لقاء

946 7 0
                                    

دفعت الباب ليرن الجرس المعلق منذر عن دخول شخص.. لتدخل ميرثا متقدمة الى تلك المرأة في عقدها  الاربعين ذات الشعر الأحمر الذي كانت  ترفعه بطريقة رسمية بينما ترتدي نظاراتها وهي تقلب الاوراق المحاطة بها
لتتكلم تلك السيدة من دون ان ترفع نظرها فقد عرفتها من طريقة مشيها التي لا صوت فيها لتردف بصوت قاسي "لقد تأخرتي عشر دقائق"
ابتلعت ميرثا ريقها وتدور في عينيها باحثة عن حجة مناسبة لتردف ميرثا بأسوء الحجج "اوه، حقاََ إذن أن ساعتي توقيتها خاطئ"
رفعت تلك الغارقة في الاوراق عينيها الكبيرتين مبحلقة بوجه ميرثا.
لتبتلع ميرثا ريقها للمرة الألف لتتكلم محاولة تغيير الموضوع" بالمناسبة لقد اكملت الرواية"
"بعد ماذا؟
بعد اسبوعين من الموعد المحدد"
أصفر وجه ميرثا قائلة "اوه، سيدة اليزابيث انتِ تعلمين انها الظروف"
ضربت إليزابيث المكتب بيدها بعد أن استفزتها التي امامها..
ألقت ميرثا  اوراق الرواية لتفر هاربة وأخر ما سمعته هو صراخ إليزابيث متوعدة لها بالقتل.توقفت تلتقط انفاسها تكاد تجزم انها اكملت ثلث حياتها وهي تركض..
نظرت الى ساعتها التي كانت تشير الى 12:18 ظهراََ
اخرجت هاتفها تبحث عن اقرب مطعم يوجد بالقرب منها لترى مطعم يبعد شارعين عنها..
مشت حتى أشار الهاتف انه امامها لترفع رأسها مخرجة شهقة خفيفة .. فقد كان مطعم في غاية الجمال فقط تصميمه الخارجي يوحي بأن هذا المطعم لا يدخله الذين امثالها.. لترجع رأسها الى الهاتف باحثة عن مطعم اخر.. تنهدت بيأس عندما علمت أن هذا اقرب مطعم.
دخلت ميرثا ليصدم وجهها الهواء البارد مع رائحة عطر جميل وخفيف ليقابلها موظف الاستقبال مستقبلها بكلمات عاسلة ليضع يده على كتفها ناوياََ إخذ معطفها لتتراجع الى الوراء، ليتكلم موظف الاستقبال موضح قصده قائلاََ "اعتذر، أنستي هل يمكنك مناولتي معطفك"
احمر وجه ميرثا بالأحراج لتنزع معطفها وتعطيه أليه..دخلت ليقابلها قاعة ملكية فاخرة حيث كانت الطاولات المغطاة بشراشف حمراء مع بعض الورود البيضاء الكراسي الذهبية بينما كان السقف يخطف الانفاس حيث كان مرسوم عليه بدقة كأن ارواح طائرة من العصر الفكتوري
صحت من شرودها لصوت انثوي مخاطبتها قائلة"اهلاََ بكِ أنستي هل يمكنك أن تأتين من هنا!" مشيت وراء تلك النادلة التي قالت اثناء مشيها "اعتذر انستي فلا توجد طاولة فارغة فكل الطاولات مشغولة في هذا الطابق"
اكملت مردفة"ما رأيك في الطابق الخاص؟ "
ميرثا" خاص؟"
ردت النادلة بأحترام شديد "انه لرواد الاعمال"
هزت ميرثا رأسها قائلة" حسناََ، لا بأس"
صعدت بها النادلة الى الطابق الأخير ، لكنه على عكس باقي الطوابق فقد كان هذا الطابق سائد عليه اللون الاسود رفعت رأسها لتنصدم عندما رأت هذا الطابق يملئه الرجال فقط!
رائحة الغناء تفوح من كل مكان فقد كانت ميرثا تعرف الاقمشة الجيدة بسبب عملها مع نيرفين  وتقسم لو ادخرت راتبها لمدة عام لا تستطيع شراء بنطال واحد من الذي يرتدونه!
جلست على الكرسي بعد مغادرة النادلة لتخرج هاتفها  تعبث بهِ، رفعت رأسها بعد شعورها بتحديق احدهم بها.. لتلجم الصدمة وجهها فقد كانوا الجميع يحدقون بها بلعت ريقها فقد كانت نظراتهم غريبة ينظرون لها من الاسفل الى الاعلى كأنهم يحاولون تفسيرها انزلت رأسها الى قائمة الطعام متجاهلة نظراتهم لتنظر بحيرة باحثة عن ارخص طعام يوجد هنا..
"حسناََ، يوجد (اصابع بطاطا) مع صلصة طماطم"
"اوه لماذا الماء باهظ الثمن هكذا؟"
وضعت القائمة على الطاولة بعد يأسها!
لتنادي النادل "عفواََ هل يمكنك أن تأتي قليلاََ" شعرت بنظرات هؤلاء الرجال ينظرون لها.. ماذا هل نادتهم عن طريق الخطأ!
أتى النادل مردف "نعم أنستي! "
ابتسمت بغباء فلم يعاملها احد بهذا الاحترام من قبل انهم يستحقون هذهِ الاموال ليس بسبب الطعام بل بسبب شعور الانسان بالأحترام هنا!
لتقول" اريد اصابع بطاطا مع صلصلة الطماطم مع قطع الدجاج المقرمش"
لتكمل"لا تنسى الكولا"
اخذ النادل طلبها.. لتخرج دفترها من حقيبتها لتكتب عن قصتها الجديدة فهي لا تفوت هكذا فرص عندما يأتيها الإلهام!
توقفت عن الكتابة عندما وضعوا امامها الطعام لتضع دفترها جانباََ وتكف اكمام قميصها!
نظرت الى الطعام بينما عينيها تخرج القلوب مدت يدها لتضع قطعة الدجاج المقرمش في فمها بينما تخرج اصوات دالاََ على استمتاعها.. سمعت صوت ضجيج في الاسفل لتتجاهله مكملة طعامها لتشعر بصوت اقدام كثيرة ورائها بينما اصوات رجال كثيرة!
رفعت رأسها بينما قطعة الدجاج في فمها ليقابلها مجموعة من الرجال لا يختلفون عن هؤلاء الجالسون لكن هذهِ المرة اكبر..

أليخاندرو :
"حسناََ، ماكس لا تطيل في الكلام لقد قلت لك أني بخير" قال كلامه موجهاََ لمساعده
ليدخلوا المطعم في طابقهم الخاص وقفَ أليخاندرو جاعلاََ من رجاله الذين يرافقونه يتوقفون ايضاََ  ليلاحظ ذلك الجسد الانثوي النحيف.. ليتسأل منذ متى والغرباء يجلسون هنا؟
اخذته قدماه الى امام طاولة تلك الغريبة
لينظر اليها وهي واضعة فخذ الدجاج في فمها وفمها ملطخ بالصلصة غير آبهة من الذي امامها.. فقد كان منظرها يبدو لطيفاََ لينطق أليخاندرو جاعلاََ كل من في القاعة ينصدم
"لقد ألتقينا مجدداََ، يا صاحبة المنديل الوردي"
رفعت ميرثا رأسها منصدمة لتتمتم لنفسها "حقاََ؟"

____________
لا تنسوا بالضغط على النجمة
دمتم في رعاية الله وحفظه🌿💗

مرصع بالندوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن