أعزلٌ في الحربِ، جاهلٌ للعدوِّ.

116 29 23
                                    

°°°

«لا يجيب..»

إنها المرة العاشرة ولا زال لا يجيب. هو بالتأكيد سمع عن القذيفة، إذا لِمَ لا يجيب بحق الله؟!

«سحقا لك!»

أنا أفقد صوابي تماماً، إن لم يكن ماسكاً لزمام الأمور معي فإن كشفي يعني تلقِيَّ لعقوبة الإعدام فورا.

«لا حول ولا قوة إلا بالله..»

كررتها لثلاثة مرات حتى شعرت أن هذا لا بأس به، ثم قررت أن أعود بهدوء إلى الفندق مع ارتدائي للقناع طبعاً، لن أنزعه حاليا.

دخلت الغرفة بهدوء ولم آخذ وقتا طويلا بعد إغلاق النوافذ ونزع القناع حتى سحبت حاسوبي المحمول أُرسلُ بريدا إلكترونيا إلى آليكس.

هذا لن يمر سيدي الجنرال، سيكون عليك التوضيح، أو أنني حقا سأقحم رأسك في مصيبة ما.

أعرف جيدا كيف أهدده، إلا أنني لست متأكدا كيف سأنفذ، لكنني حقا لن أتهاون معه، أعرف عنه الكثير، وهو يدرك هذا، هو مليء بالشوائب وحتى إن كنت كذلك فلا أحد سيهتم، لإنني غير مهم بالفعل.

بعيدا عن البريد الإلكتروني الذي أرسلته فأنا أكتب أهم ما لدي في كنش صغير، وأرى هذا جِدّ مضمون وأنجع.

_تهديدات خارجية كثيرة وتحذيرات أخرى باقتراب الحرب البيولوجية الجديدة.
_اقتران قدومي إلى فرنسا _مع اختياري اللحظي لذلك_ مع وجود طفل مصاب بمرض مجهول أنا مكلف بمعالجته، وكان هذا على وجه الصدفة _قيل_.
_قذائف مجهولة البعث تضرب مكاناً أنا جد قريب منه.
_آليكس يحيك أمرا من ورائي.

آخر نقطة كنت متأكدا منها، الكثير من الأفكار جالت في رأسي، وكنت أحاول الوصول إلى شيء ما، لكن أغلب القطع مفقودة وأشعر مع حقيقة أن حاستي السادسة قوية أن مارك _الطفل المريض_ سيفك عني كثير الألغاز.

كنت قد جلبت معي ملفه الطبي، وكان معه معلوماته الشخصية، ليتبين أنه يتيم الأم، وأن أباه أحد وزراء هذا البلد.

أضاء الحاسوب وقد ابتسمت بسخرية بغير إرادة مني، من السخيف التفكير أنه لن يجيب، هو يحتاج أن يجيب.

عمر، الزم حذرك، لن أستطيع التواصل معك كثيرا ولا تتصل، فقط تمهل وستأخذك مجريات الأحداث إلى ما نحتاجه.

أي أنني على حق، وكنت متأكدا أن هناك أمر خاطئ. هل حقا سيجعلني أتسلّلُ إلى القصر الرئاسي؟ أنا لست معه وأسانده مع قضية لن ترام، أنا معه لأنني أنتفع بذلك، وإن أُمسِكتُ فسأحرِصُ أن يقع معي على وجهه.

| مَلحمةٌ بيولوجِيّةٌ | ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن