ذهب ريحان الي منزل جده وجدي لعله يجدها مع والدتها هناك و بالفعل صدق حدسه حيث أنه وجدها تعبر ممر الحديقه الخاص بالمنزل ليهبط علي الفور من السيارة يدلف من الباب الخلفي و يدخل الي غرفة جده مسرعا لكي تجده بجوار جده دلفت صفا و أمرتها أن تسبقها الي حجرة وجدي.كانت تحمل باقه زهور خفيفه تزين بها مزهريه وجدي كل صباح بناء علي طلبه.دلفت تدور في الغرفه مغمضه العينين تمثل عرضا مسرحيا أمامه و هي تتلاعب بخصلات شعرها الكستائى القصير الناعم و تغني و تفتح عينيها رويدا و تغلقهم لتتسمر فجأةعندما لمحته و كأنه خيالا أمامها ظلت مغمضه العينين تقف مكانها تعاتب نفسها لأنها بدت تتخيله في كل الأماكن .تنهدت مطولا و فتحت عينيها ببطء لتجده مربعا ذراعيه يجلس بجوار وجدي الذي يكتم ضحكاته لتقع باقه الزهور من يدها و يسرع ريحان يلتقطها من أمام قدميها و يرتفع بجسده ببطء شديدا كأنه يلتقط كل جزء من معالمها الي أن توقف عند عينيها و جدها تلمع و تتلألأ مثل الفيروز ليتأكد أنها اسم علي مسمي. وقف أمامها لوقت طويل يحفر ملامحها في ذاكرته الي أن قطع تركيزهم وجدي قائلا
-ريحان حفيدي و أمه اسمها ريحانه و بتعشق الزهور و العطور زيي كده علشان كده أنا عايزك تروحي المصنع عندها يا فيروزة.
ابتلعت فيروز ريقها و كانت أن ترد لولا دلوف صفا و هي تهتف بغضب
-قلتلك حطي الورد وحصليني علي المطبخ.
و لكن بترت عباراتها عندما رأت ريحان يقف أمامها ببدلته الرسميه ثم وجهت أبصارها الي وجدي ليطمأنها بعينيه أنه ليس بالمعني الذي فهمته.
طلب منها وجدي أن تسرع باعطائه الدواء فانصرفت فيروز ليتبعها ريحان حتي أن صفا انتبهت فكادت أن تخرج خلفهم لولا أن استوقفها وجدي
خرجت فيروز كرياح عاصفه تولد اقتلاع الأخضر و اليابس أمامها و هو يصفر من خلفها كأنه يريد جنونها و يتحدث ببرود قائلا
-مش هتقدرى تهربي كتير يا فيروزة.ده أنا خطوتي قد خطوتك مرتين.غير اني مش هسمح ليكي.
استدارت له و نفخت في وجهه بضيق لتلفح أنفاسها بشرته الحاده و بالرغم من أنه يكره تلك الحركه الا أنه شعر أنها نسمات بارده
-انتي عايز مين ايه يا ريحان؟ و لا تحب أقولك يا حضرة الظابط و أعملك تعظيم سلام كمان؟تكون عايزني أعتذر لعماتك عن سوء ما بدر مني؟
نظر اليها بخبث و يا لها من امرأه عنفوانيه لا تحيد عن حقها أبدا و لا يكسرها شئ...اقترب منها قليل و همس في أذنها لترتعش حواسها من أثر كلماته الجريئه
-عايزك انتي ...و أه قوليلي يا حضرة الظابط و اعمليلي تعظيم سلام كمان.أما بالنسبه لسوء ما بدر منك فهو الصراحه عجبني جدا.
كان يتحدث و هو يمتلك يدها بين يده و يرفعها الي جانب رأسها و هو يداعب خصلاتها و هي شارده في كلماته لتنتفض فجأه عندما اقترب من أذنها وأنفاسه تتوهج بقربها
أنت تقرأ
غيبيات الفيروز
Acciónإليك أيها الفيروز حين تنفرط دراتك واحدة واحدة فنكتشف سويا من أنت، في حكاية حب مثيرة بين رجل شرطه و ابنة رجل المافيا