أن تُقتَلَ أو أن تَقتُلَ قلبك.

78 26 3
                                    

°°°

قبل عشرة أعوامٍ:

«هل هذا حاسوب محمول؟!»

صرخ الصغير بفرحةٍ غابت عنه طويلًا، ولأول مرة يفرح الأكبر هو الآخر بسبب معدّلٍ دراسيّ جيدٍ مكّنه من حاسوب، مستعملٍ لكنه مفيد.

«أجل.»

«هل هو لي؟»

عيني القطط تلك جعلت ذا الثامنة عشر خريفًا يشك أن أخاه هذا في الثالثة عشر، وأنه عبقري يُخفونه حتى!

«طبعًا! لنرى كم سيستغرق منك تعلم استعماله.»

حدق الأصغر طويلًا، وجالت في باله كل القصص التي كان يسمعها عن المخترقين، هو ربّما داخليًّا كان يمتلك حلمًا ما..

.

عودةٌ إلى الحاضرِ:

«مارك!»

صرخت وركضت إلى مكان الجسد الذي يحيطه الكثيرون، بعد أن أخذت الشرطة أخي بعيدًا.

«مارك..»

لقد اكتشفت لاحقًا أن هذا أخاه وليس هو، وعندما رفعت رأسي إلى النافذة رأيت صغيري يبكي بصمتٍ حال أخاه الذي جنى على نفسه.

بسرعة وسط تلك الفوضى صعدت لأرى ما الذي جرى، وظللت طيلة الطريق _الذي رغم أني ركضته بدا طويلًا_ أفكر في ما الذي علي فعله.

هل أهرب مع الصغير؟ أم علي التصرّف بهدوء واستقبال كل ما سيصير بطبيعية؟ لأنني لست بقوتهم.

«الحمد لله.»

تنهدت وأنا أرى مارك يقف أمام نافذته وكتفاه يهتزّانِ.

عندما رأيت الطفل بخير لم يكن لي سوى أن أفكّر بأخي، رغم أنني لا أعتقد أن فكرة ستراودني قبل أن تفعل معه، لا بدّ أن لديه خطّة، مع هذا فأنا أحتاج أن أكلّمه.

أغلقت الباب على مارك، وأرجو أنهم لا يملكون نسخةً أخرى من المفتاح في مكانٍ قريبٍ.

رأيته يخرج من المستشفى محاطًا بثلاثة رجالٍ ضخامِ البنية _بعد أن كان بحوزة رجال الأمن.

عندما انشغل أحدهم بهاتفه ركضت أصل إليهم وبسرعة أمسكته من ياقة قميصه صارخًا:

«أيّها النذل! أتحاول قتلي بعد كل ما فعلت؟»

ظلّ ساكنًا إذ أنه مكبّلُ اليدين.

كنت قريبًا منه بطريقةٍ مبالغةٍ، شعرت برغبة عميقة لعناقه، ورأيت لمعة الحزن والأسف داخل بؤبؤيه الشبيهتين بخاصة والدتي..

«اِجعلهم يعرفون أنك عبقري، لن تُقتَل حينها.»

الرجلان كانا قد حاولا إبعادنا عن بعضنا لكن لم يحصل، وفي لحظة وجدتني أتراجع بقوّةٍ إثر تصادم جبيني بخاصّة أحمد الذي أومأ بخفّةٍ، دفعني الثالث الذي عاد بعد أن أنهى الحديث على هاتفه وحثّ البقية على السير إلى أن وصلوا إلى السيّارة السوداء المدرّعة التي تقف أمام المدخل الخارجي للمستشفى.

| مَلحمةٌ بيولوجِيّةٌ | ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن