الفصل الخامس

2.9K 97 2
                                    

الفصل الخامس

داخل أحد السيارات التي تنطق بالفخامة أمام المشفي التي تتعالج بها لوسين يجلس زياد الوكيل يتحدث في الهاتف ببرود : هيام قلت لكِ أنا اليوم مشغول و مع ذلك هاتفتني أكثر من ستة مرات !!!!! لعل الموضوع هام و ﻻ يخص أحد جولاتك الشرائية
هيام زوجة زياد إبنة أحد الوزراء السابقين في السابعة والعشرون من عمرها متزوجة من زياد منذ خمسة سنوات لم تسطع فيهم أن تكسب حبه
حتي هاله اﻹنبهار بها في بداية علاقتهم لم تعد تجدي نفعاً معه
تعبت من بروده و ﻻ مبالته معها أحياناً تشعر إنه لا يعرف كيف يحب فلا مكان بقلبه لهذه المشاعر الحمقاء
فهو يري أن وظيفة القلب الوحيدة هي ضخ الدم لباقي أعضاء الجسم
هو عملي لأقصي درجة ذكي جداً و ﻻ يهتم سوي بمستقبله المهني و تكاد تجزم إنه لم يتزوجها إلا لعلاقات والدها و مصالحه المشتركة معه ليس إﻻ
أما هي بالبداية إنبهرت به بقوة شخصيته و ذكاءه و عدم إهتمامه بها علي عكس ما تعودت فقد حاول الكثيرين الزواج منها قبله و جعلها تقع في شباكهم لكن ما يحدث كان العكس
إﻻ زياد هي من حاولت لفت إنتباهه و لكنها فشلت فشل ذريع قد تكون جذبت إهتمامه نظراً لاختلافها عن كل ما تربي عليه لكن عندما قرر الزواج منها لم يكن للمشاعر مكان بينهم
زيجة تحكمت فيه المصالح و العلاقات الشخصية والتفكير العقلاني
هل تحبه؟؟ ﻻ هي لم تحبه هي تعلقت به أعجبت بشخصيته المختلفة عن الوسط الذي نشأت فيه و لكن بعد مضي السنه الأولي شعرت أنه يقيدها بأوامره و تحكماته بها
فهو برغم كل شئ يظل إبن الطبقة المتوسطة الذي تربي علي عادات و تقاليد مختلفة عن ما تعودت عليه
فمنذ زواجهم اشترط عليها قطع صدقاتها مع أي رجل آخر كما منعها مطلقاً من إحتساء المشروبات الروحية هي ليست شرهه في شربها لكن بالحفلات كانت تتناول كأس أو إثنان
حتي السفر بالبداية رفض رفضاً قاطعاً سفرها للخارج بدونه و لكن مع إنشغاله بالعمل وافق أخيراً تحت عدة ضوابط و قوانين يجب الإلتزام بها أولها أن تكون والداتها معها أما باقي الضوابط بالطبع هي ﻻ تلتزم بها و لكن لا تستطيع المجاهرة بعصيانها لقوانينه فمن الغباء إستفزاز زياد الوكيل
أيضاً لم تتمكن من إرتداء مايوه أو إرتداء إحدى فساتينها العارية في وجوده لكن بعدم وجوده تتنفس الصعداء لتفعل كل ما هو محظور
هي ليست صارخة الجمال لكن تعلم جيداً كيف تبرز جمالها المتواضع لتكون أجمل من مارلين مونرو
قصة شعر مناسبة تبرز استدارة وجهها مع صبغة شعر تظهرها أكثر بياضا
أما مستحضرات التجميل فهي بارعة في إستخدامها بما يجعلها متألقة دائماً
و إن كانت غير مبهرة الجمال لكنها تتميز بجسد أنثوي مثير تهتم به إهتمام خاص من طعام صحي و رياضة يوميه و ملابس تعكس مدي جمال جسدها
حرمها في الآونة الأخيرة من إرتداء ملابس معينه لكنها تتحايل بطرق مختلفة لتبرز رشاقتها و أناقتها حتي تري الإعجاب والحسد في عيون الآخرين حتي لو أعترض فهي خبيرة في إختيار الوقت المناسب لفعل ما تشاء بدون إثارة غضبه
و لكنه أصبح عصبي حاد الطباع بعد زواج أخيه من هذه النكرة الذي تزوجها لذلك تحاول البتعاد عنه و عدم اثارة المشاكل معه
لكنها تريد منه أن يوافق علي سفرها لبورتو السخنة آخر الاسبوع لحضور حفلة نظمتها مع أصدقائها و ﻻ تسطيع التخلف عنها و الأهم التأكد من عدم حضوره لتكون حرة و تقابل كل أصدقائها القدامي و تتصرف كما تشاء
ستضطر لإستخدام التحايل و الدلع كي تصل إلي هدفها لأنها لا تستطيع تأجيل الكلام ليوم آخر فالوقت ليس في صالحها
انتفضت علي صوته الهادر بها : هيام هل تتصلِ لتسمعيني صوت أنفاسك انطقي ماذا تريدين مني كي أهتم بشؤني
قالت بصوت يفيض منه الدلال : زياد لما تصرخ هكذا تعلم إنك ترعبني حبيبي
رفع حاجبه من كلمة حبيبي التي ﻻ تسخدمها إلا عندما تريد شئ فقال بتهكم : حبيبك مشغول فتكرمي علي بسبب المكالمة كي أعود لما أفعله
أطلقت نفس حاد و حاولت تمالك أعصابها و قالت : صديقتي شاهي تقيم عيد ميلادها آخر الأسبوع أي بعد غد في بورتو السخنة و أريد الذهاب معها
زفر بحنق و قال صارخاً : أنا أفكر بمرافعه قضية رأي عام إذا ربحتها ستقلب وضع الإقتصاد بالبلد و أنتِ تتحدثين عن عيد ميلاد صديقتك التافهه شاهي
أكمل بغضب : بالطبع ﻻ.... أنا أوافق فقط علي سفرك للخارج مع والدتك لعدم تمكني من السفر معك
أما حفلات شاهي و باقي التافهات أصدقاءك فمرفوضة تماماً بدوني
أعلم جيداً طبيعهة حفلاتها و ﻻ يجب لزوجة زياد الوكيل التواجد في حفلة مثل هذه
صرخت هيام بعد أن فقدت السيطرة علي أعصابها من هذا المغرور الوقح هو رفض خوفاً علي إسمه و ليس خوفا عليها تباً له : تعلم لقد مللت منك و من تحكماتك و من غرورك الزائد من أنت لتتحكم بي هكذا ؟؟
ﻻ تشربي ﻻ تخرجي ﻻ تسافري ﻻ للمايوه ﻻ لأصدقائي الشباب ﻻ ينقص سوي أن تقول ﻻ تتنفسي !!
لمعت عيناه بغضب و رد بجمود و صوت هادئ و لكنه حازم : أنا زوجك و إن كنتِ نسيتِ فأنظرِ ببطاقتك الشخصية ستجدي إسمي بخانة الزوج
ثم أضاف ببرود : بالمرة القادمة التي سيعلو صوتك فيها علي سوف أحرص أن أفهمك ما تفعله الزوجات المحترمات بقريتنا بالدلتا كي يرضوا أزواجهم
ردت من تحت أسنانها : جيد إنك تتذكر أصلك جيداً فغيرك كان يقبل يده ليل نهار لقبولي به ﻻ أن يقيد حريتي و يحول حياتي لسجن إنفرادي
هنا قال بصوت مرعب جعلها ترتجف خوفاً و تلعن غباءها فبرغم كل شئ وصل له زياد إﻻ أنه فخور جداً بأصوله الريفية و ﻻ يمل من ذكر أصله المتواضع كأنه يغيظها هي و والدها : من يجب أن يقبل يدي ليل نهار هو أنتِ و سعادة الوزير السابق الذي لولا موافقتي علي الدفاع عنه كان الآن يقضي عقوبة ﻻ تقل عن خمسة عشر عاما بالسجن بعد التحفظ علي كل ممتلكاته و أصبحتِ أنتِ مجرد عاملة نظافة بمكتبي هذا إذا وافقت علي تعينك فأنتِ فاشلة في كل شئ إلا الشراء و السفر
ثم اضاف بصوت خافت لكنه قاطع : أنا و أنتِ نعلم جيداً أن والدك كان يستحق الإعدام أو المؤبد علي أحسن تقدير و لكن بمجهودي أستطعت إخراجه براءة بعد التصالح مع الدولة فإياكِ و التباهي بوالدك أمامي مرة أخري فأنا أكثر من يعرف مدي فساده
ثم أغلق الخط و هو يزفر بغضب و حنق لم يندم علي شئ في حياته سوي علي الزواج من هذه السخيفة أين كان عقله وقتها حين وافق علي عرض والدها بالزواج بها
نعم وقتها لم يفكر إلا بالمكاسب المترتبة علي هذا الزواج و لم يحسب حساب أبداً كونها فارغة العقل و القلب
مجنونه ﻻ تفكر إلا في متعتها الشخصية المتمثلة في السفر و الشراء و الحفلات
تناول هاتفه مرة اخري و إتصل برقم محفوظ عنده قائلا : أريد متابعه السيدة هيام بكل تحركاتها بدون أن تشعر بك فأخاف أن تتعرض لسوء بسبب أحد أعدائي أو أعداء والدها و تصلني تحركاتها أول بأول
أستمع قليلاً للجانب الآخر و قال بشراسة : ﻻ إياك أن ترفع عنها المراقبة لوسين تأتي لي بكل ما يخصها إن إستطعت عد أنفاسها ﻻ تتردد
و أغلق هاتفه و ألقاه بالمقعد المجاور و هو يفكر
الآن تخلص من أكثر أسباب أرقه بالايام الماضية تخلص من زوجة أخيه فهو متأكد من إنها لا تحبه بعد معرفته بوضعها المادي بعد وفاة والدها و زوجته
بالتأكيد وجدت بمالك صيد ثمين يحقق لها الحماية و الأمان و الرخاء
بعد أن علم من مالك رغبته بالزواج منها جمع كافة المعلومات عنها
و عرف انها وحيدة الأب و الأم لم تكمل تعليمها برغم تفوقها لكن ضيق ذات اليد جعلها تؤجل السنة النهائية أكثر من مرة
عندما ذهب لعملها القديم سمع بالصدفة إحدي العاملات هناك تكلم صديقتها عن لوسين قائله إنها وضعت شباكها علي أحد الأغنياء كي تضمن حياة مريحة و ميسرة حتي لو لم تكن تحبه تكفي أمواله و وسامته و كيف إنها حاولت إغواء صاحب المطعم أكثر من مرة لكنه لم ينتبه لها و فضل عليها المتحدثة لجمالها و أخلاقها
وقتها خرح قبل أن يسأل أي شخص عنها يكفي ما سمعه لهذا كان يجب التخلص منها بأسرع وقت و لكن مالك لم يستمع له و تمسك بها و بشده و ما كان أمامه سوي تأليف هذه التمثيلية علي مالك كي يطردها من حياته
بالتأكيد مالك سيشكره بعد أن يعرف حقيقتها الحمد لله أن مالك لم يتهور ليكتب لها شقته أو يشتري لها أخري
و بطريقته الخاصة سيتأكد أن مالك لن يعطيها جنية واحد من مؤخر الصداق
الآن سيراها للمرة الاخيرة كي يقطع أي أمل لديها في العودة لمالك
ترجل من سيارته و ﻻ يوجد هدف أمامه سوي التأكد من خروح لوسين من حياتهم للأبد

زهور بين أحضان الصخور(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن