الفصل الرابعصباح اليوم التالي
أستيقظت لوسين علي ضوء الشمس المتسلل من نافذة حجرتها بالمشفي بعد ليلة من الأرق و الأحلام المزعجة فهي لم تنم إلا بعد آذان الفجر و هي تفكر في خطوتها القادمة
أهم شئ لديها الآن العثور علي شقة تصلح للسكن أو حتي حجرة واحدة في أي مكان حتي تسترد عافيتها لتبدأ رحلة البحث عن عمل مناسب لحالتها الصحية الجديدة
المال ستحاول تدبره من العمة فاطمة علي سبيل سلفة و تردها بمجرد أن تأخذ أول راتب لها من عملها الجديد
حتي الآن هي لا تعلم ماهو نوع العمل الذي يصلح لها و أي عمل بدون شهادة جامعية و ﻻ يتطلب حركة كثير هي لا تجيد سوي الطبخ و العمل بالمطاعم كما كانت سابقاً قبل زواجها من مالك أغمضت عينها بألم شديد
من يصدق أن هذا الوحش هو نفسه حبيبها الذي لم تشعر بالأمان إﻻ معه و بين أحضانه و لكن انقلب الأمان لخوف و ضرب و إهانة و ظلم
بعد تفكير طويل منها اكتشفت إنها لن تسطيع مسامحته علي شكه بها و ضربة لها و إهانته لها بوضعها المادي و الإجتماعي
فإن كان يحبها كان سيستمع لها ... لم يكن يصدق أي أكاذيب تصل له لكنه بكل بساطة لم يحبها و بأول فرصة عايرها بفقرها و إنها بلا سند
وضعت يدها تلقائيا علي بطنها و هي تتمني أن يكون ولد كي يكون سند لها بالدنيا يكون حاميها من ظلم الآخرين و غدرهم بمجتمع ﻻ يحترم إلا الرجل
ﻻ شعوريا بدأت دموعها بالنزول مرة أخري لتجد فاطمة التي باتت ليلتها بجوارها تربت علي كتفها و تقبل رأسها : استهدي بالله يا بنتي و غدا تنصلح الأحوال فقط قولي يارب استعيني بالله و ﻻ أحد سواه قادر علي حل مشكلتك
تمتمت بخفوت : ياااارب يارب انصفني ممن ظلمني اللهم امكر لي و ﻻ تمكر بي
ثم نظرت لفاطمة و اجلت حجرتها لتقول بخجل : عمتي فاطمة أعلم اني أثقلت عليكي و لكن لي طلب أخير قبل مغادرتك فأنا ليس لي أحد بعد الله سواكي
نطقت فاطمة بسرعه : سامحك الله يا ابنتي اثقلتي علي أنتِ ابنتي حبيبتي و لو بيدي لم أكن أتركك أبداً
والله لو كنت أمتلك سكن خاص بي لم أكن أتردد في فتحه لكي و إستقبالك به
ابتسمت لوسين لطيبة أمها الروحية : ﻻ تقلقي علي سوف أجد حل إن شاء الله كل ما أريده منك هو أوراقي الشخصية بالمنزل بطاقتي الشخصية و أوراق الجامعه و بعض الصور الخاصة بأبي و أمي سأقول لكي مكانهم و أيضا أريد أي طقم من الملابس كي ابدل ملابس المشفي حتى أستطيع شراء بعض الملابس وﻻ أريد أي شئ آخر
و قبل أن ترحلي هناك طقم من الذهب أتيت به إلي هنا ستجديه بالدرج هناك أعطيه لمالك حتي ﻻ يعتقد أنني سرقته
و بآخر كلماتها تذكرت ما وصل له وضعها مع مالك و اتهاماته لها فلم تتمالك نفسها و غرق وجهها بدموع القهر و الظلم
هنا وقفت فاطمة و قالت بعصبية : ﻻ والله لن أعطيه له فهو يخصك أنتِ بيعيه أو ابيعه أنا و من أمواله جدي لنفسك سكن مناسب حتي تستطيعي الإعتماد علي نفسك و إياكي و قول أي كلمة أخري إما هذا أو أبلغ مالك بحملك
ثم عادت تتعجب قائلة : يضربك و يطردك و حتي ملابسك و ذهبك يرفض اعطاءها لكي و أنتِ تقولي ﻻ علي جزء صغير من حقك عنده
و بحزم شديد مدت يدها و فتحت الدرج : هاتي الطقم لابيعه لكي في طريقي فأنا أعرف صائغ العائلة و لن يطلب مني فاتورة أو شئ من هذا القبيل
وافقت لوسين مكرهه و لكنها لا تملك حل آخر فمن أين ستأتي بأموال لتأجير شقة و هي بحالتها هذه غير علاجها و طعامها و صحتها حتي لو اقترضت بعض الأموال من العمة فاطمة لن تكفي ربع احتياجاتها
أنت تقرأ
زهور بين أحضان الصخور(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة Rontii حقوق الملكية محفوظة للمتألقة Rontii