٢ | العائلة؟

640 99 31
                                    

الثاني.
١٤ ديسمبر | منتصف الأفكار.
ذروة القرف.

***

أسبوع كامل في المدرسة الجديدة لم يكن سهلاً كما كنتُ أظن عندما كنتُ أرسم خططي، كنتُ أختنق من المشاهد-المشاكل التي أراها و أعيشها يومياً.

الأشخاص هنا-فقط مريبين، في أسبوع واحد شهدتُ على أكثر من ثمانية مشاكل حدثتْ، ثلاثة منهم حدثوا داخل الصف خاصتي، و كانت الأسباب أغلبها تكون الفتى الأشقر جون.

ربما كان الشئ الوحيد الذي يُبقيني صامداً داخل المدرسة هو محاولة كلوي لتكوين صُحبة معي، لم تكُن تمضي وقتاً طويلاً مع صديقتها المقربة جوليا كما كانت تفعل معي، في يوم من منتصف الأسبوع الماضي رأيتُ شقيقها جاسبر، لوهلة فقط وقفتُ أمامهما و أرى كم هما توأم متشابه كالجحيم.

و لكن على كل حال، كلوي، شقيقها، و صديقتها كانوا لطيفين.

تنهدتُ أنوي النهوض و تحريك جسدي بعدما سئمتُ من مراقبة سقف غرفتي الأبيض، نهضتُ بالفعل من الفراش و أنا أشعر بعظامي المتصلبة، توجهتُ إلى دورة المياه.

نظرتُ إلى وجهي مثل كل يوم، إنها لا تفارقهُ، تُزين وجهي و عيناي هناك، دوائر تُثبِت أنني أُعاني من مشاكل في النوم و الأرق، و كانت هناك تلك البشرة شاحبة و ذابلة.

كنتُ أرتدي ملابس المدرسة أستعد للنزول إلى الأسفل و مواجهة عائلتي قبل مواجهة العالم في الخارج، مجدداً مثل كل يوم، تساءلتُ داخل نفسي عن سبب تحطيمي اليوم، و هيئتُ عقلي كالعادة أن كل هذا فقط مؤقت.

أخذتُ خطواتي على السلم للأسفل و لمحتهم يجلسون على طاولة الإفطار، كعادتنا يومياً و للأبد سنبقى كذلك، رأيتُ أمي تجلس و تتابع هاتفها بإهتمام و على وجهها علامات الإزدراء، رأيتُ بإهتمام كيف تضغط شفتيها بعدم رضا و كأنها تشاهد شيئاً لا يعجبها، كانت متأنقة.

أبي يجلس على رأس الطاولة و ينتظر مربية المنزل أن تضع الفطور هناك، في يدهُ كوب القهوة و اليد الأخرى تحمل هاتفهُ المحمول، و أخيراً أختي، أميرتهم الصغيرة التي تجلس وحدها و تراقب طبق البيض الذي لا تحبهُ بعدما أخبروها مثل كل صباح أنها سبب سعادتهم، و الآن هى وحيدة.

أختي لوسين، الكائن الوحيد في حياتي الذي أعيش لأجلهُ كل يوم، طفلة صغيرة ذكية تذهب إلى مدرستها كل يوم و تعود لتأدية فروضها مع مدبرتها ميلا و ليست أمي، تُحِب الحياة، و تُحِب النوم معي عندما تأتيها الكوابيس.

" إيدي! صباح الخير. " عندما وقعتْ عينيها اللامعة عليّ هتفت، و رغم أنني لم أشعر بالرغبة في ذلك و لكنني عجزتُ عن عدم الإبتسام في وجهها، نزلتُ بقيّة درجات السلم و رأيتُ كلا والداي يرفعان عيونهم عن هواتفهم يطالعونني لثوانٍ فقط و كأنهم يتأكدون أنني حي أُرزَق، لم يقول أي منهما صباح الخير لي.

Storm | عاصفة ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن