الفصل التاسع
أقبلي ...... أرفضي
و كانت الأولي علي لسان وردة و الثانية بصوت لوسين
نظرت لهم بحيرة و قالت : مهلاً لقد توقعت العكس توقعت الرفض من وردة و الموافقة من لوسين و ليس العكس
نظرت لوسين بحرج شديد فبعد جملة مريم تخاف أن تكون تسرعت و يفسر رفضها بالغيرة و الحقد و لكن ليعلم الله إنها تحب مريم و تحترم معتصم برغم أن علاقتها معه شديدة السطحية و لكن من كلام مالك كونت فكرة عنهم ف دائماً كان مالك يتكلم بإحترام شديد عن مريم و أخلاقها و طيبتها أما معتصم فهمت من كلامه عنه إنه شخص جاد جداً ﻻ يهتم بالحب و المشاعر و أهم أولوياته أخته هيا ستكون المعادلة غير متكافئة بالمرة و ستتعذب مريم كثيراً معه نظراً لطيبتها الشديدة و حبها الذي يظهر بوضوح في كل كلامتها عنه
أجلت لوسين حنجرتها وبدأت في شرح وجهه نظرها : مريم سأكون واضحة معك ويعلم الله أني ﻻ أريد سوي مصلحتك
جملة سمعتها كثيراً من زوجة أبي رحمها الله (تزوجي من يحبك و ﻻ تتزوجي من تحبينه)
فالأول سيفعل المستحيل لرسم البسمة علي وجهك حتي ترضي و الثاني ستبذلي أنتِ كل طاقتك لأسعاده و لن يرضي
معتصم شخص عملي جاد أبعد ما يكون عن المشاعر و كلامه كان واضح و صريح معك زواج بدون حب أو مشاعر بفرض إنه بعد الزواج تحركت مشاعره لشخص غيرك و عرف ماهو الحب الحقيقي وقتها ما هو موقفك
مالك كان دائما يتغني بحبه لي و لم يصدق يوما أن حبي له اكثر بكثير من حبه لي و لكن عند أول إختبار للحب ألقي بي خارج حياته بمنتهي البساطة
هل تعتقدي أن معتصم عند أول عقبة في زواجكم سيتمسك بك و يستميت للحفاظ عليكي أنا أقول لك ﻻ .... لأنه ببساطة يستطيع إستبدالك بسهولة لعدم وجود مشاعر قوية من ناحيته يجعله يتمسك بك
تدخلت وردة بجدية : و هل المشاعر القوية بينك و بين مالك جعلته يتمسك بك لوسين !!! ﻻ بالعكس المشاعر تضعف و ﻻ تقوي العلاقة
يمكن لو علاقكتم مبنيه علي العقل فقط كان فكر بعقلة الصغير و فهم حقيقه الأمور وفهم حقيقة الخدعه الحقيرة التي تعرضتي لها
قاطعتها لوسين بحدة : و لهذا أقول لها أن ترفض لأن زواجهم مبني علي العقل من جهه معتصم و علي القلب من جهه مريم فالجهتان غير متعادلتان
إذا كانت مريم أختارت بنفس طريقته و لم تدخل المشاعر سأقول لها وافقي فهو شخص مناسب و حلم لكل عروس لكنها ستتزوجه علي أمل أن يحبها يوما ما و ستظل طوال أيامها معه تنتظر منه كلمة حب واحدة و من ثم تفقد الأمل يوما بعد يوم لتذبل هي و مشاعرها و تتحول حياتها من قمة الأمل بحب قريب لقمة الألم لحب من طرف واحد
كانت مريم مشتته من كلامهم عن مالك و لوسين و لكنها بالوقت الحالي لم تهتم كل تركيزها حول معتصم فحاولت التدخل بالحوار وقالت بأمل في محاولة إقناعهم بمنطقة وسط فهي برغم كل شئ تحب معتصم و لن تسطيع الرفض و لكنها أيضاً لن تستطيع أن تعيش علي أمل كاذب بإحتماليه أن يحبها بأحد الأيام : إذن ما رأيكم بكلام سليم
نظروا لها الإثنان باستفهام و كأن حديث سليم معها سقط سهوا من عقولهم فاكملت كلامها لتوضح : أن أرفض الزواج و أجعله يكتشف حبه لي ليختاراني هذه المرة عن طريق قلبة و ليس عقله
نظرت لهم لتشعر بتفكير كل منهن في كلامها لتكمل و كلها أمل بدعمهم لها : سليم يؤكد لي أن معتصم يكن لي مشاعر قوية و لكنه ﻻ يريد الإعتراف بها لأنه لم يتعود علي الإعتراف بمشاعره بسهولة نظراً للمسؤلية التي تحملها بسن صغير جداً
صمتت وردة تفمر لثواني ثم أشرقت ملامحها بابتسامه ماكرة : اها دائما كنت أقول أن سليم هذا مختلف عن باقي الرجال ... كلامه يستحق المناقشة فهو جمع بين رأيي و رأي لوسين
ابتسمت لوسين وقالت : حقاً دائماً سليم يبهرني بآراءه فهو كان أول الداعمين لمالك وقت زواجنا برغم من إعتراض الكل و الآن يتفق مع مريم ليوقع معتصم بفخ الحب و الزواج أعتقد أن نقطة ضعفه النساء العاشقات
ضحكت مريم لتقول بخبث و كأنها تقول سر خطير : كلامك صحيح لوسين فقد اكتشفت إنه عاشق لهيا أخت معتصم و تقدم لها فعلياً و أعتقد أن هيا ﻻ تختلف عن اخوها متحجر المشاعر كثير و لكني متأكدة أن سليم سيجعلها تهيم به عشقا
وقفت وردة و هي تصفق بجدية : إذن هيا إلي العمل لنجعل السيد معتصم يذوب عشقا بفتاتنا الجميلة ميرو
و بالفعل بدؤا برسم خطة محكمة للتأكد من مشاعر متحجر القلب لتبتسم مريم و كلها أمل أن أيامها القادمة ستكون أسعد أيام حياتها
أنت تقرأ
زهور بين أحضان الصخور(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة Rontii حقوق الملكية محفوظة للمتألقة Rontii