🧡اقتباس🧡

1K 35 4
                                    

خرج الطبيب ليلتفت اليها ببرود

-ارفعي كتف البلوزة اللي انتي لبساها دي ايييه فرحانه باكتافك و الدكتور الزفت ده عمال يبص عليكي مش كفايه الأشعه و كمان راحه تقوليله يطلب تأجيل جوازنا؟

نظرت اليه بعدم فهم و من ثم أردفت باندهاش

-ايه انت بتقول ايه.كتف ايه و فرحانه ايه الدكتور محترم علي فكرة انت اللي خيالك واسع و بعدين هو سألني انتي متجوزة رديت و قلت قريب.

نظر اليها بصرامه

-اللي تاخد و تدي بالطريقه دي تبقي انسانه مش محترمه واحده غيرك كانت خجلت من نفسها و أنا بواجهها طب بلاش دي انتي مش ملاحظه ان حماله الزفت البراه باينه.؟

نظرت فيروز سريعا الي كنزتها و رفعت أكتافها سريعا  و ردت عليه بصوت  مرتفع غير عابئه به و بوضعه و أين هي فقد ضربت الدماء رأسها

-ده أنا محترمه غصبن عنك.انت مفكر نفسك مين علشان تتكلم معايا بالطريقه دي لا فوق أنا صحيح بنت ناشد بس ده مش يقلل من قيمتي.

-خلاص طالما انتي شايفه كده اثبتي كلامك أتصل بالمأذون حالا و نكتب كتابنا دلوقتي و تطلعي معايا من هنا علي بيتنا في قصر زيدان .

تنهدت بضيق و قالت و هي تسحب نفس عميق 

-هاته يطلب ايدي زى بنات الناس يا ابن الناس.مش انت عندك أخت برضه و يوم ما نور يفكر يتجوزها هيجي هو و أمير أبوه يطلبوها ؟

ثم استطردت بتذمر

-ده اللي لازم يحصل يا ريحان باشا.لو أختك هتقبل تتجوز في المكتب و تتصل بيكم و تقولكم أنا روحت مع جوزى لبيت أهله ؟طبعا لا.

-ما تقدرش كنت قتلتها و قتلته بس أختي زينب ما بتعملش زيك يا فيروز هانم.أختي واضحه و صريحه.حتي في حبها الكل فاهم هي عايزة ايه.

قالها و هو يتخيل أن زينب تفتعل بهم هذا الشئ لتهز رأسها  بانكسار و تنخفض نبرة صوتها

-مستحيل تفهم أنا عايزة ايه لأنك ما عيشتش اللي أنا عيشته.أنا عيشت كمريضه نفسيه و يوم ما صدقت أعيش حياتي الطبيعيه ظهرت انت.

غير صحيح أن تفتح جراحا أغلقت حاولت النهوض لتفشل و هو ينظر لها نظرات يغيظها بها أنها محتاجه له  لتستطرد

-حطيت علي جرح ملح المرة دي يا ريحان.كنت مفكراك هداوى قلبي بس للأسف في كل فرصه بتحاول تحرقه و تكرهني فيك و أنا لو كرهتك يبقي سلام.

مد يده اليها و هو ينظر لها بتحدي

-ايه سلام دي هتهربي؟بس هتروحي فين؟و يا ترى هتبلغيني زى ما بلغتيني النهارده و لا هتهربي سكيتي؟و يا ترى البيه جارك هيهرب معاكي؟

شعرت بالارتباك لأن هذا الجار صارحها بحبه و لكن من أين علم ريحان بذلك أيراقبها؟ حاولت أن تخرج من ارتباكها حتي لا يشك بها أكثر و لكنه لاحظ ذلك ليستطرد

-بقي تقوليلي ماشيه و مش هشوفك تاني و هخرج من حياتك و ألاقي البيه المحترم في نفس الوقت ماشي قبلك .طبعا بيسبقك.لا و لو كنت مشيت مكنتش هشوف ناشد.

ردت عليه لتبرئ نفسها كالطفله أمامه

-ما هو كان ماشي أصلا لما رفضت عرضه.صدقني أنا مفيش بيني و بين حاجه غير انه مجرد جار لينا من تاني يوم ما سكنا هنا و كان غريب زينا.

-هعديها يا فيروز زى ما بعدي كل شكوكي فيك بس بمزاجي بس يمين بعظيم لو ثبتي ليا العكس هوريكي النجوم في عز الضهر أنا ريحان الجمال.

 واستطرد بجمود

-و بكره مش النهارده علشان ضهر سيادتك يرتاح هجي أنا و والدي و العيله نطلب ايدك رسمي و حذارى تطولي لسانك قدام أبويا مهما ان قال.

نظرت له بفرح شديد لدرجه أنه استغرب فرحتها و السعاده التي كانت تتراقص في عينيها 

-بجد يعني زيدان باشا الجمال هيشرفنا و يطلب ايدي بنفسه.ياااه يا ريحان ده حلم اعتقدت انه عمره ما يتحقق بس طالما انت قلت يبقي هثق في أحلامي.

هز رأسه بهدوء شديد

-يلا علشان أروحك بدل ما أتصل علي والدتك و أقلقها عليكي و يحصل حاجه و هي بتحاول توصل لنا. و فهميها انها واقعه بسيطه لأنها فعلا كده.

-لا مش بسيطه يا ريحان و علي فكرة أنا منتظرة علاجك ليا بعد جوازنا.عايزاك تعالجني صح و بحنيه ده أنا بنت ضعيفه و رقيقه و انت مش حاسس بيا.

ابتسم رغما عنه،أما هي فكانت تود أن تسلط لسانها جيدا عليه،لو كانت قادرة لوبخته وصفعته  و لكنها اختارت مراوغته كرد فعلا من انفلات لسانه السليط عليها،

-مستعد أحس بيكي.

أرادت أن تحتفظ بموقفها الناعم معه،و هذا ليس أمر العقل فقط بل أمر القلب الذي طلب منها فض النزاع،فنظرت اليه بلوم كأنها تعاتبه علي غروره

-ممكن نأجل فرحنا  بعد أسبوعين.

كانت في تلك اللحظات تمسك بيده و هي تبتسم بخبث ليومأ برأسه بقبول طلبها لتحدث نفسها

-هوريك يا ريحان النجوم في عز الضهر  في خلال الأسبوعين دول و لو مقدرتش لينا حساب تقيل أوى بعد جوازنا سد انت بس معايا يا ريحان قلبي.

لم تكن تتحدث بصوت مسموع أو حتي هامس لكي يسمعها و لكن كان يتابعها من نظرات عينيها التي كانت بمثابه نافذه لداخلها كان يشاهدها بسعاده و لمسات يدها ليده كانت بمثابة زلزال مدمر بكيانه فهي امرأه يتملكها التحدي ليست بعاديه ليحدثها بنفس لغه عيونها بعينيه و لكن بثبات نظراته في عينيها حتي لا تفهم مثل ما فهم هو حديث نفسها

-غبيه أوى يا فيروز.طلبتي أسبوعين علشان تقدرى تكرهيني و تكرهي الكل فيكي و بكده أبويا يرفضك ده انتي عبيطه أوى ده هفهم الكنج اني همرمطك علشان أرجع حقه.

كان قادرا علي أن يمنحها نظرة تجعلها تذيب أمامه نظرة قاتله لكل معاني التحدي اللي تتحكم بها و بمشاعرها معه،نظرة جعلت قلبها يقفز قفزات متراجعه عن القسم الذي أقسمته بداخلها، بالرغم أنها فهمت نظراته جيدا و ما تحمله من ثأر له و لوالده و جبروت مترسخ في عائلتهم،و لكنها اللعنه يا ساده،التي لا تجعلها لا تعلم ماذا تفعل،أغمض أجفانه ليفتحهم فجأه و قد اكتست بلون الدماء الحمراء و كأنه يعلن الجحيم عليها،خاصه عندما اعتلت نبرة صوته القسوة  و الشده لتشعر بثقل و وجع ينتظرها

غيبيات الفيروزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن