ملاكي || My Angel

ذلك الشعور___10

الساعة كانت الثانية والنصف بعد منتصف الليل ولايوجد موضع قدم في السماء خال من السحب أصوات الرياح كانت تحتك وبقوة داخلتا من النافذة الصغيرة من ذلك القبو المتهالك...

الشهقات العالية وصوت الرياح وهي تضرب بشجر في الباحة الخلفية ، فقط ما سمع هناك ..

الظلام الداكن اكتسح الحجرة الخانقة بينما كل ما انارها هو اضاءة المصباح الشبحية بإحدى زواياها
تماما قرب السرير ...الذي كان يبعد عن أصوات الشهقات بمترين

"إيري ..ملاكي .. أنا بخير صغيرتي لذا ارجوكي لاتبكي بعد الآن ، سماع بكاءك يألمني"

الصوت الضعيف والهادء قد خرج من شفاه شخص ما
كان مكتوما مما اوحى إلى كونه خارج الحجرة ...لقد كان موجودا في غرفة التجارب بلا اي قدرة على الحركة ..منذ برهة وحسب استطاع التحدث ...

تفاجأة إيري لدى سماع صوته ونهضت من موضعها واقفتا امام الباب المعدني..منذ ان عادت ضلت جالستا هناك لم تتحرك قيد انش ..كانت تعلم انه بتلك الغرفة ..الغرفة التي لايسمح لها بدخولها...

كما لو انها لم تصدق ادلت محاولتا تأكيد وجوده انه معها ..مايزال بجوارها ..لم يذهب.. "ماما..!!".
نبرتها المهزوزة وصوتها المبحوح قد دل على بكاءها الشديد ليس وكانه لايعرف ذلك لقد كان يستمع لها منذ ان عادت ..

اغمض أعينه بألم وانزلقت القطرات المالحة منهما بينما تحدث محاولا جعل صوته طبيعيا
"نعم ملاكي.."

اضاف بخوف بينما ملامحه القلقة كانت ممزوجة بإضطرابه "لم يفعل شيءا لكي صحيح"

كان يعلم انه لن يتجرء ويكسر العقد بينهم ..الإتفاقية التي ادرجت أن تشيساكي يستطيع ان يستفيد
بأي شكل كان من إيزوكو شرط ألا يمس إيري بشيء
لقد خضع له طيلة السنوات الثمان. فقط كي لا يؤذيها ...

بينما تمسح دموعها قالت وهي تحرك راسها نافيتا "امم لم يفعل شيء"

تنهد إيزوكو براحة من ثم فرق شفتيه رغبتا بالحديث
إلا ان إيري قد سبقته بسؤال بملامحها القلقة وصوتها المظطرب "ماما ..هل انت بخير"

ورغم انه بغرفة أخرى إلا ان تعابير إيري القلقة ووجهها الحزين قد مرت كلمحة صغيرة في مخيلته
إعتصر يديه على ملابسه وعض شفته السفلى

رغم انها تعلم مايحدث بهذه الغرفة بذات !! لكنها لم تساله مباشرتا ..لم تكلمه ولم ترد فتح جروحه
الوجه المتعب الذي يحضر به بعد خروجه من هناك
كلا بعد إستيقاظه بجانبها ...وكونه لا يعود إلا عندما تغفو ..

لم يكن يستطيع ان يجعلها ترى ..ترى كل تلك الدماء ..الجروح التي لم تشفى بعد..وملامحه الخاوية ..

لم يكن ينام بقربها حتى يغتسل رغم برودة الجو وعدم وجود أي مياه دافءة ..آلامه تختفي دوما حينما يرى إشراقته الصباحية ودفء ايتسامتها..