٭*8*٭

305 46 83
                                    

الفصل الثامن:
٭*يوم الخطوبة، حلم أو حقيقة؟*٭


*٭* الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور *٭* الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره *٭* لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير *٭* الحمد لله الذي خلق النوم واليقظة ، الحمد لله الذي بعثني سالماً سوياً ، أشهد أن الله يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير *٭* لا إله إلا أنت سبحانك ، اللهم إني استغفرك لذنبي وأسألك
رحمتك ، اللهم زدني علماً ولا تزغ قلبي بعد إن هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب*٭*★

قلت أذكار الإستيقاظ، بعدها إستيقظت من النوم منهكة على غير العادة، أتصبب عرقًا باردًا و أشعر ببعض الدوار، اعتدلت فوق ملائة سريري البيضاء المزركشة بالورود، لأجلس متئكة على المخدة بعدما عملت بها حاجز بيني و بين الحائط البارد، جلت بعيناي في غرفتي المتماهية بين اللون الرمادي و الأبيض كآنني أتذكر تفاصيلها، ثم أمسكت برأسي لتتخلل أصابعي الطويلة و الرقيقة شعري الهائج و الفوضوي جراء النوم، مجترتًا الحلم الغريب الذي راودني...

إذّ رأيت نفسي حسب ما أذكر، قد خضبت يدايّ بثمرة من ثمار الجنة و التي هي الحناء، و كما انني قد أرتديت فستان زفاف طويل ناصع البياض، كسحابة قطنية تحمل في جوفها اللؤلؤ، ذو أكمام طويلة مزينة بنقوش يدوية الصنع ببعض الورود الناعمة، معه حجاب بسيط من الحرير زاد الثوب جمالًا فوق جماله، وقد إحتل رأسي تاج رقيق ذهبي مطعم ببعض الفضة، تمامًا مثله كمثل القلادة التي زينت جيدي، و كأنني بعدها قد ولجت مرتدية حذاء رياضي أبيض مريح، لداخل بيت جميل و واسع ملامحه غريبة عني إذّ انني لم اره سابقًا، لكني شعرت بؤلفة مشبعة بالهدوء و السكينة قدّ احتلت كياني وكل أعماقي لحظة دخولي إليه...

أول مرة تعلق بذاكرتي تفاصيل حلم بهذا الشكل، و كأنني قد عشت بداخل جزئياته بالفعل، وذلك ما جعل شعور التشوش ينزلق بداخلي، لأتسائل لبرهة هل كنت بالفعل أحلم أم ان ما عشته حقيقة؟

لكنني كنت أدري بأعماقي أنني فقط كنت أحلم، لكن لجمال حبكة الحلم بدا وقعيًا لدرجة أنني صدقته، بل أردت تصديقه و أن يكون ولو للحظة مسروقة من الزمن حقيقيًا، وهذا ما جعلني أول لحظات استيقاظي اتظاهر بأنني مازلت نائمة، لعل و عسى يمكنني أن أكمله في خيالي، لكني لم أقدر، فأحيانًا جمال الأحلام و تفاصيلها لا يمكننا رسمها حتى في الخيال...

لست أدري لما راودتني الآن و هذه اللحظة، فكرةٌ مُلحّة في ان افسر الحلم أو الرؤيا التي رأيتها ان امكنني القول، وهذا ما فعلته بالفعل، إذّ انني تناولت هاتفي القابع بجانب وسادتي لأتصفح صفحات تفاسير الأحلام، لأجد أن معنى ما حلمت به يعتبر من أقوى الدلالات على اقتراب الزواج;

إذّ أنه من أقوى رموز قرب الزواج للعزباء رؤية فستان الزفاف في المنام سواء شراء فستان الزفاف في الحلم أو لبسه، وفستان الزفاف الضيق في الرؤيا قد يدل على تأخر الزواج قليلاً أو عرقلته لكنه يتم بإذن الله..

من الحلال سيبدأ كل شيء!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن