نفسه أمام المكتب صعد و نام ليلته علي الكنبة الموجودة بغرفة المكتب و لم يشعر بنفسه إلا و معتصم يقتحم المكتب و يتفاجئ بوجوده
دخل معتصم المكتب و اتجه إلي مكتبهم الخاص فوجده نائم علي الاريكة الجلدية و يضع يده علي عينه
قال بصوت عالي نسبياً : مالك ماذا تفعل هنا ؟ هل قضيت ليلتك هنا !!!
استيقظ مالك من فوره و لكنه لم يتحرك و ظن معتصم إنه مازال نائماً لكنه قال بصوت باهت : معتصم أريد فنجان ثقيل من القهوة ساده بدون أي إضافات و اتركني وحدي
اتجه معتصم ببساطة للهاتف و طلب القهوة من عامل البوفيه و جلس علي أحد المقاعد الجلدية أمام مالك ليقول بوضوح : طلبت القهوه و إفطار لنا كي نفطر سوياً اما بالنسبة لجلوسك وحدك لن يحدث الآن
قال مالك بعصبيه : اوووف معتصم أبتعد عني الآن أنا في أسوء حالاتي
قال معتصم ببروده المعتاد : لن أتركك بهذه الحاله قبل أن اطمئن و أعلم ما توصلت له
بصوت منهك و متعب و كأنه ﻻ يقوي علي الكلام : كل كلام سليم صحيح و زياد هو من دبر كل شئ أما عن لوسين ﻻ أعرف عنها شئ غادرت المشفي ولم تعطي عنوان أو رقم هاتف لعمتي فاطمة لأنها أصلاً لا تمتلك أي منهم
و عندما ذهبت للمشفي كي أسأل أي شخص عنها لم يفيدني أحد هناك
ثم و بكل حرقة هبط بقبضة يده علي صدره و قال : تصور زوجتي أنا ﻻ تجد لها مكان تنام فيه و أنا بعد كل ما فعلته أنعم ببيت و سقف يحميني اااااااااه يا معتصم نار بصدري علي غبائي و قصر نظري علي شكي بها و تفريطي بها بكل سهوله
أحمد الله أني لم أوثق طلاقي منها لن أنكر طبعا أني طلقتها و لكن بالأوراق الرسمية ﻻزالت زوجتي و هذا يجعل الأمر أسهل نسبيا عندما أجدها
كان معتصم صامتا لا يعلم ماذا يقول بأسوء تخيلاته توقع أن يذهب إليها و يردها مرة أخري حتي لو غضبت بعض الشئ لكن أن تختفي هكذا و هو يتآكله الذنب لم يتخيل أبداً أن يري مالك بهذا الضعف فهو دائما أعقلهم و أكثرهم حكمة في تولي الأمور
هل هذا تأثير الحب ؟؟؟ يجعل عقله يأخذ إجازة و يتصرف كمتهور أحمق و يضيع كل شئ منه بغمضة عين
حقا الحب ضعف الحب يجعل الإنسان مغيب و ﻻ يستطيع التصرف بحكمة و هذا ما حدث لصديقه و لهذا هو مصر أن يكون زواجه قائم علي العقل لا القلب
بعد تناول الإفطار و القهوة كان مالك فكر في خطواته القادمة أتخذ قرارة و سافر للاسكندرية
وجد أن الإبتعاد لفترة أفضل حل كي ينقي أفكاره و يعلم موضع قدمه و كيف ستكون خطواته القادمة
ما حدث بينهم ﻻ يمكن محوه ببساطة هو يعرف أنه سيفعل المستحيل لإرضاءها
هو متأكد من حبها له لكن الحب وحده ﻻ يشفع له فأي حب هو ما يبرر ضرب و طرد و إهانة و شك
سيبني الثقة بينهم من جديد بصبر و بهدوء يحاول تعويضها عن إساءته لها
هو الآن جاهز للعودة لمعرفة مكانها و إستئناف حياته و مباشرة عمله المتراكم عليه
لقد ترك سليم و معتصم في اوج حاجتهم له لكنهم كما اعتاد منهم وقفو بجانبه مقدرين ما يمر به من تخبط و حيرة و ندم
عاد مالك من ذكرياته و قد قرر أن اليوم آخر يوم له بالإسكندرية و غداً سيبدأ أولي خطواته لاسترجاع لوسين مهما كلفه الأمر
أنت تقرأ
زهور بين أحضان الصخور(مكتملة)
Romansaرواية بقلم المبدعة Rontii حقوق الملكية محفوظة للمتألقة Rontii