°°°
لم أستصغر الموت قط، لكنه لم يكن يخيفني إلى حدٍّ كبير. عندما كنت صغيرًا، أبي كان يقول لي أنّ المؤمنين حقًّا لا يجب أن يخافوا من الموت، بعد أنهم يسعون لمرضاة الله، سيرضون دائمًا إذا.
كنت أضعُ حديثه هذا في عقلي وأسير في كل الطّرق التي تحفُّها المخاطر، فقط عندما أشعر أنّني على حقٍّ أتقدّم، ليس رميًا لنفسي في التهلكةِ، لكننا نحتاج أحيانًا لإيتاء تضحياتٍ فردية كبيرة لأجل المجموعة.
الآن ما زلت مِقدامًا، وأنا على طائرةٍ خاصّةٍ تتّجهُ إلى برلين، لكنني لست حقًّا غير خائفٍ من الموت، ربما لأنني لست متأكّدًا أنني على حقٍّ بالفعل.
أنّجه إلى برلين بما أنّ الولايات المتحدة محاطةٌ بسيوجٍ وهميّةٍ من الرّعاية والحمايَةَ؛ فلن أستطيع عبور جَوّها حتى مع تصريحِ قائد القوات العسكريّةِ نفسه.
لا أهتم لهذا كثيرًا، في النّهاية سيكلّفني بعمل، وقطعًا ليس في ألمانيا، أوروبا أيضًا خطٌّ أحمر لهم، بينما إفريقيا وآسيا ساحتا معاركٍ داميةٍ لهم.
تساءلت كما لو أنّه لم يفعلها من قبل، لكنه فعل:
«وصلت وما أزال جاهلًا لسببِ وجودي هنا، آليكس أنت لا تخطط لجعلي طُعمًا لشيءٍ ما صحيح؟»
وبفضل الله وحده نجوت، ورغم هذا فأنا لا أستطيع المكابرة ومقاطعته، عروضه الخطرة هذه أنقذت أرواح مئات الأطفال هناك.أجابني:
«اركب السيارة وتعال، ثم ستعرف.»سيارةٌ سوداء مدرّعةٌ كانت أمام مخرج المطار الخالي من غيري وثلاثةُ رجال وجدتهم هناك.
عندما خرجتُ إلى الهواء الطّلق وجدتُ أنّ الحال عندهم كحالنا، الضّباب الذي يزداد في الظّهر، الشّمس الحارقة وانعدام وجود النباتات تقريبًا.
كانت كارثةٌ عالميّةٌ يخوضها كلٌّ بإمكانياته.
أغلقتُ الخط وركبت، وقد وجدت قارورة مياه، كان هذا غريبًا، لكنني قطعًا لن أفكر في هذا كثيرًا الآن، سأعلم كل شيء رويدًا روايدًا.
كلما توغلنا داخل المدن كانت الأجواء تتحسّنُ، رأيتُ بضعة أشجارٍ، وعوض هذه السيارة التي تعمل بالطاقة الشمسية لا سيارات أو حافلات تجول.
شعرت بأن هنالك أمرًا ما، ربما حلٌّ يحاولون حصره بينهم، أو كارثة يدارونها.
وقفت العربة أمام مبنى كبير مليءٍ بالنوافذ من أدناه إلى أعلاه.
لم أحتج ترخيصًا أو كلمة مرور؛ فالوجوه التي أراها هي نفسها التي يحضرها معه من بلد إلى آخر، لأنه لا يثق بالكثيرين، وهم يعرفونني جيّدًا، رجل الاستخبارات النابغة، الجندي الآلي.
تمتمتُ أنتظر توقف المصعد في الطابق الرابع:
«الطابق الرابع.»لستُّ متحمسًا ولا خائفًا ولا مترقّبًا للمجهولِ، فقط أحيانًا يراودني القليل من الفضول حِيال الحرب البيولوجيّة التي هزت قلوب الناس أكثر.
دخلتُ غرفته، قال عندما رآني:
«أهلا بك، سررتُ بقبولك مجدّدًا.»أومأت أبتسم بسخريةٍ مُصافِحًا إيّاه، ثم جلست بعشوائيّةٍ على الكنبةِ التي تقابله؛ ليفعل المثل يائسًا من فكرة أن أهاب وقفته كالجميع. لست كالجميع، وهو يعرف أنه أضعف من أي شخص عندما تنتهي منه الحلول ويتصل بي.
تحدثتُ:
«تفضل، اروِ لي عن الكارثة الجديدة التي تترقبها.»
وهو فورًا أدخل يده في جيب سترته الرّسمية، وأخرج حقنةً صغيرةً جدًّا واضعًا إياها على الطاولة القصيرة أمامنا.نبستُ أحملها بين أصابعي بحذر:
«ما هذه؟»أجاب:
«تحتاجها لأخذ عينة.»سألته مرّة أخرى:
«عينة من ماذا؟»
وقد بدأت الأفكار تضرب في رأسي بقوّة، هل أنا سأتعامل وجهًا لوجه مع هذه الكارثة البيولوجية؟ هو جُنَّ إن كان هذا صحيحًا.«دم.»
لِمَ لا يصبُّ كل ما بجعبته مرة واحدة؟
«دم من؟»
همستُ فحدّق بي وقد بدأت محاولات ثباته تبوء بالفشل الذريع، وتعكر صفوه تمامًا، ومسدَّ جبينه متمتمًا:
«أحد رؤساء الاتحاد.»دعني لا أتوقع سوءًا، هو لا يقصد الاتحاد المكون حديثًا، ربما يقصد الأوروبي.
أجاب:
«الاتحاد الحامي.»قلتُ مذهولًا:
«ليس معقولًا، سيدك؟»
هذيت وهو هز رأسه بالإيجاب.«هل أصبحت بكامل عقلك حتى تُجَابه رئيسك وحلفاءه؟»
هزَّ رأسه ثانيةً، بدا قلِقًا جدًّا، كما بدا شديد الحزن.أفصح عمَّا كان عائقًا بينه وبين أخذه للنفس أخيرًا:
«الأمر معقد، عمر، الحرب البيولوجية تلك، لقد بدأت بالفعل!»حدَّق فيَّ وانتظر مني رد فعل ما، لكنني بالفعل لا أدري ما الذي يجب أن أقول.
قائد القوات العسكرية يحارب الرئيس، بينما ينفذ أوامره بحذافيرها، هذا سخيف.
لكنني أظن الأمر يستحق… آليكس ليس سيّئًا حقًا… كما أنني سأعرف كل شيء، وسأتصرف بالطريقة التي أراها صحيحة.
لستُ مأمورًا يخاف سيده، كما أن هذه المهمة أقصى مخاطرها هو الموت.
سألت آخر سؤالٍ:
«أيُّهم؟»«ليس مهمًّا، جميعهم مُطَعَّمونَ.»
°°°
الفصول دايما قصيرة شتكون،ورح حاول اختصر في القصة أصلا قدر المستطاع.
دمتم بود 💛
واستغفروا 🖤
أنت تقرأ
| مَلحمةٌ بيولوجِيّةٌ | ✓
Khoa học viễn tưởng-قيد التعديل- أيها الفتى الجيد، أرجو أن يحل عليك الصيف قريبا، أما أنا فاكتفيت تقلبات ظاهر الأرض. • نقية. • فائزة في مسابقة النوفيلا الحرة لسنة 2022 TT كما في مسابقة إلمعي لفريق تفرّد المتفرّد ♡ • ذات فصول نسبيا قصيرةٌ. • الغلاف من صنع سفراء الواتباد...