بدى جاكسون مرئي بالنسبة لذياد الذي يصيح بإسمه منذ ثلاث دقائق، فقط يصيح بـ" أنا ذياد"!
جز فوق أسنانه وقد شعر بألمٍ في رأسه أثر صراخه ذاك ليصيح وهو يقف أمامه : بس! بس بقىٰ!! أنا عرفت إن أنت ذياد، الناس دي عرفت إن أنت ذياد، الدول المجاورة عرفت، كفاية بقىٰ!!
قال ما قاله بلكنة عامية، فلو تحدث الفصحى لن يقولوا عنه سِوى مجنون، رمقه ذياد بنظرة شملته من رأسه حتى اخمص قدميه ثم قال وهو يربت فوق صدره : مين الحلو.
نظر جاكسون ليده فوق صدره ليزيلها، ثم عقد زراعيه أمام صدره : جاكسون، وناديني چاكس إن أردت.
بالأعلى كانت الشُرف مملوئة بسكان منازلها، فمن سيفوت مثل هذا العرض! وكانت هي تقف داخل إحدى الشرف منذ هبوط شقيقها وشجاره مع ذلك الأحمق سمير.
حتى تدخل هذا الغريب ليفض العِراك، قطبت هاجر جبينها وهي تحاول عصر رأسها في محاولة لتتذكر أين رأته من قبل!! ولكن لم تصل لجواب.
لم يكن يهمها كل هذا قدر ما همها أن يستمر ذياد شقيقها في ضرب ذلك المطروح أرضًا، فصاحت بغضب حينما علمت أن الغريب يحاول تهدئة أخيها : ذياد .. متسبوش يا ذياد .. دي تاني مرة يا ذياد.
اختنق صوتها في الأخيرة، فكيف لها أن تنسى ما فعله ذلك الوغد سمير بشقيقتها!! من إرسال مجموعة من النساء للإعتداء عليها بالضرب وبمنزلها!! كيف لها أن تنسى هيئة شقيقتها بعد أن ولجت المنزل لتراها طريحة الأرض لا حول لها ولا قوة!! كم ودت في تلك اللحظة بالهبوط وتلقينه درسًا لا يُمحى من ذاكرته.
بتلقائية ارتفعت بعض الروؤس لرؤية ذلك الصراخ القادم من الأعلى، ومن ضمنهم كان جاكسون الذي خمن بعقله أنه قد رأها كذلك من قبل.
