هدأت من نفسها وهي تناظرها بضيق وعتب
شتت نظراتها للمكان وهي تتنهد : على العموم أهم شيء إنك بخير وطيبة ، وجدك هذا ليته عندي والله إن أخلي وجهه لمبة وأشوته بالكورة وأفجره ، وش يبي هالمتخلف ؟ يعني لازم نعيش كلنا نفس المصير ولا ماراح ترتاح هالدنيا
ربتت على كفها وهي تبتسم : ماعليه ، هالمرة فعلته أنا ممتنة عليه
سكتت للحظات وقالت : ولكنك وش تسوين هنا ؟
تأففت حياة ومسحت على وجهها : وجودك شوشرني ونساني غايتي
رفعت عيونها وقالت بضيق : الجادل سلسالي الزمردي ضاع
عقدت حواجبها للحظات ثم عضت على شفايفها : شلون فرطتي فيه ؟
تضايقت وتأففت من لوم الجادل وقالت بعتب : الله يرضى عليك يالجادل ، والله العظيم خاطري ضايق ونفسيتي زفت فلا تـ...
قاطع كلامهم بشرى اللي قالت بضحكة : جايه من بيتكم عشان سلسال ؟ صدق إنك فاضية
ناظرتها بطرف عينها وكانت بتهاوشها بس أردفت بشرى وهي تقول : أم سحابة نشدتنا"سألتنا" الصباح عن سلسال ، وقلت لها مو لنا أكيد من الحضور أمس ، أكيد إنه لك
تهلل وجه حياة وقالت بفرحة : تسوين خير فيني لو تسإلينها عنه
بشرى ناظرتها للحظات ثم ماقدرت تردها ، هزت رأسها بطيب ومشت عنهم
وبينما حياة والجادل بدؤو يسألون عن أحوال بعض خلال هالإسبوع حتى ألتفتو بنفس اللحظة ألتفتو بإستغراب ناحِية نعمة اللي وقفت جنبهم وعلى يمينها رحمة
قالت نِعمة بسخرية : البِضاعة المغشوشة صارت تجيب خوياتها صوبنا ؟ أستحليتي المكان على وسعه من أول يوم
ضربت رحمة كفها وقالت : مهيب ذي اللي أشغلونا بها يوم طلعت في الأخبار
نعمة ناظرت لحياة بنص عين ، وحياة منصدمة من أسلوبهم وكلامهم لـ الجادل
ألتفت للجادل وقالت : هذولا اللي يتكلمون من ؟ وش هالأسلوب البدائي ؟
نعمة قالت بعصبية : تكلمي عننا بإحترام ، قبل نقص لسانش !
رحمة قالت : خليها ما تدري من حنا ، لو تدري كان طلبت العتق
حياة للآن منصدمة وتناظر للجادل بإستغراب : الجادل
الجادل كانت تناظرهم بضيق .. تذكرت إنهم اللي وقفو ضدها الصباح وتكلمو عليها ، مع ذلك ما تكلمت
قالت حياة بإستهزاء بعد ما لاحظت سكوت الجادل : تكفون يهالعجايز ، توكلو على الله
رحمة عصبت وقالت : هاقص لسانش انا الحين ! ترى بكلمة مني ومنها ينفونش لين نهاية المنطقة
ضحكت حياة وقالت : ليه حضرتك من ؟ عرفينا ما تعرفنا
نعمة قالت وهي تناظرها بإستصغار : أنا زوجة الشيخ ، نعمة
رحمة ردت : وأنا الثانية
وحياة ناظرتهم للحظات بضحكة ثم ألتفت وهي تمسك يد الجادل : يمكن إنكم غلطانات ؟ زوجة الشيخ على يميني ! لاتكونون مجرد نكرة
عصبت نعمة وناظرتهم بحدة وقالت : والله إن قد جيـ....
وقفت بشرى عندهم وهي تتنفس بسرعة ، أخذت السلسال من أم سحابة ، وبطريقها لهم أنتبهت لنعمة وأمها وركضت على طول خوفاً من إنهم يقولون كلمة سيئة سواء لزوجة عز أو لصاحبتها
نعمة ناظرتها بطرف عين وبشرى أبتسمت وهي تقول : هلا يمه هلا ياعمة ، بخاطركم شيء ؟
رحمة لوت فمها وهي تناظر لبنتها بحدة ، تعرفها ماراح تترك كلمة ما تقولها لعبدالعزيز وهي غنِية عن مشاكل بتصير عشان هالموضوع
أنسحبت رحمة ونعمة ناظرتهم بنص عين وهي تمشي ورى رحمة بعصبية ، كونها ماقدرت حتى تكسر مجاديِف زوجته
قالت بشرى بضيق : قالو شيء يضايقكم ؟
حياة طبقت يدينها ببعض وصفقتها وهي تقول : هذي من مسميها نعمة ؟ هذي نقمة والله العظيم أنا متأكدة إن بزواجها من الشيخ جابت لهم النقمة والهم والثانية هذي اللي مسمينها رحمة ، هذي الرحمة وين وهي وين ؟
ألتفت لبشرى اللي مكتفه يدينها وناظرتها بهدوء : ترى رحمة أمي
رمشت ببراءة وهي تبتسم بضحكة : ماعليش والله ، بس صدق تقهر ، منتظرين فرصة بس عشان يضيقون على الشخص
ألتفت للجادل وقالت : راح تبقين هنا ، عند الوحوش؟
ميّلت شفايفها بضيق ثم أبتسمت وقالت : ماعليك منهم "عزيز هنا"
رفعت حواجبها بشرى بصدمة من نداء الجادل له ، مع ذلك ظنت إن الموضوع زلة
لذلك رفعت السلسال وهي تمده لحياة : تفضلي لقيته
أخذته بلهفة وهي تناظر لبشرى بإمتنان : شكرا الله يسعدك
ألتفت بشرى ناحِية الجادل اللي رفعت حاجبها ، وبشرى ضحكت وهي تتذكر الدرس اللي شرحته لما ذكرت إن لما أحد يشكرك الأفضل يتم الرد بـ"حباً وكرامة" أفضل وأجمل من عفواً كونك لاقلتها يعني أنك فعلت الشيءحبا للشخص في الله وكرامة له يعني عشان خاطره قالت بإبتسامة : حباً وكرامة ، ولو ما سويت شيء
سكتت حياة للحظات ثم ألتفت للجادل وهي تقول : والله لو أدري إنك هنا ، لاجيت من الصبح ولا نمت عندك ، ولكن منى .. لوحدها وقلقانة عليك هي وأم سعد ، لازم أعطيها خبر إنك بخير
أبتسمت الجادل وهي تهز رأسها بطيب ودعتها وهي تقول : بكرة اللقاء .. مشتاقة كثر المطر لمنى وأم سعد ..
حياة وهي تضبط حجابها قالت : لا تخافي بجيبهم لك كلهم
أستأذنت وهي تطلع من البيت ، وتناظر بربكة للمكان
تأففت وهي تناظر للمكان وقالت : أنا من أي جهة جيت ؟
ناظرت للطريق للحظات ، ثم تنهدت وهي تمشي بلامبالاة
وبينما هي متجهة وتدور للطريق اللي يوصل لبيت أم سعد ، وتلتفت يمين ويسار بإستغراب
كون المكان غريب عليها ، والواضح إنها ضيعت
تأففت وهي تمشي وتحاول تتذكر أي الطُرق اللي بيوصلها لوجهتها الأساسية ولكنها .. وقفت بخوف ، وهي ترجع خطوة لورى
وتبلع ريقها بصعوبة ، والرعب دبّ بكل خلية بجسدها .
-
{ حاتِم وولد عمه }
كان يمشي وهو معصب ، وأخلاقه أنتهت على الآخر
ناظر لحاتم وهو يتنفس بصوت عالي من شِدة غضبه : حاتم ، أنت تبغى تضيعني صح ؟
تأفف وقال : ترى أبلشتنا ، من الصباح وأنت تكرر هالحكي ، تراها أختي قبل تكون بنت عم لك ليه مصر ، ومعصب أكثر مني مانيب فاهم !
ناظره بحدة ثم قال : لأنها هربت في ليلة خطوبتنا ، عرفت يا أساس المرجلة
حاتم عرف إنه لو ما سكت .. وما صرف الموضوع راح ينفتح السيناريو المعهود من ست سنين
سالفة هروبها بيوم خطبتها من ولد عمها ، وسالفة كشفهم لها مع ولد جيرانهم ، وسالفة بحثهم عنهم طوال السنين السابقة وبلا جدوى
لذلك قطع الكلام من بدايته ولا رد عليه
كملو طريقهم يمشون بأنحاء الخسوف ، كونهم سألو عن موقع بيت سعد مع ذلك ضيعو ولا عرفوه بالضبط
ومن بين دخولهم للشوارع وقطعهم دروب كثيرة وهم يحاولون يلقون البيت ، بنفس وصف الشخص اللي وصفه لهم ، ومن بين سوالفهم وبحثهم
تجمد حاتم بمكانه وإبن عمه وقف جنبه ، وتغيرت ملامحه من الحدة لعصبية أكثر ، حتى حس إن عروقه راح تتفجر بأي لحظة ، وهو يشوفها قدامه
الشخص اللي رفضه ولا وقفت على الرفض بس ، قللت من قدره قدام كل العائلة بهربها من ليلة خطوبتهم
ناظرها وهي ترجع خطوة لورى ، ويوضح على وجهها ملامح الخوف والرعب ، ولكنه أبتسم بخبث وسخرية وعلى مُحياه تلمع الفرحة
أقترب منها وهو يقول : هلا والله .. ما بغينا نلقاك ما بغينا ننتهي من القصاص ونكمل حياتنا بالشكل الطبيعي ، بدون ما يتخللها تفكير بأنك تتنفسين نفس الهواء ، وعايشة حياتك وأنتي ما تستحقينها بدون ما ننلام لأننا سمحنا لك تهربي وتدنسي شرف عائلتنا ، بدون ما نلقى بعيون الناس الإستصغار والإهانة بسببك
أنتهت كل هالفصول ، أنتهى كل هالهم هالليلة ولا بقى إلا إننا نحد الخنجر يا حياة
أرتجفت كل أعضاءها من نظراتهم ، من كلامه ومن صدمتها بوجودهم هنا بالخسوف ، كانت خايفة يلقونها بعد النشرة ، ولكن ما توقعت فعلاً يلقونها
كان الموضوع مجرد فكرة ، شلون صارو واقع قدامها ؟
حاتم سحّب ولد عمه وهو يرجعه ورى وقال : إستهدي بالله ، خلنا نفهم الـ...
قاطعه وهو يدفه بعصبية ويناظره بحدة : ماراح نفهم شيء ياحاتم ، وش اللي ينفهم من هالخبيثة ؟ الخسيسة ، هذي انتهى موضوع فهمها ، وأعطينا الحكم وأنتهى الموضوع ! أبوي وأبوك والعايلة كاملة راضية على قتلها ماعاد به شيء ينفهم !
حياة جمعت كل شجاعتها اللي باقي بقلبها ، ورجعت يدينها لورى وهي تضغط على قبضة يدها وقالت وهي تحاول تخفي توترها : ليه يا ولد العم تنهي حياة شخص برىء ، بسبب أهواءكم ورغباتكم ؟ لأني شخص رفض ينتمي لك ويوافق عليك صرت أستاهل الموت !
ناظرها بحدة وتقدم لها وهو يقول و يحاول يكبت غضبه وما ينهي حياتها باللحظة ذي : ولك وجه تتكلمين ؟ فعلاً إن لم تستحِ فأصنع ما شئت .. وإذا على ليه ما تستاهلين الحياة
لأنك خسيسة ، أنكشفتي مع واحد خسيس مثلك وبعد ما حاولنا نلملم خبايا فضيحتك ونستر عليك ، هربتي وفضحتينا كلنا ، ظنك بعد فعلتك هذي تستاهلين تتنفسين ؟
أخذت نفس وزفرته بعصبية من كلامه وقالت وهي تناظر لأخوها اللي يناظرهم وساكت : أنا ما قتلت ، ما نهبت ولا سرقت ولا سويت العيب لأجل تحاكموني أنا بنت عفيفة شريفة ، حبيت حب طاهر وعفيف مثلي ، يشهد الله حتى لساني ماطال لسانه ، حتى كلمة على بعضها ما تكلمناها سوى كل الموقف اللي قلتو شهدتو عليه ، هو مروره من جنب بيتنا وقت رجوعي من المدرسة ، وسؤاله عن حالي ولو إنه بنظركم تجرأ ومد لي مكتوب يخلو من أي كلمة مسيئة لي أو لكم ، أو تجرأ وتطاول بكلمة تنقص من إعتباري.. بهالموقف حكمتو على دنائتي ومسيتو شرفي ولطختو عرضي ، ولاهوب بس كذا حكمتو علي بالزواج من شخص مثلك ، لا يعرف لا الدين ولا يدل للرجولة درب ! أنتم جهلة متخلفين لا تمدون للعقل بأي صلة
مجرد ما أنتهت من كلماتها ، حتى شهقت من قوة الكف اللي طبعه ولد عمها على وجهها ودفه لها برجله بقوة إختل توازنها وطاحت على الأرض بوجع وتقدم بخطوات سريعة وهو يرفع رجله ويضربها بقوة على بطنها :
أنتي تستاهلين الموت باللحظة هذي
أنتي حرام تبقين عايش ثانية وحدة بس ، تعيبين علي انا الرجال ، وتلبسين ثوب العِفة وأنتي واطية ، يوم انك تحبينه ويحبك يالخسيسة ، وينه عنك ؟ وينه لما عرف إننا كشفناكم ما تقدم وتزوجك ، ليه هرب قبل تهربين أنتي ، ليه تركك تصارعين لوحدك يالنذلة
حياة ماكانت منتبهه لكلامه ، كثر إنتباهها لأخوها حاتم الوحيد .. واللي كان حنون بالنسبة لها
واقف بمكانه ومكتف يدينه ويناظر لهم بنظرات هادية ، ولا كأن الشخص اللي ينهان وينضرب تحت أقدام هالرجل أخته وعرضه وشرفه .. كانت موقنة إن هروبها في ذيك الليلة كان بمصلحتها ، لأنها أنحطت بأبشع موقف .. إما تتزوج شخص مريض مثل ولد عمها أكتشفت إنه مو رجال وخسيس ، وجاهل وغير مصلي وعنصري أو تموت على يد أبوها وينتثر عليها تراب المقابر
ولكن لأنها تحب الحياة .. لأنها شخص آبى يرضخ لخياراتهم وتنجيسهم لحياتها البيضاء ووضعهم بقعة سوداء على باقي سنينها !
هربت
وتركتهم يصارعون خياراتهم مع نفسهم !
من شدة الوجع حاولت تجمع يدينها لها لأجل تمنع ضرباته ولكن ما قدرت ، غمضت عيونها وهي تحاول توقف وتستنجد بأي شخص .. بأي غريب يحميها من عائلتها ولكن .. هيهات
بعد لحظات سرعان ما فتحت عيونها ورفعت رأسها بصدمة وهي تناظر لـ....
-
-
{ قبل دقائق }
{ في مجلس الدِيرة }
بدأت تخلو الجموع وينسحبون من المكان ، وقف سند بضحكة وهو يناظر لسعد اللي داخل ويعدل شماغه : أنا أستأذن يالشيخ
عبد العزيز قال : بدري ياسند ، خلك معي لين نعدي هالجمعة
ضحك وهو يأشر على سعد : الشيبة الفاهي جاء
وقف سعد على كلام سند وقال : منك لله يا سند كل اللي بيننا أقل من عشر سنين ، أجل لاصارت أكثر وش بتسوي ؟
كتم ضحكته وقال : وهالعشر كأنها إسبوع بس ، الله يصلحك الشيوخ قد راحو وتوك تجي يالفاغر ؟
حك جبهته وهو يجلس ويقول : أنا فنان ، إعذرو الفنانين لانغمسو بفنهم ينسون كل شيء
ضرب كتفه عبد العزيز وهو يقول : تنساني حتى انا يا سعد
ضحك بخفوت وهو يقول : أفا عليك ياشيخ ، أنسى نفسي ولا أنساك ، ما تشوفني رميت كل شيء وجيتك ركض ، ولو إني متأخر
سند هز رأسه : أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل ، مهيب مشكلة .. يالله إسمحو لي
طلع من المجلس وهو يعدل غترته ، ويناظر بلامبالاة ، كونه أنكتم من الرسمية الزايدة ، والجلسة اللي مليانه ناس أكبر منه ، وهالجو ما يعجبه ، غريب عليه ويكتمه كثير لذلك فضّل الإنصراف
دخل يده بجيبه وبدأ يمشي بعشوائية ، ولكنه لفت إنتباهه ، اللي تمشي بدون وجهة ، وتتحلطم ومعصبة وتدور بنفس المكان ، أستغرب لأنها بعيدة تماماً عن بيت سعد
وبقى يلحقها وهو مستمتع ويضحك بنفسه على تعليقاتها وصوتها العالي وهي تلعن وتسب الشوارع اللي تغيرت ، وقف بمكانه وهو يشوفها توقف ببداية الشارع وترجع خطوة لورى ، ماكانت ملامحها ولا وجهها باينه قدامه ، ولكن ما خفى عليه إرتباكها وخوفها ، خصوصاً لما رجعت يدينها خلف ظهرها ، كونه تذكر إنها سوت هالحركة لما صارت المشكلة بينها وبين نديم بمحطة البث .. مشى بخطوات هادية وهو يوقف بين كل خطوة والثانية
مرتبك ومتوتر ، كونها شخصية ما تخاف من أي شيء ولكنها من طاحت على الأرض بسبب الكف ، حتى تجمد مكانه بصدمة ، ومن بدأ الرجل اللي جنبها ينهال عليها بالضربات حتى وقف كل شعر جسده بإستنكار شديد وبغضب أحتل كل خلاياه ، من تجرأ ومد يده على إمراءة بهالطريقة البشعة ؟ تزلزل قلبه كون هالمشهد كان قدام عيونه ، وكطبيعة أي إنسان عنده ذرة رحمة وإنسانية
تغطت كلها بالتراب حتى وجهها ، تناظره بصدمة وخوف .. ولكن ما لفت إنتباهه رغم كل اللي قاعد يصير إلا إنها ليه ما بكت الحين ؟
ولا قطع فضوله سوى صوت أخوها حاتم اللي تقدم وقال : يهالنخوة والرجولة اللي بتوديك في سواهي !
ألتفت له وهو رافع حاجبه وقال وهو يأشر على شنبه : حرام عليك هالشنب ، لو إنه على كلب أشرف لك
عصب حاتم وقال : إطلع منها قبل أدفنك حي معها ، لا تتدخل بين الأهل
ما رد عليه ومشى لحياة ، وهو يحاول يوقفها ، ولكنها من قوة وجعها من ضرب ولد عمها ما قدرت حتى ترفع يدها ، وعلى طرف وجهها خُدوش بفعل ضربات رجله عض على شفايفه بضيق وهو يمسك كتفها ويقول وبيده الثانية يمسح الدم على عجل : أنتي بخير ، يحتاج تروحين للمستوصف ؟
ناظرته للحظات وغمضت عيونها بوجع لما رفعت ظهرها وهي تحاول تعدل جلستها ، لفت بنظرها ناحِية حاتم اللي تقدم وكان بيضرب سند ، بس لحق على نفسه ووقف وهو يمسك يده : جنيت أنت ؟ تبي أخليها تشهد على موتك هاللليلة ؟
حاتم قال وهو يسحب يده بعصبية : قلت لك إسحب نفسك من الموضوع ، هالخسيسة موتها الليلة ولا حد بيقدر يمنع هالشيء
ناظره سند للحظات ثم ضحك : حضرتك ملك الموت أخونا ولا ندري ؟؟ توكل على الله أقول
ولد عمه اللي نزل يده من على أنفه اللي ينزف قال : إسمعني زين يا الكلب ، والله إن تذلف من قدامنا قبل نتوطى ببطنك ، بنتنا نذبحها والا ننهيها عن الوجود محد له حق يتدخل
ناظر لحياة اللي وقفت وأستندت على الجدار وهي تحاول ما تنهار وأقترب منها وهو يقول : أهلك هم ؟
بلعت ريقها بصعوبة وهي تنقل نظراتها ناحِية حاتم اللي يناظرها بحدة وناحِية ولد عمها اللي ناوي على ذبحها .. تسائلت بنفسها ؟ هل هالفئة من الناس يعتبرون أهل ؟
تمنت للحظة .. لو إن أبوها اللي واقف قدامها
كان رمت نفسها تحت رجلينه ولو نهايه هالرميّة موتها ، لأنه رغم كل شيء يبقى الشخص اللي بيحن عليها وبيداريها .. تمنت للحظة لو إن أمها باقي عايشة ، وحضرت كل هالمآسي معها ، كان دارتها كان دافعت عنها ، كان بقت بحضنها وتخبت من هالمساوىء في دفاها ، كان ما أضطرت تهرب ولجئت لعفوها .. ولكن هيهات
بقت ساكتة إلين تقدم حاتم ومسك سند بقوة ، وولد عمه أتجه لحياة وصار يسحبها للسيارة بقوة وسط محاولاتها في فك نفسها ،وإستنجادها بسند
وبينما هو يناظر لها .. تذكر كلامها لما طاحت على الأرض .. " تحمل مسؤولية فعلتك "
راوده شعور إنه المسوؤل عن هالحدث لسبب يجهله ، ولكنه لمح نفس الخوف بعيونها ، ألتفت بعصبية وهو يفك نفسه بصعوبة من حاتم ، ثم رماه بقوة على الأرض ، وهو يضربه برجله على بطنه بقهر ثم ألتفت ناحِية حياة اللي تضرب ولد عمها بكل مكان توصله يدها ولكن هيهات ، للآن متمسك فيها
مشى بخطوات غاضِبة ، ووقف وهو يمسك يدها ويسحبها بإتجاهه بقوة حتى أختل توازن ولد عمها وأنفكت من يده بسهولة ، حتى أرتطمت بكتف سند اللي سحبها بسرعة وخلاها ورى ظهره وهو يقول : من هذولا ؟ ليه يسوون كل هذا معك !
ناظرت لحاتم اللي يحاول يوقف ، وقالت بتعب : أخوي وولد عمي .. راح ينهون الشيء اللي يتمنونه من ست سنين ، راح ينهون حياة ويرقصون طرب على موتها .. بعد ما توارت عن النظر وعاشت هالمدة كلها بخير ، صار الوقت اللي ينتهي هالخير
عض على شفايفه بقهر وهو يناظر لوجهها اللي تلطخ بالدم بسبب الجروح اللي ملئت وجهها
وألتفت لولد عمها اللي يقول : سمعت كلامها ، حنا أهلها وصار الوقت اللي تنتهي حياتها فيه .. إقصر الشر وهات البنت وخلنا نتوكل لديرتنا هالشيء قاضينه ومنتهين منه من ست سنين ، وأنا الشخص اللي بينهي الموضوع
سند ما رد عليه وألتفت لحاتم وهو موقن إنه أخوها : أنا والله من لمحت وجهك دريت إنك خسيس ، هالكلب يسحب أختك بهالطريقة وأنت ساكت ومنطم ! أشهد إن أمك ماجابت رجال وعيب عليك هالشنب ، والله لو إنها ذبحت ولدك والا أنهت حياتك ما صار فيها كل هالمهزلة
عصب ولد عمها وقرب وهو يحاول يسحبها : والله إن تجيبها والا لأسحب هالمسدس وأفرغه برأسك هالليلة ، قلت لك حنا أهلها .. أنت يالغريب من ؟
سكت للحظات ثم ألتفت وناظر لحياة اللي متمسكة بطرف ثوبه بخوف ، وتناظر له بتوتر وإرتباك .. ورى هالثبات اللي بردة فعله براكين تنتفض وخلايا تبكي ، كونها شخص عرف إن نهايته قربت ومن لمح نظراتها .. وتأكد إن كلامها بتحمل المسوؤلية ماكان من فراغ ، ألتفت ناحِية ولد عمها وقال : أكيد إنك غلطان يا شبية الرجال ، هالحياة ما تنتمي لشخص خسيس مثلك ، ولا لأهل ناقصين مثلكم .. هالحياة تنتمي للخسوف ، تنتمي لنا .. أنا أهلها
أستشاط ولد عمهم غضب ، حتى حس إنه بينفجر بأي لحظة ، ينقل نظراته لـ حياة اللي متمسكة بثوب هالرجل .. ثم له ولكلماته اللي خلته يثور ويهيّج
حس إنه لو ما قتلهم الإثنين سوى رلح يبقى طول عمره متضايق ومقهور .. بعد هالسنين كلها
اللي ظن إن حياة فيها تعاني ، يلقاها بخير ومع رجال يعتبرها أهله ، كان صعب عليه الموضوع
تقدم ناحِيتهم وعيونه تنطق بالشر ، ويده إتجهت ناحِية جيبه : من أنت حتى تلفظ إسمها على لسانك ، والله إن موتـ...
أنصدم وهو يلف ناحِية حاتم اللي سحبه بسرعة ووقف قدامه وهو يناظره : إهدأ لين نفهم الموضوع
ناظره بحدة وهو يتنفس بسرعة وقال : هذا موضوع يحتاج فهم ؟ هذي خسيسة وواحد خسيس خلني أقـ...
حاتم عصب ودفه بقوة وسط صدمة ولد عمه وقال بحدة : خلنا نفهم وش اللي قاعد يصير قبل أعصب أكثر
رفع حاجبه وهو يناظر لحاتم اللي وقف قدام سند
وسند للآن على نفس وقفته ونفس ثقته .. بينما حياة بعالم غير تماماً ، كلماته ماكانت سهلة أبداً على قلبها .. ماكانت شيء بسيط مثل ما يعتبرها سند ..
قال حاتم وهو يوزع نظراته عليهم بحدة : أفهم من كلامك إنك على معرفة بحياة
سند ما عجبه صياغة الكلام وهز رأسه بالنفي : حاشى ما بيننا لا سلام ولا كلام .. ولا أعرف سوى إسمها ووجهها بعد ما تصادفنا مرة
حاتم ناظره بذهول : ومن وين جاءتك الجراءة حتى تخليها تنتمي لك ، وأنت تدري إننا مصيرنا نأخذها ونرميك جثة وراها
سند أبتسم وهو يحس بيد حياة تشد طرف ثوبه ، وقال مطمئناً لها ومسانداً لضعفها : هالحياة خطيبتي ياللي تدّعي إنك أخوها .. خطبتها من المرة اللي هي عايشة عندهم ، وعلى إتفاقنا ملكتنا يوم الخميس مع الزواج
تركت حياة ثوب سند وهي تناظره بصدمة أعتلت كل خلاياها من كلامه ، وحاتم ماكان أقل منها
بينما ولد عمهم يناظرهم ومنجلط ، يحس الأرض تشتعل نار من تحته من قوة حقده وغيظه
حاتم سكت للحظات ثم قال : خطبتها وأنت على علم إننا كشفناها تحب ولد جيراننا وبينهم مكاتيب ؟
سكت سند للحظات وهو يبلع ريقه بصعوبة من كلام حاتم اللي أردف وقال : وبعد ما عطيناها خيارين إما تموت هي وياه أو تتزوج ولد عمها
هو ما أنتظرها وخطب غيرها بنفس الليلة .. وهي هربت من بيتنا لمدة ست سنين ، مانعرف أرضها من سماها .. ما نعرف هي مع من ، وكيف عاشت هالست سنين وفي أي ظروف
خطبتها وأنت عارف بهذا كله ؟ خطبتها وأنت تعرف خيبتها ، خطبتها وأنت تعرف إن وراها ناس ناويين على قصاصها وقتلها بسبب تسويدها وجيههم ؟
ناظر سند لحاتم للحظات بنظرات هادية ، وهو يحاول يستوعب كلامه ويفهمه .. وبين مية الفكرة اللي غزت على رأسه واللي بدأت تظهر بشكل كارثي بأنحاء عقله .. رفع نظراته ونقلها بين ولد عمهم اللي مكتف يدينه ويناظره بسخرية .. وبين أخوها اللي منتظر الجواب
قال بثبات وبهدوء : خطبتها وأنا على علم بكل اللي قاعد تقوله ، ولا يهمني ماضيها ولا اللي كان قبلي اللي يهمني حاضرها ومستقبلها معي .. إسمعني زين أنا رجال لما قلت إني أهلها ما قلت هالكلمة تعبئة فراغات ولا تكملة لموضوع ناقص ، لأنها مهيب ناقصة لأجل أكملها .. هي كاملة وأنا اللي نص دِيني ناقص وبكمله فيها
أنا قلتها جاد وقلتها وأنا قدها ، مهب هالمواضيع اللي مالها سنع ولا لها أصل اللي بتخليني أنعدل عن قراري !
ميّل شفايفه حاتم وهو يكتف يدينه .. ويناظر بهدوء لسند وقفته، كلامه عنها ، نظرات الثقة اللي بعيونه والأهم .. وقفِته قدام حِياة .. واللي بمقصد بوقفته إنه يخبِيها من شُرورهم ويحميها من الموت
وألتفت وهو يناظر لولد عمه اللي واقف ويناظر بعصبية وبعيونهم الشر ، وبأي لحظة راح ينهي حياتهم لو يسمح له
وزع نظراته عليهم وأفكار تجيبه وتوديه ، وبينما هو يفكر حتى طاحت عيونه على حياة اللي تناظره بتعب وبضيق وبعتب .. كونها الشخص اللي ربته وسهرت عليه وتعبت وعانت معه في ظل وفاة أمهم
وكأنها بنظراتها تعاتب .. "هذا جزاة كل الحب ياحاتم؟" ضاق به قلبه وهو يلومها " لو ماهربتي ؟ لو بقيتي وخليتنا نعرف نتصرف .. لو قلتي لنا سبب رفضك لولد عمك ، ماكان صار شيء من هالأمور "
أخذ نفس وزفره بهدوء وهو يقول لسند : أنا شخص مشغول ، وشغلي لين آخر شعرة برأسي يستحيل أبقى لين يوم الخميس حتى أشهد على الزواج ، إن كنت صامل وثابت مثلما تقول .. فبكرة زواجكم!
ناظرتهم حياة بذُهول وبربكة وبصدمة من المُنحنى اللي أتخذه الموضوع ! ولاكان بمقدرتها النُطق بأي كلمة
وسند هز رأسه بإيجاب بدون تردد : ولا عندي أي مشكلة من ناحِية التوقيت .. لو تبي هاللحظة نِعقد النِكاح وتدخل تحت جناحِي وتكون بظلي .. والله إني راضي
ألتفت حاتم ناحيه ولد عمه اللي بدأ يلعن ويسب ويشتم ونظراته مليانه تهور .. عرف إنه ولا شيء بيخليه يوقف إلا خوفه .. سحب مسدسه من طرف ثوبه وهو يقول ؛ إستهدي بالله يا ولد العم ودخل الخنجر بمكانه .. هالبنت صارت من أهل ديرة الخسوف
ولا أنا ولا أنت ندري وش مصيرنا لو تعدينا على فرد من أفرادها !
ناظره ولد عمه بحدة وهو ما أهتم وقال : خلنا نحترم الدم اللي بيننا ونستهدي بالله ، جبتك عون ما جبتك فرعون وهالبنت أنا مسؤول عنها لين تروح لذمة هالرجل لذلك أنا موافق على زواجهم .. أنت من عشان تتدخل وتعصب ؟ العجب والعجاب
ناظره بصدمة من كلامه ، وتمنى لو ينهي حياة ثلاثتهم سوى بنفس اللحظة ، لأن يدينه رُبطت وصار مجبور يلزم مكانه !
مشى بخطوات غاضبة وعيونه تحترق من شدة عصبيته وركب السيارة وهو يقفل الباب بقوة
بينما حاتم رجع المسدس بمكانه وهو يناظر لحياة اللي باقي بمكانها وتنهد بضيق .. كل اللي يبغاه هاللحظة تكون مستورة وتنصان وتنحفظ ، ولا يهمه إن كان هالشخص ولد عمها والا هالرجل
حاتم حتى لو تقدم لها ولد جيرانهم كان وافق وأقنع أبوه .. لكن اللي خلى الشياطين تلعب برأسه هو خطبته بنفس الليلة لبنت غيرها
مع ذلك قال لسند : عطني موقع أجيك بكرة فيه .. وننتهي من هالموضوع
سند ناظره للحظات ثم قال : تعال لبيت سند بن فياض
هز رأسه بإيجاب وهو يمشي عنه ويركب السيارة متجاهل وجود حياة معه ، ولكنه لو بقى معهم ماراح يعرف وش بيسوي
قال ولد عمه وهو يشتعل : وبتخليها معه ؟ منت بموصلها أنت يالخسيس
حاتم مارد عليه وشغل السيارة وهو ينطلق
وسند تنهد وهو يلتفت ناحيتها ولقاها تناظر بهدوء ، وملامحها تميل للثبات والبرود وعدم الإهتمام
أستغرب هالردة الفعل .. بعد اللي صار كله باقيه بهالهدوء
ناظر للشمس اللي كانت على وشك الغروب .. وكان بيتكلم بس سكت وهو يشوفها تمشي بلامبالاة وتناظر بعشوائية للمكان بدون ما تتكلم أو تعلق على الكلام اللي صار بينهم
وهو بقى يمشي وراها بدون ما يتكلم أو يناقشها
وهي تمشي أستوقفها الورد اللي على يمين الطريق ، تقدمت وهي توقف جنبه وأقتربت وهي تمد يدها وتقطف لها وردة ، ومن مسكتها حتى أنغرس بيدها شوك الورد
سحبت يدها بسرعة وهي تناظر للدم بإصبعها
وأمتلت عيونها دموع حتى حست إن محاجِرها بتحترق بأي لحظة من قوة حرارة دموعها ، شهقت وهي تبكي بوجع ورفعت يدها وهي تغطي وجهها
بينما سند .. باقي مكانه يناظرها وهو مندهش والصدمة تعتليه .. مابكت لما أنضربت ولا لما أنهانت ولا لما أستصغروها ولا لما قررو يقتلوها
بقت قوية وصامدة وثابتة ، ولما دقتها شوكة تبكي بهالحِرقة .. ليه ؟
كان عدم إنهيارها بشكل قوي وصارخ في وقت يستلزم إنهيارها .. ضريبة لإنهيارها كل يوم بشكل مصغر ، وعلى أشياء المفروض ما تأثر فيها
ما بكت بالوقت اللي المفروض تبكي فيه بكت لما ضيعت أحد خواتمها .. بكت لما أنقطعت بلوزتها المفضلة .. بكت لما أنسكبت قهوتها .. بكت لما أنجرحت بجرح صغير بإصبعها .. بكت على كل شيء تافه وصغير لأنها قدام الشيء الكبير كتمت وبقت ثابتة
بقى مكانه يناظرها ويتأمل بكاءها اللي قطّع قلبه .. كونه ما توقع أبداً تنهار بهالطريقة
ولكنها سرعان ما تداركت نفسها .. ولملمت خيبتها وتعبها ومسحت دموعها على عجل وهي تأخذ نفس وتناظره بهدوء : ممكن أفهم وش نيتك من الخطوة اللي خطيتها ؟
رمش بهدوء وهو يبتسم : إكمال نصف الدين ياحياة
عضت على شفايفها بقهر من بروده وقالت بضيق : ولا فكرت إني ممكن أرفضك ، أو أكون عايفتك؟
رفع كتوفه بعدم معرفة وبلامبالاة : ما فكرت بشيء ، سوى إن شخص مثلك حرام ينتمي لأهل مثلهم
رفعت حاجب وهو أبتسم بضيق يحاول يخفيه : أنتي تنتمين للحياة مهب للموت
أخذت نفس وزفرته بتعب وهي تقول : ولما أقدمت على هالخطوة .. فكرت بعواقِبها ؟
هز رأس بعشوائية وقال : كل اللي يهمني بهاللحظة تبقين بخير وفي خير .. والباقي لاحقين عليه
تنهدت وناظرت بتعب ملأ قلبها قبل جسدها وصدت وهي تمشي بلامبالاة وهو قال : بيت أم سعد من هالطريق
ألتفتت وهي تناظره للحظات ثم مشت وهي تلحقه بخطوات هادية .. حالياً تحس نفسها تخوض صراع ماهو بسهل .. صراع مع أهلها مع نفسها ومع باقي حياتها .. والأهم مع القرار اللي بتتخذه
وقفت قدام بيت أم سعد وهي تناظر لسند اللي قال بهدوء : أنا على عهدي .. ولا خطيت هالخطوة لأجل أتراجع عنها ، لو بزواجي منك راح أحميك وراح أحافظ على حياتك من النهب والقتل .. أنا مستعد أعطيك من أيامي .. عُمر
سكت للحظات وقال : بكرة بإذن الله بنكمل هالخطوة وبننهيها .. واللي بيصير بعد هالخطوة نفكر فيه بعدين
أهم شيء تهيئين نفسك .. وتكونين هادية وبخير وكل شيء بيصير طيب ولا حوله خلاف
ناظرته بثبات وهي تنقل نظراتها له .. حتى إسمه تجهله ، كونها أعطته لقلب الموسيقي وكان يكفيها
ما ردت على كلامه ألتفت وفتحت الباب ودخلت بهدوء وهي تقفله .. وهو ناظرها للحظات ثم تنهد بضيق وهو يمسح على وجهه
بينما دخلت حياة حتى وقفت منى بسرعة وهي تمسح دموعها وتركض بإتجاه حياة وهي تضربها بقوة وتبكي : ناوين على موتي أنتم ؟ ليه تختفون بهالطريقة اللي تخليني أنهار وأبكي .. ليه اللي تروح منكم ما تحسب حساب اللي بتنهار وراها
سكتت بصدمة وهي تناظر لوجه حياة اللي منتفخ من البكاء .. وحالتها المبهذلة
عقدت حواجبها بخوف وهي تمسك أطراف وجهها بيدينها : حياة .. وش صاير ؟ من بكاك من أوجعك ؟ أهل الشيخ سوو لك شيء ، أحد قالك شيء يوجعك
ناظرتها بتعب وهي تهز رأسها بلا وقالت بهدوء : الجادل بخير .. وهي اللي تزوجت عبدالعزيز أمس لاهي تدري ولا هو يدري ، الموضوع كان حظ وصدفة ، وتقول إنها بأفضل حال ولا تخافين عليها
فكت يدين منى المصدومة من كلامها ومشت وهي تناظر لأم سعد اللي جالسه على ماكينة الخياطة
وتناظرها بعتاب كونها تأخرت عن الرجوع وخلتهم يقلقون بهالطريقة وقالت بضحكة ساخِرة : قلتي ماراح تنتهين من هالفستان إلا وزواجي على الأبواب ولكن أبشرك ياخالة .. قبل ما تنتهي منه راح أتزوج
عقدت حواجبها أم سعد ، ومنى توالت عليها الصدمات من كل جهة أقتربت من حياة وهي تقول : فهميني بطريقة صحيحة ياحياة .. لاترمين القنابل بهالعشوائية
زفرت بضيق وهي تناظر بتعب لمنى وقالت : حاتم وولد العم لقو مكاني يا منى
شهقت وهي تناظرها بخوف و قالت : سوو لك شيء ، تعرضو لك ؟
ما ردت عليها وأردفت وهي تقول : والموسيقي اللي طلبته يتحمل المسؤولية.. تحملها وبكرة بينعقد زواجي منه بشهادة حاتم .. كيف صار هالموضوع ؟ وكيف وصلنا للنتيجة ذي لا تسأليني أنا أنهكت لدرجة ماعاد يهمني شيء .. ولاعاد برفض من الوجع شيء .. قولي للدنيا تجيب كل الوجع لقلب حياة تراها راضِية
مشت وهي تترنح بتعب ودخلت الغرفة وهي ترمي نفسها على السرير وتتغطى بتعب
بينما منى باقي مكانها مصدومة ومصعوقة .. وتناظر لأم سعد .. صدمة زواج الجادل من عبدالعزيز .. صدمة وجود أهل حياة بالخسوف .. صدمة زواج الموسيقي بحياة !
ناظرت لأم سعد وهي تبلع ريقها بصعوبة ويدينها تِرتجف من توالي الصدمات
بينما أم سعد منذهلة من كلامها .. والأهم إنها صارت تحط الأجزاء المفقودة بمكانها وأتضحت لها الصورة .. من زواج الجادِل
-
-
{ الجـادل }
كانت بوسط الحدِيقة ، تنقل نظراتها لشتلات الورد بأريحية ، ناسِيه تماماً كل اللي يحيط فيها من سوء
أو من أفكار سوداوية .. كل اللي ببالها إنها بعد الهم والحزن ، وبعدما كانت تِظن نفسها أنتهت وشيّعو جنازتها ، رجعت تُخلق من جديد .. على هيئة حمامة سلام ، حطّت رِكابها على كتف عزيز قوم ، ولا نية لها بالإبتعاد أبداً
ألتفتت بإستغراب وهي تسمع إسمها وعقدت حواجبها وهي تشوف إمراءة واقفة قدامها ومبتسمة : الجادل
ناظرتها للحظات ثم قالت المزن بإبتسامة : أنا المـزن أم عزيز
نظرات الإستغراب ، لنظرات فرح وسعادة
كونها وأخيراً تعرفت على الشخص المُحبب لقلب عزيز ، وللشخص المُهيب اللي عاصرت قصتها خيال الجادِل لسنين عديدة ، ولكن اللي أثار إستغرابها معرفة المزن لها ولإسمها رغم إنه أول موقف لهم سوى ، مدت المِزن البِساط الأحمر بين الورد وتركت دلات القهوة وصحن الحلى وجلست بهدوء وهي تناظر للجادل اللي فهمت عليها وجلست جنبها
أبتسمت المزن وقالت بحنيّة وهي تناظرها : قد يكون عليك إشكال من معرفتي لك بهالسرعة
ضحكت بخفوت وقالت : مير يابنتي أنتي شخصية عاشت معنا خمس سنين كاملة دون معرفة منك
ميّلت شفايفها بإستغراب والمزن أردفت وقالت : حضرتي بإبتسامة عزيز بكل مرة يسرح فيك ، حضرتي بضيقته المفاجاءة وبعصبيته المفرطة ، حضرتي بحنيته وبقسوته
أبتسمت : لقيناك لمعة فرح بعيونه ، ولقيناك طيف عِتاب يزوره ، خمس سنين وأنتي بيـننا وفينا ومننا ، ولا يخفى على عزيز ذلك
شتت نظراتها بإبتسامة ، وبنشوة فرحة تمكنت من كل أضلاعها ، كلام المزن خلاها تحِب الحياة أكثر بهاللحظة ، وخلاها تِحس بشعور غريب كسى كل خلاياها
بينما المزن أتسعت إبتسامتها ورفعت كفها وهي تحتضن كف الجادل اللي لفت لها بسرعة ووناظرتها قالت المزن بهدوء : أنتي الخلاص لعزيز ، كان مجرد التفكير فيك يخلي يومه حلو ، ويتعدل مزاجه وترضا نفسيته .. وهالشيء لو أعطيك باقي عمري عشانه ما وفيتك ، أنا موقنة إن ثواب تضحياتكم هو إجتماعكم دون علم منكم .. وهالشيء أشكر ربي عليه مليون مرة ، أنتي من لما صِرتي تبانين بعيون عزيز وأنتي صايرة بنتي .. وضلع من ضلوعي ولا يخفيك إني من الصباح وأنا طايرة من الفرح
كونك صرتي بقربه وجنبنا ، وهالشيء ألف الحمد لله عليه
رجف قلب الجادل من كلامها ، حتى حست إن خلاياها تنتفض ، ويدها ترتعش من هول المشاعر كونها شخص ما تعود على هالحنيّة أبداً ، خصوصاً لو كان شخص أول مرة تلتقيه .. ولكن ليه حست إنها تعرف من نعومة أظافرها ؟
بدأت تتقهوى معها وتخلل جلستهم ضحكات عفوية وسوالف ممتعة ، ونفس رضِية
ألتفتو كلهم على حضور عزيز ، اللي كانت تعلو تقاسيم وجهه إبتسامة مُهيبة ، وعيونه تلمع فرح قال بإبتسامة : ميّر إن عطاء ربي ماهوب محدود من اللي كان يظن إني بشوفكم بنفس المكان سوى ؟ من اللي كان متوقع إن نصفين قلبي بيجتمعون في يوم من الأيام
رمشت بإبتسامة الجادل ، والمزن وقفت وهي تضحك من كلامه ، ربتت على كتفه وقالت : قلتها وأنا أمك .. لطف ربي كبير وما ينقطع الرجاء منه ، عدّاك اللوم على هاليوم اللي مضى كذا
عقد حواجبه بضيق وقال : وين رايحة ؟ توني جيت ومستانس فيش!
أبتسمت للحظات وقالت : مير إن راجح ينتظرني وأنا أمك
ضحك بخفوت وقال : ما على هالموضوع كلام أجل
ناظرته بإبتسامة ومشت من عنده ، وهو ناظر للجادل اللي رافعه عيونها له وتناظره بهدوء ، أبتسم وهو يمد يده لها ، وكأنه يمد عُمره براحة يدينه أبتسمت وهي تمسك كفه ووقفت وهو سحبها الين لصقت بضلوعه ، أرتجفت وحاولت تبتعد بسرعة من خجلها ، ومن صدمتها من هالموقف : عزيز وخر "ابتعد" عني ، اهلك...
أبتسم وشد عليها وهو يقاطعها :ولا يهمني أي بني آدم بمقدار ذرة ، آه لو طيعني " أقدر " أبقى هنا لسنين لأيام لقرون بدون ما يقطع علي شيء ، كان دفعت عمري تكلُفة
أبتسم أكثر وهو يحس بأنها فعلاً غاصت بثوبها من حياءها ، وأبعدها عنه وهو يضحك : إركدي ، ترى المكان خالي الا مني ومنش
بلعت ريقها وهي تشتت نظراتها للمكان ، وخدها متورد من كُثر الخجل ، أبتسم لين فاضت مشاعره ، وبكل مرة يظن إن الموضوع كذب أو حلم
ولكنه يداري خاطره بوجهها ، وهذا الشيء اللي مهون علِيه
أقترب وهو يثبت كفها بباطن كفه ، ومشى معها وهو يقول ؛ شاوريني .. كيف الوضع بين الأمس والليلة
تنهدت وهي تِشد على يده وتقول : لا تجيب طاري الأمس أنا في رِجاك .. الأمس مُر لدرجة الهلاك ياعزِيز ، بينما الليلة أتقلب بين فرح وسرور بفضل ربي
أتسعت إبتسامته برضا من كلامها .. كونها لقت الفرح فعلاً ، وفتح باب الغرفة وهو يدخل وهي معه
فسخ بشته بعشوائِية وهو يتركه على أطراف السرير ، ورجع يترك غترته وعقاله على الدرج .. ثم ألتفت لها وناظرها بإبتسامة وهي شتت نظراتها للمكان بحياء ثم ناظرته بهدوء
_
-
{ سنـد }
سحب أطراف شعره وهو يحاول يخفف الصداع اللي أجتاحه من المعركة الدامِية مع أهله ، وقال وهو يحاول ما يفقد أعصابه ، كونه له ساعة يحاول يفهمهم مقصده ولكن هيهات : أنا طالبكم يا هلي ، إن تقطعون الموضوع من آخره .. تراني قررت وأنتهى الموضوع ولاعاد به رجعة ، أنا عطيت كلمة ويستحيل أتراجع عنها
قال أبوه : والله إنك تهبى يا سند ، تبى تفضحني ، تبى تتزوج المذيعة اللي ظهرت بكل بيت واللي وجهها معروف عند العرب كلهم
تنهد وهو يمسح وجهه وقال : وين الفضيحة بالموضوع ؟ وجهها لابان لا هو عيب ولاهو حرام
مسكت أمه رأسها بين يدينها وقالت : هذا اللي بيجلطني على هالفجر ، كيف ماهوب عيب سند يا ولدي أنت منت بناقص لأجل نزوجك بذي الطريقة ، من الباب للطاقة ولا أنت بمقطوع من شجرة لأجل تجي تخبرنا في إن زواجك الليلة بيصير مستحيل أرضى بالنقص يطولك ، لامن المراءة اللي تبيها ولا من طريقتك بالزواج !
زفر بضيق وقال : دخيلكم ، دخيلكم وطالبكم العِتق ، أنا رجال تعبت وحتى المناقشة ماعاد لي حيل عليها ، أنا عطيت الرجال وهله كلمة ، والبنت الليلة بتصير زوجة بن فياض ، وأنا رجال متنازل عن حقي في الزواج والسعب وعن حقي في كل شيء أنا راضي بها بثيابها يمه
عقدت حواجبها وقالت : والبنت راضية بهالنقص ؟ راضية تجيك بهالشكل ، وش هي مسويه لأجل ما تكتمل فرحتها هالليلة
قاطعها وقال وهو يناظر لأبوه بضيق : يشهد الله مابها ضرر ولا نقص بمقدار ذرة بالبنت ، وإنها كاملة ولا كامل سوى وجه ربي ، وهي رضت بالزواج ذا عشان أخوها لا يروح دون ما يحضر العقد أنا قاطع الموضوع ، ولاعاد فيه كلام .. الليلة زواجي منها يا أبو سند .. تكفى مافيني حِيل للنقاش أكثر
أمه ناظرته للحظات وهي تتأمله بضيق ، بعد الفترة اللي ذبل فيها ، وتعب وسهر وبان كل الضيم فيه .. والفترة اللي كل ماجابو طاري الزًواج نفاها بكل عصبية ، والحين هو جاي يقول بعظمة لسانه إنه يبي يكمل نصف دينه .. أنعصر قلبها كونه بيتزوج بهالشكل ، ومن بنت ماهي من قبيلتهم .. وكأنه ناقص لأجل ما يكمل فرحته معها على أنحاء الديرة
تنهدت وهي تبلع ريقها وقالت بضيق : شرطي إنها تغطي وجهها .. ولاحد يشوفها من الرجال غيرك
رفع يدينه بعدم مبالاة : قرارها وإختيارها ، بعطيها خبر وإن رضت خير وبركة ، وإن رفضت فهي رغبتها
أبو سند كان بيتكلم ، بس قاطعه سند وهو يقول : هاه يا ابو سند .. راضِي ؟ ترى وراي مشوار لبيت الشيخ لأجل أخذه معي
تنهد وقال : خليت لنا كلام للرفض ؟ منت جاي بهالصبح لأجل تعطينا خبر بس
أبتسم وهز رأسه وقال : أجل رايح للشيخ عبدالعزيز .. وراجح لأجل نعقد النكاح
هز رأسه بطيب وهو مجبر ، كونه يدري لو مارضى بالطيّب راح يكمل سند هالخطوة بدونه
طلع سند من البيت ، وعلى طول توجه لبيت راجح ، ومن دق باب البيت حتى ظهر له هادي اللي قال : هلا بخويّ الشيخ .. وش بخاطرك على هالصبح
أبتسم بضحكة وعرف فعلاً إنه متهور بوقته ، وقال : الله يسلمك يابو سحابة .. أبغا الشيخ بموضوع ضروري هاللحظة بالضبط ..
هادي حك جبهته وقال : على خشمي ياسند
دخل ونادى سحابة ، وطلب منها تعطيهم خبر
وفعلاً دخلت الصالة ، ولا لقت الا بشرى أبتسمت وقالت : بشرى ، سند بن فياض يبي الشيخ راجح ضروري ، عطيه خبر
ومشت على طول ، بينما بشرى أنجلطت وهي تناظرها بصدمة : لا والله فعلا .. اليوم موتي على يد هالعز ، أنا وش ذنبي أبتلش في سند ؟
تأففت وهي توقف ومشت بخطوات خايفة ، وهي توقف قدام الباب ، أخذت نفس وهي تهدي نفسها : أستودعت الله نفسي ورأسي وجسدي ، يارب تحفظني ياكريم
رفعت يدها وهي تدق الباب بخفة : عز ..سند بن فياض ينتظرك عند الباب
قالت هالكلام وركضت على طول وأختفت من المكان ، بينما عبدالعزيز كان جالس على الكرسي ومتكي بيدينه على ركبه ، وعيونه على اللي نايمة على السرير بعفوية .. من صلى الشروق حتى هاللحظة وهو بنفس المكان وبنفس اللحظة ، ينقل نظراته عليها ويبتسم بكل مرة مهيبة ، قدرت تأخذه حتى من نفسه ، ماكان قادر يبعد حتى طرف عينه عنها !
تأفف وهو يميّل شفايفه بعصبية لما سمع صوت بشرى ، ولكنه وقف وناظر لها نظرة سريعة ، ومن شافها باقيه على حالها ونايمة ، طلع من الغرفة .. وعلى طول توجه لمجلس البيت ، ومن دخل حتى وقف سند وقال : صباح الخير .. اعذرني جيت بوقت ماهو بوقتي ولكن ..
قاطعه : اقول لا يكثر وعن هالحكى ، علمني وش بخاطرك
سند تنهد وقال : اللـيلة زواجي يا عز .
رفع حواجبه عبد العزيز بإستنكار وقال بضحكة : غرت مني يعني ؟ وتبي تضحك علي بالله توكل يابن فياض .. وش هالمزح على هالصبح !
تنهد سند وقال : والله ماني أمزح ، الليلة بعقد النكاح
آرخى حاجبه من لمح الجدية بتصرفاته وقال : وش صاير ياسند ، أقلقتني وأنا أخوك .. وش هالقرار اللي صار بين ليلة وضحاها
هز رأسه بمعنى لا تسأل وقال : موضوع ماهو بهيّن أبد ياعز .. ولكن ماهو بوقت إني أحكيه أنا محتاج وقفتك معي ..
ضرب طرف صدره وقال : إحتزم أنا معك في رخاء والا في شدة ، وإن كان الموضوع ما يحتاج سؤال هالليلة ماهي بمشكلة .. نترك الفضول لين نحل الموضوع ولكن من هي بنته ؟
رفع كتوفه وهو يتجه للباب : المذيعة .. صديقة بنت عناد
ناظره بإستنكار وقال : الموضوع صار فيه إنّ يا سند
ضحك بخفوت : عطيتك خبر الحين عشان أكمل باقيّ مهاميّ .. أنت الأولوية على الضحى راح يجي أخوها .. خلك معي بذاك الوقت
سكت شوي ثم قال : ولو مافيها كلافة ، البنت تحتاج أحد يوقف معها في ذا اليوم .. ماهيب مشكلة تبقى بنت عناد معها ؟
هز رأسه بإيجاب وقال : أكيد ، مايبي لها إثنين يحكون فيها ، دامه الضحى بوصلها لبيت سعد وأجيك
هز رأسه بطيب وطلع من البيت ، بينما عبد العزيز غرق بتفكيره عن سبب هالموضوع المربك !
دخل للبيت ، ووزع نظراته للصالة اللي أنتشرو بها أهله ، من زوجات أبوه لين جدته
قال بهدوء : صباح الخير يا جدة
حكمة رغم إنها متضايقة منه ، ومعصبة من زوجته وودها تذبحها ، خصوصاً إنه بعد ما عرفو إنها حفيدة مساعد ، تحججو للناس اللي جاءو ثاني يوم عشانها ، رغم ذا كله ماقدرت ماترد عليه : صبحت بالنور يا شيخ
مشى عنهم ونعمة كشرت : ماعاد به إحترام حنا زوجات أبوه بمقام أمه ولا فكر يرمي السلام علينا ؟
بشرى ضحكت وهي تطلع من ورى الكنبة وتجلس وقالت : قوية ياعمة ، بمقام المزن مرة وحدة
ناظرتها بطرف عينها وبشرى رمشت ببراءة وهي تجهز شنطتها عشان تتجه للمدرسة
بينما عبد العزيز دخل الغرفة ، ولقاها واقفة قدام الشباك .. تنتظره
أبتسم وهو يمشي وهي أول ما سمعت خطواته ألتفتت على طول .. وتنهدت براحة وهي تشوفه : ليه صحيت ومنت بجنبي ؟
أتسعت إبتسامته من كلامها ورفع كتوفه : ما يأخذني منش الا موضوع كايد .. تدرين
ناظرته للحظات ثم ميّلت شفايفها بدون ما ترد وهو أبتسم ورفع كفه وهو يلعب بشعرها : مير ما تدرين وش الموضوع اللي صاير !
عقدت حواجبها وقالت : وش صار ؟
قال وهو يتأملها : سند بن فياض .. خوييّ ولا يجهلك من هو .. اليوم زواجه على بنتكم المذيعة
آرتخى حاجبها بصدمة وناظرته بعدم إستيعاب وهو أبتسم بضحكة على ملامحها : وش صار .. وكيف ومتى .. وعلى أي أساس أجتمعو معلومات أجهلها ولكن اللي أعرفه إنها محتاجتش معها اليوم
رمشت بضيق وعدم إستيعاب للموضوع اللي ما تدري وش أساسه ووش صار ، لأجل ينقلب الحال بيوم وليلة
قال وهو يمرر يده على خدها : لا تتضايقين ولا تزعل لش عِين .. بدلي ملابسش ثم إلبسي عباتش ويالله .. روحي لها وإفهمي وش صار بدون هالضيقة
ناظرته بإمتنان وهو أبتسم ، وناظرها وهي تتجه لشطنتها وهو جلس على الكرسي وهو يوجه نظرات للشباك .. مية فكرة تجيبه وتوديه وهو ينتظرها تخلص
ومن أنتهت حتى طلعو من البيت وأتجهو لبيت أم سعد ..
فتحت الباب ونزلت من السيارة وأخذت نفس وبدأت تزفره بهدوء ، تغيرت حياتها رأس على عقب في ظل يومين بس .. كل شيء أنقلب عليها ولو إنها تبصم إنه تغير للأحسن وللأجمل ، ولكن هالشيء غير عند صديقاتها اللي تركتهم وراها
نزل من السيارة .. ومشى بإتجاهها ووقف قدامها وهو يبتسم ، قال بهدوء وهو يناظر للدرب اللي حفظه من كثر مابقى ينتظرها فيه : يالله يابنت عناد ، ألتقينا ولكن .. الظروف ماهيب مخليتنا بنفس المكان لساعات طويلة ، لازم شيء يخرب علينا ! ولكن اليوم وضع خاص .. اليوم المفروض يكون سعيد لعكازي وليدي اليمين ولا ودي أحكي لش إني فوق الغيم حالياً .. كونه تخطى شيء محد بيقدر يتخطاه ، وأنتي يوم مميز لصديقة بقيتي معها لفترة طويلة ! متفهم سبب تنهيداتش وضيقش
متفهم إن عالمش أنقلب فوق وتحت .. وخايفة من ردة فعلهم ، ولكن خلي عندش يقين إن كانو يحبونش صدق .. الفرحة راح تغلب كل العتب ، لا يضيق لش خاطر دخيل الدمع يابنت عناد
أبتسمت وهي تناظره للحظات ثم قالت : الحمد لله .. الحمد لله عليك اليوم وبكرة ولين يوم الدين ياعزيز
ضحك بخفوت وهو يهز رأسه وهي دقت الباب ومن أنفتح ودخلت حتى ركب السيارة وتوجه لبيت سند
ومن دخلت وشافت منى قدامها حتى غرقت عيونها دموعها وهي تشوفها تناظرها بعتب وضيق
بعدت نقابها وميّلت شفايفها وهي تناظر لمنى اللي دموعها على خدها قالت وهي تبكي بخفوت : آه يارب .. الحمد لله إنك بخير يالجادل ، تعبتيني ورب العباد
أبتسمت وهي تمسح دموعها وتقرب لها وتضمها ومنى زفرت بضيق وهي تشد عليها : أنهلكت وأنا أحاول أفهمكم ، أنتي أختفيتي ورجعتي زوجة لعز في ظل ظروف ما نعرف عنها شيء ، وحياة رجعت تقول اليوم زواجها ومن أمس مو راضية تتكلم .. تكفون يا خواتي تعبكم من تعبي
أبتعدت عنها وأبتسمت وقالت : أما أنا فبخير .. ولطف ربي حافني حوف من كل الجهات ، وبحكي لكم وش صار بعد ما نعرف سالفة حياة
منى ناظرتها للحظات ثم تنهدت وهي تهز رأسها بطيب
دخلت الجادل البيت .. ومن دخلت حتى وقفت أم سعد وهي تناظرها بهدوء
والجادل تنهدت ووقفت مكانها وأبتسمت من بين ضيقها وقالت : ماهوب بيدي يشهد الله ياخالة غصب عنه وغصب عني .. ليلة زواجي كانت ليلة عذابي وأنتم ما تدرون وش صار معي
ناظرتها للحظات ثم أبتسمت وقالت : زوجة الشيخ ، ما يليق عليها الضِيق يابنتي .. إفرحي ووزعي فرحش ، أنا قريت الرضا بعيونش وهذا يكفيني .. أنمحى العتب يشهد الله
تقدمت لها الجادل وهي تبتسم براحة وقربت وهي تضمها ، وبعد ما أبتعدت قالت أم سعد بضيق من حالهم : ضايق صدري على حالكم ، وحدة تبكي بيوم عِرسها ، ووحدة عاشت الضيم قبله ، عليكم حظ يكسر الظهر والله
تنهدت الجادل ومنى شتت نظراتها بضيق ، بينما قالت الجادل بإبتسامة : ولكن هالمرة نقدر نغير جوهها
منى : وشلون ؟ من أمس مو راضية تفهمنا شيء ، سوى إن أهلها عرفو مكانها
عقدت حواجبها بصدمة وقالت : وشلون عرفو
رفعت كتوفها بعدم معرفة والجادل قالت : مهيب مشكلة نفهم الموضوع منها ، ولكني متطمنة الشخص اللي بتتزوجه حياة .. من قبل خمس سنين وأنا أعرفه
أم سعد بإستغراب : من هو ذا
أبتسمت الجادل وقالت : سند بن فياض .. خويّ عزيز ياخالة
تهلل وجه أم سعد من سمعت إسمه وزارت الفرحة كل وجهها : الله يبشرش ، والله العظيم ماعاد للضيم مكان دامه بن فياض ، الحمد لله الحمد لله العوض كبير .. ولا بعد هالوجع الا شيء يجبر الخاطر
روحو لها .. غيرو جوهها .. وأنا بجهز فستانها وأجيبه
ونفرح لها فرحة مااصارت ولا أستوت ، يعز عليّ إنه بهالسرعة ، ولكن نحاول نرضيها
أبتسمت الجادل من فرحتها وسحبت كف منى وهي تقول : خلاص إفرديها يامنى ، لازم ننبسط عشان نغير جوها
ناظرتها للحظات ثم أبتسمت وهي تحاول ما تبين ضيقتها
دخلو الغرفة على حياة !ولقوها منسدحة على السرير بعشوائية وتناظر للسقف بلامبالاة
جلست الجادل جنبها وأبتسمت وهي تمسك يدها وترفعها غصب عن السرير : اليوم زواجك .. يستحيل تخلين أهلك ينكدون عليك !
ناظرتها بلامبالاة والجادل قالت بهدوء وهي تربت على كتفها : أول شيء إحكي لنا وش صار بالضبط ، بعدها لنا كلام ثاني
تنهدت حياة وهي تمسح على وجهها وفعلا بدأت تحكي لهم وش صار ، كونها تعبت من الكتم طول الليل
وسط دهشة الجادل وصدمة منى ، ولكن ماغاب عنهم موقف سند .. اللي من سمعو ردة فعله ، حتى إطمأنو كل الطمأنينة عليها .. وعلى باقي حياتها
قالت الجادل : دعواتي عليهم هالكلاب الله ياخذهم ، والله لولا هالسند كان قلت لعزيز يمحيهم
ضحكت حياة من كلامها ومنى أبتسمت : وأخيراً ضحكتي !
أنت تقرأ
من قريت الشعر و انتي اعذبه
Romanceمن قريت الشعر وأنتي أعذبه من كتبت الشعر وأنتي مستحيلة 🍃🌺🍃 .. للكاتبة : فاطمة صالح تجميع : storykaligi