اسْتِقْبَالُ حَاضِرِهِمْ.

819 63 37
                                    

°°°


الخميس، 14 يوليو 2366.

العالم أصبح أشدّ قسوةً، إنّها فترة ما قبل الكارثةِ المُعتادةِ.

الحرب العالمية السّادسةُ على الأبوابِ، تقرعُها قرعًا مدويًّا، لا ملاجِئ قد تحمي أحدًا، لا أحد يريد الحرب، لكن الجميع له يدٌ فيها.

قبلها كثيرٌ من المدن سقطت، كما يحصل قبل كلّ حربٍ سبقت، لا نعلم كيف يعيش الناجونَ هناك، إن وُجِدوا.

الفضاء أصبح مكبّ نفاياتٍ بعد أن اكتفت إفريقيا، والأرض ساحة معاركٍ.

إنها الحال المُتَوقَّعَةُ، لا أحد تفاجأ، لكن الجميع حَزِنَ.

القارّة الثّلجيّةُ أصبحت ملجأً صعبَ الوصولِ إليه لِمن أراد البقاء على قيد الحياةِ، هناك يوجد العديدُ من المراكزِ التي تعتني بالفارِّينَ الناجين، كما يوجد العديد من مراكز البحوثاتِ والتّجاربِ ومدارسٍ لتعليمِ العباقرةِ فقط.

العالم رغم كل هذا لم يتوقّف عن التّطوُّر، اليابان مثلًا لم تتوقّف، هي محاطةٌ بزجاجٍ مضادٍّ للرصاصِ، ذلك الزجاج هو حاجةُ البشريَّةِ لعملهم المستمرّ للتطوّر.

الحاجة إلى المياه، الحاجة إلى أراضٍ صالحةٍ للزراعة، الحاجة إلى النّفط، إلى الغاز وإلى الحياة، في خِضم الحروب التي قامت لهذه الأسباب حالة الأرض كانت تصبح أسوأ.

الصين والهند شعبهما يخفق آخِر أنفاسه بصعوبةٍ، بعد أن تَدخّلَتِ الصّين كثيرًا بينما أرضها تنزف بشدّةٍ سوء التصرّفِ، بالكاد يوجد هواءٌ حتى يُتَنفّسَ. وبعد آخر تجاربٍ لصواريخ حديثةٍ أجرتها الولايات المتحدة، أصبح إيجاد أشخاصٍ على قيد الحياة في المدن الكبيرة جِدّ صعب.

لا يختلف الوضع النهائيّ في الهند كثيرًا، لا سيّما أن مُهلِكَها كان الحروب الأهلية التي قامت، صراعات الأديان الواهية والهزَّات الأرضيّةُ التي لم يسلم منها أحد.

ربّما التّحدث عمّن يعيش مآسيه سيأخذ أيّامًا، لكن البلدان التي نجت نسبيًّا تُعَدُّ على أصابع اليد الواحدة.

بعد الحرب العالميّةِ الثالثة كان الجميع واهِنًا جدًّا، لكن النقاط الإيجابية كانت أنها حروبٌ لم يخسر فيها الكثيرون حيواتهم، اقتصر الأمر على محاولة كلٍّ كسر عدوِّهِ عسكريًّا.

أما الرابعة والخامسة فكانتا بعد أن عاشت الأرض قفزةً مذهلةً، كثيرٌ من البلدان استغنت عن استعمال المحروقات، وتدريجيًّا، حتى البلدان المصنّعة الكبرى حاولت ذلك. 

| مَلحمةٌ بيولوجِيّةٌ | ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن