٭*7*٭

289 44 28
                                    

بعد خروجه من الغرفة.. زفرت بعض الهواء الحبيس و الذي بات يخنقني، بعدها ذكرت الله في سري حامدةً إياه مستغفرة، ثم أستلقيت على ظهري وضللت أنظر للصقف شاردة في اللاشيء، كان بِنِّيتي أن أرتاح مِثل ما أخبرني آدم لكني لم أقدر.. إذّ وجدتني بدلًا من أن أفرح قد توجست خيفة، لأسرح بأفكاري و هواجسي فجأة...

لست أصدق أنه سيعيدني هكذا بسهولة رغم اني أحاول استعاب الأمر و تصديقه.. وفي متهات أفكاري المتشابكة و التي يصل بعضها بعضًا كعقل أي امرأة على سطح الكوكب، وجدت تفكيري انصب فجأة على ساجد، إذا كان آدم قد خطفني من أجله فماذا سيحل به الآن ياترى؟

لا أريد أن أسيء الظن لكن من ساجد بالنسبة لآدم؟ هل هو إبنه أو مخطوف مثلي يا ترى؟

على هذه الخاطرة، وجدتني أنهض من إستلقائي فزعة متوترة، ماذا لو لم يكن ابنه وهو مخطوف بالفعل؟

و لو كان إبنه فأين أمه، إلا إذا كانت زوجته قد توفيت، لكن ماذا عن جدته و بقية عائلته؟
مريم الأن فقط فكرتي بهذا أين كان عقلك من يومان؟ أم تراه التوتر يعمي الأعين، أو لعله هواجسنا و ظنونُنَا هو ما يفعل؟..

أستغفر الله، أستغفرت ثم حاولت تشتيت أفكاري و أن أرمي بها عرض الحائط، حتى لا أفكر في أي شيء سلبي، فدومًا ما يبدأ الأمر بخاطرة عابرة، ثم نجد أنفسنا استحضّرناها من جديد، ثم تعمقنا و غصنا معها، لتصبح فجأة واقعًا ملموسًا ما أن تخرج تلك الفكرة من بين جنبات أفواهنا، إذّ يكفي النطق بها لتكون واقعًا ملموسًا، انه جزء بسيط من دائرة قانون الجذب كما يسميه البعض..

لكني أراه وبذات الوقت يندرج تحت مسمى الظن بالله..

فعن أَبي هُريرةَ، أنَّ رسُولَ اللَّه ﷺ قالَ: يقُولُ اللَّه تَعالى فِي حَديثِه القُدّسِي: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ، و إنْ ظَنِّ شَرًا فَلَهُ، فَليَظنّ بي ما شاء، وَأَنَا مَعهُ إِذَا ذَكَرَني، فَإن ذَكرَني في نَفْسهِ، ذَكَرْتُهُ في نَفسي، وإنْ ذَكَرَني في ملإٍ، ذكَرتُهُ في ملإٍ خَيْرٍ منْهُمْ..

و يذكر أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّ اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ علَى رَجُلٍ أَعْرَابِي يَعُودُهُ فِي مَرَضِه، فَقَالَ: لا بَأْسَ طَهُورٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ: كَلَّا، بَلْ حُمَّى تَفُورُ أَوْ تَثُورْ، علَى شيخٍ كَبِيرٍ، كَيْما تُزِيرَهُ القُبُورَ، قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَنَعَمْ إذًا.
ومات الرجل كما نطق وكما ظن بالله، ولو أحسن الظن وطلب الشفاء لكان خيرًا له، فحسن الظن بالله أمر شرعي فضلاً على أنه تفاؤل للعبد ولا شك أنه أفضل من التشاؤم في كل الأحوال مهما كان ابتلاءك وتعبك و ما تمر به..

كما أذكر أنني قد قرأت سابقًا، أن فنانًا مصريًا في لحظة عدم وعي، أو لعلها ساعة جهل رجم بها نفسه بالدعاء، فقد قال بزهو مازحًا كما يظن، بعد أن عرض عليه مقارنة بين الصحة والمال أيهما تختار، فقال مختارًا "يا رب مليون جنية وسرطان"، فلم يلبث طويلاً حتى جاءه السرطان بعد ما وصل للمليون..

من الحلال سيبدأ كل شيء!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن