أبتسمت بوجع الجادل وهي تشد على طرف الشيلة بكل قوتها وهي تناظر لنسيم وبعيونها لمعة .. لدرجة إن نسيم فزت من مكانها بخوف وجلست قدامها : تحسين بوجع ؟
هزت رأسها بإيجاب وهي تغمض عيونها بكل قوة .. وهنا عرفت نسيم إن الوقت حان .. وفي أسوء توقِيت ..!
ولا ألتفتو كلهم إلا على شهقة بشرى اللي كانت تتهاوش مع ضحى كالعادة ولكنها من سمعت كلمة نسيم قال : الجـادل بتولد بقمة جبل !
لحظات قلِيلة .. كانت قادرة بنفض كُل من بالمجلس ..
ولأن جلسة الرجال كانت بعيدة عنهم ماقدرو يسمعون إنتفاضتهم !
حكمة اللي وقفت وهي تتكأ على عصاتها : قلت لكم .. قلت لكم يابني كهنة (يادلوعات) هالجبال كبيرة عليكم مهيّب هينة .. ظهوركم بالبلاء ما تحملون .. وإلا غصب أنتو الصح .. ذلحين علموني من اللي بيولدها ؟
قالت سحابة بخوف : وش نولدها ياجدة ؟ خلينا نناديهم نلحق نوديها المستشفى !
رحمة هزت رأسها بالنفي وهي تناظر للجادل : ماراح نلحق .. من وجهها واضح ولادتها قريبة .. وإن راحت بتولد وهي تنزل من طريق السودة وفي السيارة .. تولد هنا أبرك لها
إشتدت صرخات الجادل لدرجة إنها صارت تبكي بلا وعي من شدة الوجع وحياة ومنى شادين على يدها ويبكون معها بخوف
بينما المزن متوترة .. قالت نسيم : ليه واقفين بمكاننا ؟ تحركو إدعو عبدالعزيز يأخذها
حكمة قالت وهي تتقدم للجادل : إن درو الرجال ماراح يزيدون إلا الطين بله .. جيتها هنا من أساسها غلط وقدني دارية إنه بيصير فيها كذا مير إلا تسوون اللي في رؤوسكم.. وإن رجعت وهي في ذي الحالة وعلى ذا الطريق عز الله ضاع الخليفة
المزن اللي كانت تبكي مع الجادل قالت : أجل وش نسوي ياعمة ؟ الوضع كايد
حكمة اللي ولأول مرة تنطق كلمة "يابنتي " للمزن واللي بسببها ذُهلت رغم صدمتها : إسمعي يا بنتي .. الوضع مهب سهل .. ولكن ماهيب أول مرة أحضر ولادة مرة ..
ألتفتت لأم سعد وقالت : و صفيّة مهيب أول مرة تولد مرة!
إنفجعت صفية واللي كانت أكثر شخص متوتر كون الجادل بمنزلة بنتها .. وصرخاتها كانت تربكها .. لا تختلف مع حكمة بكلامها وفعلاً ولادة صُهيب وأخوه الصغير كانت على يدينها بسبب عدم مقدرة أمهم على التحمل إكثر .. ولكن ولادة ولد الشيخ .. وبقمة جبل وفجأة بدون ترتيب ؟
كان شيء غير تماماً عن اللي تعودت عليه
إشتد وجع الجادل وبدأت تستنجد والأنظار موجهه لـ أم سعد .. كانت خايفة ومتوترة ولاهي بس .. الجو كان مشحون بالقلق والإرتباك والصراخ اللي غاب عن حِس الرجال بسبب عود سند اللي صوته عالي ولكن لأنها كانت تبي ينتهي وجع الجادل .. رفعت أكمامها وهي تِشمرها .. ومشت بإتجاه الجادل وهي تِسحب المركى .. بعدته عنها وطلبت منها يحطون شيء تحت رأسها .. فسخت وصايف الفروة من على كتوفها وحطت تحت رأس الجادل .. وبعدها طلبت منهم يحطُون شيء تعض عليه عشان ما تتوجع أسنانها وفعلاً فسخت رحمة شيِلتها وتركتها بفم الجادل اللي أنكتم صوتها
ماكانت بحاجة لأدوات كثير ولا كانت بحاجة للشيء الكبير ..
بوسط الفوضى الكبيرة والصراخ وجو التوتر .. وحكمة اللي كانت تهاوش وبشرى اللي تبكي مع حياة ومنى ووصايف اللي واقفة مع رحمة جنب جنبهم بعيدين أتم البعد عن صفية اللي جلست قدام الجادل
والمزن اللي كانت واقفة على رأسها وتهديّها وتمسح جبهتها من العرق .. أما نسيم كانت واقفة على جنب مع ضحى وورد وتدعي من كل قلبها يعديّ الموقف على خير !
لحظات معدودة .. أطلقت فيها الجادل صرخة مكتومة من شدة وجعها ظنّت إن روحها بتخرج من جسدها .. وبسبب هالصرخة إندفع الجنين بشكل كُلي .. وأنسمع صوت بكاءه بأنحاء المكان وسط صدمة وذُهول كل من بالمكان وأولهم أم سعد اللي تجمدت مكانها وبقت مذهولة والهيّثم بيدينها
ولا وعت إلا بسبب أصواتهم العالية اللي رجعتها للرشاد .. كانت تناظر بقمطة وكأنها أول مرة تتبرع وتوّلد أحد .. ولكنها فعلاً أول مرة تشهد خروج طفل بكل خِفة .. كانت غافلة تماماً عن تسعة أشهر قضتها الجادل تتقلب ما بين دعاء وآية وما بين قِيام وذكر بإن الله ييسر ولادتها ويجعلها برد وسلام عليها .. ومثل ماكلنا ندري ما تواجد الدعاء بشيء إلا وتيّسر .. أستعادت وعيها الكُلي وبدأت تتذكر خطُوات الولادة بعد خروج الطفل .. بدأت تصرخ عليهم يوفرون لها الأشياء اللي تحتاجها ويدبرونها من تحت الأرض من مقص عشان تقُص المشيمة .. لخيط لأجل تربط السر .. لمنشفة نظيفة لأجل يبقى الهيثم فيها .. ولسبب يجهلونه كان كل شيء متوفر داخل حدود هالمخيم !
وبينما بدأ الكل يستعيد توزانه .. ويرجعون لوضعهم الطبيعي بعد هالموقف اللي أهلكهم وأستنزفهم كل طاقتهم إبتداءً من الجادل اللي من حطو الهيثّم بحضنها حتى بكت وهي تقبّل رأسه .. ومثل ماقالت نسيم " هان كل التعب "
أنت تقرأ
من قريت الشعر و انتي اعذبه
Romanceمن قريت الشعر وأنتي أعذبه من كتبت الشعر وأنتي مستحيلة 🍃🌺🍃 .. للكاتبة : فاطمة صالح تجميع : storykaligi