من الحلال سيبدأ كل شيء!!

٭*4*٭

بعد تمضية بعض الوقت رفقت جواهر عدت للبيت.. و بعدها مرت بقية الأيام مثل العادة استيقظ صباحاً أصلي و أقول أذكاري اليومية.. أسقي الأزهار.. ثم أتناول فطور الصباح برفقة أمي بينما أتحدث معها قليلاً.. بعدها أتوجه للجامعة وفي طريقي إذا ما رأيت عصفور يأكل أبتعد عنه حتى لا أفزعه و أقطع عنه رزقه -أعوذ باللّه من أن يجعلني الله قاطعة للأرزاق-..

و بالتأكيد أوزع الحلوى على الأطفال الصغار و أداعبهم قليلًا مثل عادتي.. أضل بعد الجامعة مع جواهر في منزلها بعض الوقت ثم أعود للبيت.. تصرفات و أمور بسيطة اعتدت عليها و أستمتع بها.. بالنسبة لي هي تفاصيل عادية باتت روتينية أحب القيام بها تمثل يومي..

لكن لم أتخيل أن ينتبه لهذه التفاصيل أي أحد أو حتى شخص ما!! مما جعل حياتي تتغير 180° درجة!!..

هذا اليوم بعد مداعبتي للصغار مثل المعتاد و أنا في طريقي للجامعة تعرضت لأمر لم أتوقع أن يحدث لي على الإطلاق فقد تعرضت للخطف!!..

لست مستوعبة الأحداث و لا أذكر التفاصيل فقد صار الأمر بسرعة البرق.. بينما أنا في الطريق شعرت فجأة بشخص ما يضع قماشة على فمي !! حاولت المقاومة ،دفعه و إبعاد يده عني لكنه أغمي عليّا بالفعل .. لأستيقظ و أجد نفسي في غرفة واسعة كثيرًا تعادل ربع أو نصف منزلي دون مبالغة!!

لكن وسع المكان لن يفي بالغرض إذا ما ضاقت الصدور، فضيقها كضيق القبور أو أشدّ وطأةً.. تختنق بها نفسك داخل سجن جسدك، فيبدو لك قلبك لوهلة و كآنه يطحن طحنًا.. فيمتلأ جوفك دمًا صدأ المذاق..

يا الله ساعدني ما الّذي يحدث معي؟ .. من خطفني و ما الّذي يريده مني ..لا وجود حتى لحقيبتي  لأخذ هاتفي لأتصل بالشرطة أو أي أحد يساعدني، بالتأكيد من أقدم على خطفي ليس غبي ليفوته ذلك.. سترك و عونك يا رب ..

قلبي سينفجر من الخوف في هذه الحالة ليس أمامي سواء الدعاء ...

*الدعاء عند نزول المصيبة*

*عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّم: «المُؤمِن الْقَوِيُّ خيرٌ وَ أَحبُّ إِلى اللَّهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خيْرٌ. احْرِصْ عَلَى مَا ينْفَعُكَ، و اسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَ لاَ تَعْجَزْ. و إنْ أصابَك شيءٌ فلاَ تقلْ: لَوْ أَنِّي فَعلْتُ كانَ كَذَا وَكذَا، وَ لَكِنْ قُلْ: قدَّرَ اللَّهُ، و مَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان». رواه مسلم.*

*عن أم سلمه رضي الله عنها قالت : سمعتُ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّم يقول : « مَا مِنْ عبدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ ، فيقولُ : إِنَّا للَّهِ وَ إِنَّا إِليهِ رَاجِعُونَ : اللَّهمَّ أجرني في مُصِيبَتي ، وَ اخْلُف لي خَيْراً مِنْهَا، إلَّا أَجَرَهُ اللَّهُ تعَالى في مُصِيبتِهِ وَ أَخْلَف له خَيْراً مِنْهَا . قالت : فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَة ، قلتُ كما أَمَرني رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّم فَأَخْلَفَ اللَّهُ لي خَيْراً منْهُ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ و سَلَّم . رواه مسلم .*