لو يعود تونسَ؟

103 27 9
                                    

°°°

وِجهة نظر الكاتب؛

«هل تم تسميمه ربما؟»

يسأل وكان حزينا، ظن أنه ربما يصنع له علاجًا، ربما سيكتب الله له الشفاء على يديه غير الواثقتين.

«لا تستسلم عمر، أرجوك ألا تستسلم.»

رجا نفسه بقدر انكسار مارك حاليا، بينما هو يريد علاجه الطرف الأكثر تضرّرًا حاول أن يُبهجه، بينما هو ترك المكان وراح غرفته الوحيدة في ذلك الفندق الفخم المنمق.

هاتفه رن وقدميه لم تتحملا الوقوف أكثر مع دخول غرفته تلك.

رد على الاتصال وزفر بشدة غصته المدسوسة داخل حنجرته منذ شهر، واليوم عظُمَت لدرجة ألا يتحملها أكثر.

«أجل، أحمد.»

الآخر صمت يوستوعب أنه لم يلقي عليه السلام هذه المرة، وعمر لاحظ وأراد أن يرتد عما قال ويُسلّم، لكنه كان حقا لا يقدر على زيادة حرفٍ واحد.

«هناك حركة غير طبيعية في المستشفى..»

تنفس بعمق وانتظر أن يكمل الآخر إذ أنه لا يقوى على التوقع حتى.

«أظن أنهم يعانون نفس مشاكل الولد الذي تعتني به.»

«أنت تمزح..»

همس وكان يعرف أن أحمد خصيصًا لا يمزح في أفضل أوقاته، فما بالك في حال كهذه.

«أنا لم أتقدم قيد أنملة أحمد! ما زلت عند نقطة الفشل ذاتها! ماذا سأفعل بحق خالق السماوات والأرض؟!»

صاح عاليا، صاح كما لو أنه مُخَاطَبَهُ هو آليكس وكل من يناصره، هو وكل من كان له يد أو نفس في هذه الكارثة التي وُضِعَ هو في مدفعها لينتظر حتفه كالولد المطيع.

«سأحادثك.»

تمتم بها ونوى إغلاق الخط، يحاول أن يبقى هادئا حتى لا يستدعي نحوه أنظارا أخرى.

قبل أن يفعل سمع صوت طلق ناري مدوٍّ، خطر في باله الكثير، خطر له أن أخاه المخدوش بشدة لقي حتفه، وكان هذا كفيلا بكسر كل ما بقي داخله من أمل مزعوم.

«أحمد؟»

لا جواب.

لا يُعقل أن سوءا أصابه، هما تقريبا لا يلتقيان إلا عبر طرق شائكة يصنعها الآخر عبقري التكنولوجيا والحواسيب.

من سيحمل ضد الشاب المنعزل غير المعروف ضغينة؟

أراد في هذه اللحظة أن يترك كل شيء خلف ظهره ويستقلّ أي قارب إلى تونس منعدمة شرطة البحر أو أي شرطة أخرى.

أراد بشدة أن يتنهد بعمق ويزفّر أسى هذا الشعب تاركا إياه لهم، ليتحملوه كما يتحمل هو آلام الشعب الذي هو منه ببراعة، هذا يكفيه ويرضيه.

«هذه المهمة استنزفتني كثيرا..»

تمتم والغصة كانت سببا جليا لتقطع حروفه القلائل، كان متعبًا لأن أطفال أرضه مرضى وتعبون مذ يولدون إلى آخر أنفاسهم إن تنفسوا. لكنه اليوم يُرهق روحه عبثا على ما يبدو.

أغلق الخط وقرر أن يقعد فوق سريره ويدعو ألا يصيب أخاه سوءًا، ربما سيكون إجحادًا أن يقول أنه لا يملك سوى الدعاء لأن الدعاء طالما أنقذه وما كان شيء ليفعل.

اليوم هو استنزف كل آماله وسيبني المزيد، اليوم هو لا يريد سوى الهروب من كل مشاكله أو أن يستسلم غالبا.

.


دقيقة جدا، مرعبة جدا، الهدوء في خضم اليأس مرعب، ودقّةُ سفكها للأرواح مُهيبةٌ.

°°°

فصل فيصل وعمر وضعه جديا يحزن:(

يا رب بس ما العب بمشاعره أكثر : )

يلا مع السلامة ❤️
واستغفروا برشا 🖤

| مَلحمةٌ بيولوجِيّةٌ | ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن