من الحلال سيبدأ كل شيء!!

٭*خمسة 🇹🇳 *٭

كانت ليلة طويلة لم أقدر على النوم مطلقًا .. أساسًا من يخطف و يقدر على النوم؟!..

غير أن ساجد إستيقض عديد المرات في ليل لهاذا تارة تجدوني أطعمه ، و تارة أخرى أغير له حفاظه وقد واجهت صعوبة في ذلك أول الأمر ، و أحيانًا أخرى ألعب معه إلى أن ينام..

وقد إستغللت وقت غفواته بالصلاة و منجاة الله .. الجيد في هذه الغرفة الكبيرة وجود دورة مياه متصلة بها ، كما أنني عثرت على سجادة صلاة .. أمر غريب لكن الحمدلله ...

كما يوجد ثلاجة صغيرة مملوئة بالطعام الغرفة معدة بعناية حقًا و كآنها غرفة فنادق .. لكن كل هذا
لا يعنيني بشيء، فلم أقدر على الأكل، بطبيعة الحال نفسي مسدودة .. فقط أريد العودة إلى البيت حيث أشعر بالأمان داخل أحضان والدتي.. أتمنى حقًا من أعماق قلبي أن يكون هذا مجرد كابوس ينتهي سريعًا..

أطلت شمس صباح جديدة باعثة في إشراقها أمل بحياة أخرى ، سبحان الله ما أجملها.. الحمدلله الذي وهبني يوم أخر للحياة، لكن أتمنى أن ينتهي هذا الكابوس و الوضع سريعًا..

أنهيت صلاتي و ضللت أدعي الله .. إلى أن استيقظ الصغير و بدأ بالبكاء ..

"بسم الله "..

بسملت وحملته برفق و ضللت أربت على ظهره بهدوء و حنان .. ما أحلى شعور أن يكون طفل صغير في حضنك وما أحلى رائحته.. ينعمك لوهلة ببعض السكينة.. سبحان الله لطالما شعرت أن الأطفال مثل القطط، لديهم القدرة على إمتصاص الطاقة السلبية، و إخفاض شحن التوتر بالمكان..

"شنوة إلي وحلني معاك يا صغرون؟! آه، قلي تره؟!"

قلتها له بتسائل، مداعبةً إياه، ليبدأ القهقهة بصوت طفولي محبب إلاهي ما ألطفه بادلته الإبتسامة وضللت ألاعب أنفه بأرنبة أنفي مما جعل يضحك أكثر .. كم أن إبتسامتك صغيري جنة وسط الجحيم الذي يصنعه البشر ...

"خليني نحضرلك بيبرون الحليّبة بش تممي.."

شعور الأمومة و المسؤولية تجاهه يدفعاني للّعناية به فما ذنبه هو وسط هذه المعمعة أن أتركه دون إهتمام؟!

سوف أقوم بواجبي تجاه الصغير الرضيع إلى أن يفتح الله لي باب من أبوابه لأجد السبيل للخلاص ...

أطعمت ساجد ثم لعبت معه قليلًا .. في النهاية غط في نوم عميق .. هكذا هم الأطفال الرضع نصف يومهم في النوم لان جسمهم يحتاج إلى ذلك .. مايقارب أثنى عشر ساعة نوم على الأقل...

أستغللت وقت نوم ساجد .. في الصلاة و منجاة الله .. فهو قريب لي كقرب حبل الوريد .. يا الله ليس لي سواك أعني على مصيبتي يارب .. ليس أمامي سوى الدعاء و الإستغفار لعل بذلك يفرج الله لي كربي ...

فقد قال الله تعالى:" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي
وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ "، البقرة/186.