°°°
أين سأذهب؟ أشعر أن العالم الواسع ضيّقٌ جدًّا، وأنّ هذه الحياة كانت أطول من المتوقّعِ.
عندما سألت الجنرال عن الشجاعة التي امتلكتها الدولة حتى تغرس أشجارها القليلة على الطرقاتِ، قال أنهم يجدون ذلك أنجح للحياة، وأن الشعب واعٍ وعقلانيٌّ حتى يقتلع تلك الأشجار.
لم أقتنع، لكنني لم أنبُشْ الأمر أكثر من مرّةٍ.
ثم قلت أنني أمتلك ضغينة ضد فرنسا كدولةٍ بأسرها، وأنني سأحبّ أن أسحب من دماء رئيسها. هذا طفوليٌّ، لكنني حتمًا لن أتسللَ إلى روسيا أو بريطانيا أو أمريكا، صحيح؟ سيكون هذا انتحارًا.
هذه الدول هي الأفضل من حيثُ أسلوب الحياة فيها، لكنها من جهةٍ أخرى كارثةُ الأرضِ، وكارِثةُ الحياة.
هذا لا يَسُرّ أحدًا، حتى الشعوب هناك لا تحبّ فكرة أنها تعيش على أنقاض الحروب التي تُشنّ كتجاربٍ نوويّةٍ على أراضينا، لكنهم يفضِّلونَ العيش على محاربة الظلم.
إنها المعادلة التي لم يكتشفها أينشتاين، ولم تحلَّها أيّ نظريّةٍ تمّ التعرف عليها، إنها معادلة القوانين التي يسُنّها البشر دون أن يعترفوا، مع كل فعل، رد الفعل كانت رقمًا ينقص، حياة تُزهقُ.
لكن هل صيحات الاستغاثة التي تحيطها المتفجرات سيسمعها القادة من قصورهم؟ طبعًا لا.
بعد أن فهمت أنه لا يحارب رئيسه علانِيَةً ولن يفعل، سيظلّ يدعمه أمامه ويسعى لإسقاطه خِفيةً، ورغم أن جميع رؤساء كل الدول لا يعنون لي شيئًا، وأن أغلبهم وحوش لا بشر، فإنّ ما يفعله يبدو لي مقرفًا.
لا أتخيل نفسي أحيكُ سوءًا خلف أحد بينما أتملقه في حضوره، ربما فعلت الكثير من الأمور السيئة، لكنّ هذا حدٌّ حتى معدتي لن تستسيغه.
كان أسهل عليّ لو أخبرني أن عليَّ بجلب عَيّنةٍ من اللقاح الذي يتواجد في أحد المختبراتِ، لكنه لم يستطع أن يعرف أين يُخبِّئونَهُ، كما أنّهُ عَلِمَ بالأمر من آليّاتٍ استخباراتيّةٍ تعمل لصالحه، أي أن الوضع سريّ حتى على اليد اليمنى للرئيسِ.
أنا الآن على طائرةٍ أخرى، مع جواز سفر وهويّةٍ مزيفة، تقرُّ أني مواطنٌ ألماني، لأنّه سيكون من الصعب أن أكون أمريكيًّا.
وأمَّا عن اختياره لألمانيا خصيصًا؛ فتلك قصّةٌ أخرى.
بما أنني طبيب بالأصلِ وموهوبٌ، وبما أن الله شاء أن طفل أحد كبار الشخصيّاتِ في فرنسا يعاني عديد المشاكل التنفسية والقلبية، وحتى من الشلل؛ فإنني هناك بغرض تقديم المساعدة -ظاهريًّا- وللتسللِ إلى القصر الرئاسي -حقيقةً- لنرى كيف سأفعل ذلك.
أنت تقرأ
| مَلحمةٌ بيولوجِيّةٌ | ✓
Science-Fiction-قيد التعديل- أيها الفتى الجيد، أرجو أن يحل عليك الصيف قريبا، أما أنا فاكتفيت تقلبات ظاهر الأرض. • نقية. • فائزة في مسابقة النوفيلا الحرة لسنة 2022 TT كما في مسابقة إلمعي لفريق تفرّد المتفرّد ♡ • ذات فصول نسبيا قصيرةٌ. • الغلاف من صنع سفراء الواتباد...